ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: عمليات انتقامية ضد محللين اميركيين شككوا بمسلحي سوريا
كشف موقع اميركي بارز أن محللين استخباراتيين في القيادة الوسطى الاميركية ربما وقعوا ضحية عمليات انتقامية من قبل درائهم، وذلك بعد ان اعربوا عن شكوكهم بالجماعات المسلحة "المعتدلة" في سوريا.
من جهة ثانية، رأت صحف اميركية بارزة ان التحرك العسكري الغربي في ليبيا يقترب اكثر فاكثر بعد وصول رئيس الوزراء الليبي الجديد الى طرابلس، لكنها حذرت من تحديات كبيرة امام اي تدخل عسكري ناجح. هذا ونبه باحثون بان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يضع نفسه في حالة عزلة متزايدة جراء سياسته.
عمليات انتقامية داخل القيادة الوسطى الاميركية
نشر موقع "Daily Beast" تقريراً بتاريخ اليوم الرابع من نيسان ابريل نقل فيه عن ثلاثة مصادر مطلعة بان محللين استخباراتيين رفيعين اثنين في القيادة الوسطى الاميركية طردا من وظيفتيهما بسبب اعدادهما تقاريراً تشكك بالجماعات المسلحة التي تدعمها واشنطن في سوريا. واشار التقرير الى ان هذا التطور هو الاول من نوعه الذي يعلن فيه عن "عمليات انتقامية محتملة" ضد موظفين في القيادة الوسطى الاميركية، وذلك بعد ان اتهم المحللون مدراءهم بالتلاعب بالتقارير الاستخبارتية حول الحملة الاميركية ضد داعش بغية رسم صورة اكثر وردية حول سير هذه الحملة.
وأضاف التقرير ان احد المحللين الاستخباراتيين الاثنين اللذين قالا انهما طردا من منصبيهما هو كبير المحللين والمسؤول عن الملف السوري في القيادة الوسطى الاميركية.كما قال ان المحلل هذا، اضافة الى زميله شككا بقدرات الجماعات المسلحة التي تدعمها واشنطن في سوريا ومدى التزامها بالاهداف الاميركية في المنطقة. ونقل التقرير عن مصدرين مطلعين اثنين رفضا الكشف عن اسميهما بانه تم تهميش المحللين الاثنين وبانهما لن يستمران بالعمل في القيادة الوسطى.
هذا ونبه التقرير الى ان الآراء المشككة التي ابداها المحللان وضعتهما في خلاف مع القادة العسكريين الذين كانوا قد تنبأوا العام الماضي بانشاء "قوة معتدلة" تتكون من 15,000 شخص من اجل مواجهة داعش في الاراضي التي تسيطر عليها الاخيرة. غير انه ذكّر بان برنامج تدريب وتسليح العناصر الذين كان من المفترض ان يشكلوا هذه "القوة المعتدلة" فشل بشكل كبير، مشيراً الى ما قاله قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال لويد اوستن خلال جلسة استماع امام الكونغرس في شهر ايلول سبتمبر الماضي، بان هناك اربعة او خمسة مقاتلين فقط من "القوة المعتدلة" يقاتلون في سوريا.
كما ذكّر التقرير بالمزاعم السابقة التي اتهم فيها محللون استخباراتيون بالقيادة الوسطى الاميركية مدراءهم بتلفيق التقارير الاستخبارتية حول الجهود الاميركية لمحاربة داعش وتقويض عمليات تمويلها. وعليه قال ان "رفع المحللين الاستخباراتيين الراية الحمراء" حول التقارير المتعلقة "بالجماعات المتمردة" في سوريا يفيد، بان هناك مشكلة منهجية اكبر مما كان يعرف سابقاً. واشار الى ما يقال عن بيئة عمل "سامة وعدائية" في القيادة الوسطى الاميركية.
هذا فيما لفت التقرير الى تطور منفصل تمثل باعادة تعيين المحلل المسؤول عن المعلومات الاستخباراتية المرتبطة بالعراق في القيادة الوسطى "Gregory Hooker" الذي عين في منصب آخر في المملكة المتحدة، وذلك بحسب ثلاثة مصادر مطلعة.كما اشار الى ان صحيفة "نيويورك تايمز" كانت كتبت العام الفائت بان "Hooker" يقود مجموعة المحللين الاستخبارتيين الذين اثاروا اعتراضاتهم على التقارير الصادرة حول سير الحرب الاميركية ضد داعش.كذلك نقل التقرير عن احد المسؤولين بان هناك "بيئة خوف" عند الموظفين في القيادة الوسطى.
هذا فيما نقل التقرير عن مصدر مطلع بان التهم التي وجهها المحللون في الملف السوري في القيادة الوسطى جاءت بعد ان اصدر قائد القيادة الوسطى الجنرال لويد اوستن تعليماته بعدم اتخاذ اي اجراءات انتقامية ضد من يطرح مخاوفه من النفوذ السياسي او الانحياز في مجال التحليل الاستخباراتي.
