ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: 3000 سعودي انضموا الى ’داعش’.. والرياض تسببت بمقتل آلاف المدنيين اليمنيين

الصحف الاجنبية: 3000 سعودي انضموا الى ’داعش’.. والرياض تسببت بمقتل آلاف المدنيين اليمنيين

أشارت صحف أميركية بارزة الى أن "داعش" يكثف عمليات تجنيد عناصر في صفوفه داخل السعودية، مستغلاً عنصر الفكر الوهابي الذي يمارس داخل المملكة، ما أدى الى ارتفاع حوادث القتل في السعودية من قبل شباب أعلنوا ولاءهم لـ"داعش" تحت مبررات ترتبط بفكر الجماعة. الى ذلك، انتقد باحثون أميركيون الحرب السعودية على اليمن، ودعوا ادارة أوباما الى الضغط على النظام السعودي بغية وقف القصف للأماكن المدنية. من جهة أخرى، حذَّر باحثون آخرون من احتمال دخول تنظيمي "داعش" و"القاعدة" في تحالف ثنائي.

* تسلل "داعش" الى السعودية

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً بتاريخ الحادي والثلاثين من آذار/مارس الماضي، تم اعداده من مدينة بريدة في السعودية. وأشار التقرير الى قيام مجموعة من الشبان السعوديين المنتمين الى عائلة واحدة بإعدام أحد أقربائهم، كان يعمل ضابطاً في قوات مكافحة الارهاب السعودية. وأوضح التقرير أن "المجموعة التي قامت باعدام الضابط تتألف من ستة شبان كانوا قد أعلنوا ولاءهم سراً لداعش، وخطفوا الضابط المدعو بدر الرشيدي وأعدموه، وعمدوا في الوقت عينه الى تسجيل ادانتهم للعائلة الملكية السعودية أمام عدسات الكاميرا واتهموها بنبذ الاسلام".

التقرير لفت الى "مدى خطورة "داعش" للسعودية، خاصة وأن التنظيم الارهابي تبنى عناصر يعتنقون الفكر الوهابي، وهو العقيدة المتبعة في السعودية، واستخدمها هذه العقيدة لنزع شرعية العائلة الملكية". ونقل التقرير عن "Cole Bunzel" وهو الباحث بالتاريخ الوهابي في جامعة "Princeton"، قوله إن "الفكر الوهابي جزء أساس من ايديولوجية "داعش""، مشيراً الى الأفكار التي تطبقها الجماعة، وهي مأخوذة من الوهابية، والوهابية هي "الميزة الاكثر ظهوراً" في ايديولوجية داعش".

 

الصحف الاجنبية: 3000 سعودي انضموا الى ’داعش’.. والرياض تسببت بمقتل آلاف المدنيين اليمنيين\

الصحف الاجنبية: 3000 سعودي انضموا الى "داعش"

ونبه التقرير الى أن "اعدام الضابط رشيدي هي الحادثة الثالثة من نوعها في المملكة حيث انضم مواطنون سراً الى "داعش" وقاموا بقتل أقرباء لهم في الأجهزة الامنية"، موضحاً أنه "في كل حادثة، برر مرتكبوا الجريمة أعمالهم بالقول إن السعودية تمارس نموذجاً منحرفاً من الاسلام".

كما تحدث التقرير عن "تمكن "داعش" من التسلل الى المملكة من خلال التجنيد عبر الانترنت"، مشيراً الى ان التنظيم وجد مناصرين له مستعدين لقتل "زملائهم السنة" كما الشيعة، وذلك من أجل زعزعة الاستقرار في المملكة".

ولفت التقرير ايضاً الى أنه "في شهر تموز يوليو من العام الماضي، قام شاب سعودي يبلغ من العمر تسعة عشر عاماً بقتل عمه الذي كان يعمل عقيداً في الشرطة، وذلك قبل أن يقوم بعملية انتحارية قرب احد السجون أدت الى اصابة حارسين اثنين".

كذلك نقل التقرير عن المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور تركي، إشارته الى أن "الهجمات الارهابية التي وقعت خلال العامين الماضيين أدت الى مقتل عشرات الاشخاص وأيضاً الى مقتل اكثر من عشرين ارهابياً".

وأكد التقرير انضمام "قرابة 3,000 سعودياً الى الجماعات المسلحة الارهابية في الخارج، اضافة الى سجن ما يزيد عن 5,000 مواطناً في الداخل وجهت اليهم تهمة الارهاب"، مشدداً على أن "ذلك يشكل ارتفاعاً كبيراً في الاعداد مقارنة مع الاعوام التي سبقت".

في سياق متصل، حذر التقرير من أن الكثير من المنتقدين يقولون إن "رجال الدين السعوديين لم يتنكروا اطلاقاً لعناصر الفكر الوهابي الذي تبنته "داعش"، خاصة بالنسبة للشيعة الذين يشكلون عشرة بالمئة من سكان المملكة". وعليه اشار الى ان "داعش حاول استغلال هذا العامل عبر استهداف المساجد الشيعية بالهجمات الانتحارية، ثم اتهام رجال الدين السعوديين بالنفاق عندما يدينون هذه الاعمال".

