ارشيف من :ترجمات ودراسات

ضابط في سلاح الجو الصهيوني: جُلّ ما نخشاه هو حضور جوي إيراني في سوريا

ضابط في سلاح الجو الصهيوني: جُلّ ما نخشاه هو  حضور جوي إيراني في سوريا

قال ضابط رفيع في سلاح الجو الصهيوني انه رغم اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتصف آذار عن سحب الجزء الاكبر من قواته العاملة في سوريا، لا تزال القوة الجوية الروسية في البلاد كبيرة الحجم، بل إن هناك نشرا لمروحيات هجومية حلّت مكان الطائرات الحربية التي عادت إلى روسيا.
وبحسب موقع "ديفينس نيوز" الاميركي، شدد الضابط الصهيوني على أن ما فعله بوتين هو تغيير شكل القوات، لكنه لم يُخلها. لقد أدخل قدرات مختلفة وأعاد الأشياء التي قلّ ما استخدمها. والآن ثمة مزيد من الإصرار على الدعم الجوي الذي توفره المروحيات الهجومية".
وفي المقابلة التي أجراها الموقع مع الضابط الكبير شريطة عدم ذكر اسمه، امتنع عن ذكر أعداد الطائرات الروسية الثابتة الجناح وذات الأجنحة الدوارة التي لا تزال في سوريا. ولكن أصرّ على أن حجم القوة الجوية الروسية لا يزال كبيراً، وقال: "لا أريد الدخول في الأعداد، لكنه لا يزال لديه قوة كبيرة هناك تخوله فعل ما يريد".

الموقع لفت الى ان "هذا التقدير يتوافق أقله جزئياً مع البيانات التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية والتي أوردت أن 117 هدفاً ضُربت في غضون 24 ساعة في تدمر، حيث يدعي الجيش السوري أنه استعاد مدينة تدمر التراثية من سيطرة داعش".

واضاف الموقع خلافاً للتوقعات بانسحاب روسي واسع النطاق من سوريا، تقول التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية إن التواجد الروسي سيمتد لفترة في سوريا، بما في ذلك بقاء غير مُحدد للدفاعات الجوية من نوع أس 400 الموجودة الآن لتمسح السماء عند الحدود التركية. وقال الضابط: "الـs-400 باق حسبما نعرف".
وحينما سُئل حول ما إذا كانت "إسرائيل" قلقة من محاولة إيران وحزب الله - حليفا موسكو الواضحان في قتالهما الى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا- السعي إلى إقناع موسكو بإعادة نشر الدفاعات الجوية وتوجيهها ضد "إسرائيل"، أجاب الضابط: "من غير المحتمل أن يحدث ذلك".
وقال إنه من غير المحتمل أن تفعل موسكو شيئاً لا يصب مباشرة في مصلحتها، ولناحية الإس-400 تقتضي المصلحة ردع الاشتباكات المستقبلية ومنعها مع تركيا.

ضابط في سلاح الجو الصهيوني: جُلّ ما نخشاه هو  حضور جوي إيراني في سوريا

جنود ايرانيون


وأضاف: "ندرك أن الأس-400 نُشر رداً على الحادثة التي وقعت مع تركيا (اسقاط الطائرة الروسية). فإذا أراد تحويل تلك الرادارات صوبنا ومراقبتنا، يمكنه فعل ذلك بسرعة. لكن ذلك سيُشكل تغييراً كبيراً ولا نعتقد أن لديه أي نية لفعل ذلك".
وقال الضابط إن ما يُقلق سلاح الجو الإسرائيلي هو احتمال حصول القوة الجوية الإيرانية على موطئ قدم لها في سوريا في حال أو عندما يقرر الروس الانسحاب أو تقليص قوتهم إلى حد كبير. وأضاف: "إن الحضور الجوي الإيراني في سوريا أمر ستجد إسرائيل من الصعب جداً تقبله. وهذا سيُشكل تغييراً كبيراً.. لكن في هذه اللحظة، لا أراه حاصلاً. بل على العكس، أرى أن الإيرانيين يتراجعون".
وفقاً لما أدلى به الضابط، فإن سلاح الجو الإسرائيلي يتبع تقديرات متناقضة حيال التورط الإيراني في سوريا: "هناك احتمال قوي بأن إيران سترغب في تعزيز إحكام قبضتها هناك. لكن ثمة احتمالاً آخر يقول إنه في حال لم تنتهِ الحرب سريعاً فإنهم سيصلون إلى نتيجة مفادها أنهم لا يحتاجون إلى الاستثمار بثقل في هذه الرواية السورية".
وأشار إلى أن إيران أعادت "عدداً كبيراً من القوات إلى وطنها" واستبدلتها "بأعداد أقل" مع قوات جديدة من الحرس الثوري الإيراني.
وقال الضباط إن المحور بقيادة بوتين في سوريا المؤلف من الأسد وإيران وحزب الله ما كان ليحصل على تأثير كهذا في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 6 سنوات لو لم يكن هناك صفقة نووية بين القوى العالمية وإيران. وأضاف: "إن الاتفاق النووي كان بمثابة المُمكّن. لنفكر بالأمر: في حزيران وتموز، كان من الواضح أن صفقة ستُبرم. وبعد شهرين على ذلك (مع إعادة انضمام إيران إلى المجتمع العالمي)، أخذ المحور شكله. والزخم الآن من الواضح لصالح المحور الذي يدعمه بوتين. وهذا ما كان ليأخذ شكله لولا الصفقة".

 

2016-03-30