ارشيف من :آراء وتحليلات
تدمر حرة...بداية انهيار النمر الورقي
جهاد ذبيان
تدمر عادت حرة، إلى أحضان الشرعية والوطن، وزال نير العبودية والإرهاب الأسود، خطوة في الاتجاه الصحيح، وانتصار ميمون جديد، يضاف إلى رصيد الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري والقوات المتحالفة معه، في المعركة المستمرة ضد الإرهاب، ضد القتل، ضد التطرف.
أسابيع قليلة فقط من المعارك الطاحنة كانت كفيلة بسقوط رايات الخلافة المزعومة، حيث أمعن الأشاوس سحقا وطحنا بفلول الإرهابيين القتلة، ملحقين بهم خسائر فادحة، مع توقع وصول أعداد القتلى من الإرهابيين إلى أكثر من أربعمئة قتيل، وترجيح أن تكون هذه الحصيلة إحدى أكبر الهزائم لتنظيم داعش في معركة واحدة منذ ظهوره.
تدمر حرة...بداية انهيار النمر الورقي
على أن أهمية هذا الانتصار تكمن في محورين: المحور الأول عسكري، إذ قد يكون هذا النصر أحد أهم الانتصارات العسكرية للجيش السوري وحلفائه في مواجهة الإرهاب منذ التدخل الروسي نهاية أيلول 2015، حيث انه بخسارة مدينة تدمر الإستراتيجية، يكون داعش قد خسر "البادية السورية الكبرى"، وبالتالي، بات بإمكان القوات السورية أن تتقدم باتجاه الحدود مع العراق، بحيث تلاقي أبطال الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي.
فتدمر أحد أهم المواقع الاستراتيجية المهمة وتعد عقدة وصل رئيسية بين المنطقة الوسطى والجنوبية والشرقية والشمالية، ولها مكانة تاريخية وسياحية مهمة جدا، فهي تشكل أقدم الحضارات الإنسانية التي عرفها التاريخ. والكل يذكر "العظيمة" زنوبيا ملكة تدمر التي سيطرت على جزء كبير من العالم القديم.
إلى المحور العسكري، هناك محور سياسي مهم، فهذه الهزيمة لتنظيم داعش تؤسس لانهيار كبير في معنويات مرتزقته ولبداية اندحاره وتقهقره ، فالقوات الحكومية السورية وحلفاؤها في ذروة الانتصار، وقد بات جليا أن قواعد اللعبة تغيرت في الميدان السوري إلى غير رجعة.
لذلك، فانه من المؤكد أن الانتصار على الإرهاب بات مسألة وقت، فتدمر ستكون مرتكز توسيع العمليات العسكرية على محاور دير الزور والرقة وغيرهما، فضلا عن كونها ستساهم في تضييق الخناق على الإرهابيين وقطع خطوط إمدادهم.
وفي الختام، نبارك للقوات العربية السورية والحلفاء نصرهم المؤزر في هذه المعركة التي يخوضونها عن كل الأمة والعالم، لأجل حماية ورفعة ومنعة وصمود هذا الشرق العظيم، وإلى الملتقى في أعياد النصر القادمة.