كما نقل التقرير عن السيد "Bunzel" (الباحث بالتاريخ الوهابي في جامعة "Princeton" بانه من الصعب لرجال الدين السعوديين ادانة الهجمات ضد الشيعة، وبانه يمكن للمرء أن يشعر "بانهم (رجال الدين السعوديين) لا يبالون كثيراً اذا ما استهدف الشيعة، لانهم ليسوا حقيقة مسلمين في رأيهم"، وفقاً للتقرير.

الى ذلك، نقل التقرير عن اللواء تركي (المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية) قوله إن "استخدام داعش لمواقع التواصل الاجتماعي يجعل من الصعب كشف المخططات، اذ لفت الى قيام رجلين اثنين بشهر ايلول سبتمبر الماضي بخطف احد اقاربهم الذي كان جندياً في الجيش السعودي". وأضاف ان "الجهة الخاطفة قامت بتصوير المخطوف وهو يتوسل، قبل ان يعلنوا ولاءهم لـ"داعش" ويقتلوا المخطوف رمياً بالرصاص".

* السفير السعودي لدى واشنطن فشل في تبرير حرب بلاده على اليمن

الباحث "Daniel DePetris" كتب مقالة نشرت على موقع "National Interest" بتاريخ الحادي والثلاثين من آذار مارس الماضي، رد فيها على مقالة كتبها السفير السعودي لدى واشنطن عبدالله آل سعود في صحيفة "Wall Street Journal".

الكاتب قال انه "لو كانت مقالة السفير عبدالله تهدف (وهي مقالة شرح فيها أسباب الحرب السعودية على اليمن) الى اقناع الاميركيين بان السعودية تقوم "بعملية عسكرية لا تشوبها شائبة"، فانه على الارجح قد فشل". وأشار الى أن "السفير عبدالله كرر النقاط التي قالها المسؤولون في الرياض: بان "الحوثيين متعطشون للدماء"، وبان "الميليشيات الشيعية تعمل بناء على طلب ايران التي تحاول اخضاع اليمنيين لسيطرتها"، حسب زعمه.

وشدد الكاتب على أن "السفير عبدالله في المقابل لا يتطرق اطلاقاً في مقالته الى آلاف المدنيين اليمنيين الذين قتلوا في الغارات الجوية السعودية"، واصفاً ادعاء عبدالله بان "السعودية تعمل مع حلفائها لاخذ كل الاحتياطات من اجل حماية المدنيين والطواقم الطبية و المنظمات الانسانية والصحفيين في اليمن" بـ"المضحك"، نظراً الى "التوثيقات الموسعة الصادرة عن جهات مستقلة وذات مصداقية والتي تفيد بانتهاك متعمد لقوانين الحرب". ولفت الى أن "ذلك لا يشمل التقارير الصادرة عن منظمات مثل "هيومن رايتس ووتش" والعفو الدولية فحسب، بل ايضاً توثيقات فريق الخبراء التابع للامم المتحدة التي أشارت الى أن 119 غارة جوية على الاقل، هي في خانة انتهاك القوانين الدولية".

وعليه، اعتبر أن "التصرف المناسب هو أن يجري الرئيس اوباما مكاملة هاتفية مع الملك سلمان أو وزير الخارجية عادل الجبير وأن يوجه رسالة واضحة: اما توقفون قصفكم للمدارس والمستشفايات والمنازل السكنية والاسواق وغيرها، أو قد يتوقف الدعم العسكري الاميركي للحرب".

وكانت مقالة السفير السعودي لدى واشنطن عبدالله آل سعود قد نشرت بتاريخ الخامس والعشرين من شهر آذار مارس الماضي في صحيفة Wall Street Journal، وزعم فيها أن "الحوثيين قد تخلوا في عام 2014 عن المشاركة السلمية في الحوار السياسي واختاروا في المقابل استغلال الوضع في اليمن بينما كانت حكومة هادي (آنذاك) لا تزال ترتب وضعها"، على حد تعبيره.

* سيناريو التحالف بين "داعش" و"القاعدة"

الباحث الاميركي المختص بملف الارهاب "Bruce Hoffman" كتب مقالة نشرت في مجلة "Foreign Affairs" بالعدد الصادر بتاريخ اليوم الواحد من نيسان ابريل الجاري والتي قال فيها إن تنظيمي "القاعدة" و"داعش" قد يدخلان في تحالف مع حلول عام 2021. ونقل الكاتب عن مصدر استخبارتي أميركي مطّلع قول إن هكذا تطور "سيشكل كارثة مطلقة غير مسبوقة" للولايات المتحدة وحلفائها.

وقال الكاتب إن من بين الأسباب التي تجعل هذا السيناريو ممكناً، هو نقاط التشابه الايديولوجية بين "داعش" و"القاعدة""، مضيفاً ان "نقاط التشابه هي أهم من نقاط الاختلاف".

فاشار الى أن "الجماعتين ملتزمتان بالمبدأ الذي تحدث عنه مؤسس "القاعدة" عبدالله عزام قبل ثلاثة عقود، والذي يقول إنه من الواجب على المسلمين حول العالم أن يدافعوا عن المسلمين الآخرين". ويقول إنه "بحسب فكر كل من عزام وبن لادن وأيمن الظواهري، وكذلك ابو بكر البغدادي، فان الاعداء هم الدولة الغربية الديمقراطية الليبرالية، وكذلك الانظمة القمعية المرتدة في العالم العربي، اضافة الى  الشيعة وغيرهم من الاقليات الاسلامية".

 

2016-04-01