كما قال التقرير ان وزارة الحرب الاميركية البنتاغون اعلنت الاسبوع الماضي استبدال المدير الاستخباراتي في القيادة الوسطى الاميركية، وذلك بعد ما اتهم المدير السابق اللواء "Steven Grove" بانه المسؤول الاساس عن تعديل محتوى التقارير حول سير الحرب ضد داعش.
تحديات جسيمة مع اقتراب محتمل للتدخل العسكري الغربي في ليبيا
بدورها، صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريراً بتاريخ الثالث من نيسان ابريل الجاري قالت فيه ان وصول رئيس وزراء "حكومة التوافق الليبية" الجديد فايز سراج الى العاصمة الليبية طرابلس يدفع الدول الغربية و من بينها الولايات المتحدة إلى التدخل العسكري سريعا في ليبيا.
ولفت التقرير الى ان دول الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين كايطاليا وفرنسا وبريطانيا وضعوا تشكيل حكومة وحدة ليبية شرطاً مسبقاً لعملية عسكرية تهدف الى "استقرار الوضع في البلاد" والمساعدة على محاربة الجماعة التابعة لداعش هناك.
كما اشار التقرير الى ان التقدم "السياسي المبدئي" في ليبيا يتزامن و مضي الولايات المتحدة بمخططها لشن هجمات مكثفة ضد "فرع داعش الليبي"، والذي يتألف من 8000 مقاتل ويعد بالتالي اكبر قوة لداعش خارج العراق وسوريا.
ونبه التقرير الى ان المخططين العسكريين في القيادة الافريقية بالجيش الاميركي يحددون عشرات الاهداف في ليبيا التي قد تستهدفها الطائرات الحربية الاميركية او الاوروبية. واضاف ان هذه الاهداف تمتد من مدينة سرت الساحلية الى مدينة صبراطه الى مدينة درنة حيث معقل المسلحين.
كذلك نبه التقرير الى ان البنتاغون يسعى الى تعزيز التنسيق بين عناصر القوات الخاصة الاميركية ونظرائهم الفرنسيين والبريطانيين، الذين قاموا بدورهم بتشكيل "خلايا صغيرة" على الارض. واوضح ان تشكيل هذه "الخلايا الصغيرة" يهدف جزئياً الى جعل "الميليشيات الصديقة" تحارب المقاتلين المتطرفين.
هذا فيما نقل التقرير عن "Ben Fishman" والذي كان مسؤول الملف الليبي في البيت الابيض في ظل ادارة اوباما، بان الحملة الاميركية ضد داعش في ليبيا ستكون على الارجح اصغر حجماً من الحملة التي تخاض في العراق وسوريا.
كذلك لفت التقرير الى ان المسؤولين في القيادة الافريقية بالجيش الاميركي سيواجهون تحديات ترتبط بشن عملية عسكرية في منطقة تفتقد الى البنية التحتية التي تتمتع بها اميركا في اماكن اخرى من الشرق الاوسط. واشار الى ان المسؤولين الاميركيين يواصلون الجهود للحصول على إذن من الدول المجاورة لليبيا يسمح بانطلاق الطائرات الحربية الاميركية من اراضي هذه الدول. غير انه نبه الى ان كلا من تونس والجزائر رفضت هذا الطلب حتى الآن، ما يعني ان الطائرات ستضطر على الارجح للاقلاع من المنشآت العسكرية في ايطاليا واسبانيا واليونان، او حتى بريطانيا التي تقع على مسافة ابعد.
كما حذر التقرير من ان سيناريو التدخل العسكري الغربي في ليبيا ادى الى تقسيم دول شمال افريقيا، مشيراً الى ان تونس تواجه المزيد من الهجمات الارهابية وبالتالي لا تريد استقطاب هجمات جديدة. وأن الجزائر بدورها تعارض بشكل قاطع اي تدخل خارجي، بينما تدعم مصر "الفصيل الشرقي" في الحرب الاهلية الليبية.
الا ان التقرير رجح ان يكون التحدي الاكبر هو الانقسامات بين الفصائل المسلحة المختلفة في ليبيا، بما فيها الميليشيات التي تم انشاؤها خلال ثورة عام 2011، اضافة الى بقايا الجيش الذي كان تابعًا للدكتاتور السابق معمر القذافي. ولفت الى ان واشنطن تأمل ببناء قوة متماسكة بين هذه الجماعات كي تحارب داعش.
