ارشيف من :آراء وتحليلات

ايران وباكستان: فرصة أوسع للتعاون

ايران وباكستان: فرصة أوسع للتعاون

لاقت زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني إلى باكستان ، الجمعة الماضية، ترحيباً رسمياً وإهتماماً إعلامياً واضحاً، تتجلى باهتمام الجانب الباكستاني بالعمل بتفاصيل البروتوكولات الإعزازية المعمول بها دولياً ترحيباً بالضيف القادم من نجاحات دبلوماسية دولية -إنجاز الاتفاق النووي مع الغرب- و داخلية بعد إحراز جناحه السياسي نتائج رجحت من كفته في البرلمان الإيراني.

أضف إلى ذلك، قيام قائد الجيش الجنرال راحيل شريف وعلى خلاف البروتوكولات المعمول بها بزيارة الضيف في اسلام آباد، وعقد لقاء وصفه مراقبون بالأهم، لم يكن مدرجاً في جدول اعمال الضيف الرئيس ، حيث أنه وبحسب الأصول الدبلوماسية يقوم الضيف بزيارة مركز قيادة الجيش في راولبندي ويلتقي قيادة المؤسسة العسكرية .

يرى مراقبون، أن الزيارة كانت مهمة جداً، على الرغم من إختلاف المحللين في مدى نجاح الزيارة، بناء على تعدد وجهات النظر فيما يتعلق بسقف الأهداف والطموحات المرجوة من هذه الزيارة ، فزيارة الرئيس الإيراني إلى باكستان، لا سيما بعد المواقف الآخيرة للبلاد ( رفض التدخل في اليمن .. لعب دور الوساطة بين ايران والسعودية ) ، مهم جدا ً وفرصة بحسب خبراء لتقارب باكستاني إيراني على قاعدة مساعدة باكستان في الخروج من أزمتها الإقتصادية.

ايران وباكستان: فرصة أوسع للتعاون

زيارة روحاني الى باكستان

وبالفعل هذا ما كان، زيارة بحسب خبراء إقتصاديون، ناجحة بإمتياز تجارياً، فقد إتفق الجانبين على فتح منطقة تجارية مرفوعة الضرائب على الحدود بين البلدين. كما تم الإعلان في المؤتمر الصحفي الذي عقد بين السيدين نواز شريف وروحاني على توافق الجانبين على فتح معبرين إضافيين بين البلدين لتسهيل التجارة بين باكستان وإيران، فضلاً عن التوقيع على ستة اتفاقيات في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية.

ومن جهتها جددت ايران إستعدادها لمساعدة باكستان لحل مشكلة الطاقة، ما يعني الكثير لباكستان، ولحكومة نواز شريف التي كانت قد وعدت أن تحل مشكلة الطاقة في بداية استلامها للسلطة عقب إنتخابات ٢٠١٣.

لكن وعلى الرغم من كل ذلك ، هناك تخوف من عرقلة الجهود الرامية للتقارب بين البلدين ، وهذا ما أعرب عنه علانية الرئيس الإيراني الذي قال في تعليقه على قضية عميل المخابرات الهندية الذي كان قد دخل باكستان من الاراضي الإيرانية ، ان هناك مساع جدية لإبعاد باكستان وإيران عن بعضهما البعض .

غير ان واقعية الطرفين وسعيهما لرفع حجم التبادل التجاري إلى خمسة مليارات دولار من جهة ، وإدراك ايران جيداً أن باكستان لن تتدخل في اي عمل عسكري ضدها ، كما عاد وأكد المسؤولين الباكستانيين للسيد روحاني سيسهم وبشكل كبير بتخطي كل الصعوبات لبلوغ هدف الخمسة مليارات دولار.

في المحصلة ، زيارة على مستوى رئيس للجمهورية هي الاولى لمسؤول إيراني يعد ١٤ عاماً ، فلا يمكن إغفال أهمية ذلك ، ومجيء الزيارة بعد رفع العقوبات عن ايران يعزز من إمكانية تعاون البلدين في مختلف المجالات كالطاقة والغاز .

2016-04-02