ولكن التقرير نقل عن محللين بان تواصل الغرب مع الميليشيات قد يعزز اكثر فاكثر القتال فيما بينها (خاصة وان هذه الميليشيات حاربت بعضها مراراً) ويقوض فرص المصالحة الوطنية. ونقل عن انس الغوماتي - وهو مؤسس "معهد صادق" الليبي - تحذيره من اي "تدخل دولي على هذا النحو بهذه الفترة، دون وجود خطة متماسكة لتنسق هذه المجموعات فيما بينها".
هذا واوضح التقرير ان المسؤولين الاميركيين يريدون انضمام عناصر الميليشيات الى جيش وطني جديد، او اقله ان تنضم الى شبكة من القوات الاقليمية او القبلية المدعومة من قبل الدولة. الا انه اشار بالوقت نفسه الى ان الولايات المتحدة والدول الاوروبية والعربية لم يقدموا اي التزامات عسكرية تجاه ما يعرف "بمهمة المساعدة الدولية من اجل ليبيا"، والى ان ذلك من شأنه تقويض الحكومة الليبية الوليدة.
وقال التقرير ان ايطاليا تعهدت بتوفير نصف الموارد المطلوبة على الاقل لهذه المساعي، التي قد يترتب عليها وصول آلاف الجنود الايطاليين او من دول اوروبية اخرى من اجل تقديم الاستشارة الى القوات المحلية بغية تأمين العاصمة. غير انه اضاف بان روما وضعت سلسلة من الشروط لارسال القوات، ومن بينها قرار يصدر عن مجلس الامن، وكذلك توفير الامن المطلوب في العاصمة طرابلس قبل ارسال اي قوات.
كما نبه التقرير من ان الخطط الغربية لا يبدو انها تأخذ بالحسبان عملية التطرف الواسعة التي جعلت من ليبيا "مرتعاً للجماعات الإرهابية منذ عام 2011". واضاف انه وبينما تدفق المقاتلون من شمال افريقيا ودول اخرى للالتحاق بداعش في ليبيا، الا ان المسؤولين الاستخباراتيين الاميركيين يعتقدون ان اغلب المقاتلين هم ليبيون.
ولفت التقرير الى ان من بين المناصرين المحليين لداعش رجال العشائر المهمشين، اضافة الى الموالين لنظام القذافي السابق، وكذلك الشباب الذين كانوا منتمين الى العديد من المجموعات المتطرفة التي انتشرت في ليبيا منذ عام 2011.
كما نقل التقرير عن "Claudia Gazzini" وهي كبيرة المحليين حول ليبيا في مجموعة الازمات الدولية ان داعش تحظى ببعض التأييد بين الليبيين، اذ يرى الكثير منهم ان الجماعة أقل شراً من الميليشيات وفصائل منافسة اخرى.
اردوغان في حالة عزلة متزايدة
من جهته، كتب الصحفي المختص بالشأن التركي "Robert Ellis" مقالة نشرتها صحيفة الاندبندنت بتاريخ الثالث من نيسان ابريل الجاري، حملت عنوان "الى متى يمكن ان يبقى الرئيس اردوغان؟"، حيث رأى الكاتب ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يعتقد بانه مسموح له بالقيام باي شيء، مستشهداً بالانتقادات اللاذعة التي وجهها اردوغان لدبلوماسيين غربيين اثنين (المانيا و ايطالي) حضرا محاكمة صحفيين تركيين اثنين اتهما بالتجسس – وذلك بعد اعدادهما تقاريراً حول ارسال الاسلحة من تركيا الى المتطرفين في سوريا.
وتحدث الكاتب عن خيبة امل واسعة حيال تركيا تحت حكم اردوغان، مشيراً الى ان ذلك يتناقض بشكل جوهري مع الترحيب الحار الذي رافق مجيء حزب العدالة والتنمية الى الحكم عام 2002. وذكّر بما قاله اوباما خلال زيارته تركيا عام 2009 لجهة بناء "شراكة نموذجية" بين اميركا وتركيا، قبل ان يلفت الى كلام اوباما الذي نشر في مجلة “The Atlantic” بان الرئيس التركي "فاشل و استبدادي".
الكاتب اشار الى ممارسات حراس اردوغان الشخصيين، سواء لجهة كيفية طردهم لصحفيين تركيين اثنين معارضين لاردوغان من القاعة التي كان يتحدث فيها خلال زيارته الولايات المتحدة، او لجهة اعتدائهم على مجموعة من المتظاهرات النساء خلال زيارة اردوغان الاكوادور في شهر شباط فبراير الماضي.(و هو ما ادى الى احتجاج من قبل الحكومة الاكوادورية على سلوك حراس اردوغان الذي وصفوه بانه "غير المسؤول"
كذلك لفت الكاتب الى تدهور العلاقات التركية مع روسيا منذ اسقاط الطائرة الحربية الروسية في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي، و شدد على ان العقوبات الروسية التي فرضت على تركيا نتيجة هذه الحادثة بدأت تؤثر.