ارشيف من :نقاط على الحروف

لا صوت يعلو فوق صوت الفتنة

لا صوت يعلو فوق صوت الفتنة

بعد عرب سات، قامت شركة نايل سات بإيقاف بث قناة المنار على قمرها الصناعي، معللة ذلك بقيام المحطة بمخالفة بنود الاتفاق عبر بث برامج وصفتها الشركة بانها طائفية ومذهبية. وهي المبررات ذاتها التي قدمتها عرب سات قبل ذلك في تبرير وقف بث المحطة.


كان يمكن لنايل سات ان تكون اكثر شفافية في تقديم المبررات لخطوتها هذه، اذ من المعلوم ان قناة المنار هي اكثر المحطات التلفزيونية ابتعادا عن الخطاب المذهبي والتحريض الطائفي، لا سيما وانها تعتني بالوحدة الاسلامية من جهة وبالوحدة الوطنية اللبنانية من جهة اخرى؛ ولا يخفى انه لو كانت المنار تبث خطابا مذهبيا لكانت بعض الاطراف اللبنانية، التي تسعى لتصيد زلات حزب الله، أول من يحمل هذا الخطاب ويلوح ويشهر به في اطار الحملة الممنهجة التي تقودها المملكة العربية السعودية على الحزب. ومع ذلك فاننا لم نجد ايًّا من هذه الاطراف اللبنانية قد حمل خطابا مذهبيا بثته المنار واخذ يشهر بالحزب معتمدا عليه.

لا صوت يعلو فوق صوت الفتنة


ان ما يثير القلق والاشمئزاز معا ان نايل سات المصرية، والتي بدأت دولتها تعاني تبعات السياسات السعودية في دعم الجماعات التكفيرية الارهابية بدل ان تشجع القنوات الوسطية كقناة المنار فانها عمدت الى وقف بثها فيما ابقت على قنوات الفتن والتحريض وقنوات خطاب الكراهية والتكفير. وبنظرة سريعة وبسيطة يمكن ان نلحظ هذه اللائحة من قنوات الفتن ذات الطابع الديني الطائفي لا تزال تبث على قمر النايل سات :
1-    قناة الناس
2-    قناة الفجر
3-    قناة المجد
4-    قناة الخليجية
5-    قناة صدى الإسلام
6-    قناة ابن عثيمين
7-    قناة وصال


ولو لم يبقَ من كل هذه القنوات الا القناة الاخيرة، اي وصال، لكفى بذلك ادانة لنايل سات وغيرها ممن يدّعون انهم يحاربون الخطاب الطائفي والمذهبي، فان هذه القناة تبدو وكأنها مختصة بزرع البغض والطائفية والمذهبية، ولمن لا يعرف عنها شيئا يكفي ان يدخل الى موقع المحطة الالكتروني ويرى اسم برامجها ليعلم ان نوع من القنوات هي.


ومع كل ذلك فان ادارة النايل سات، بل والعربسات ايضا لم توقف هذه المحطة ولم تقترب منها والسبب واضح لا يحتاج الى ايضاح: ان المحطة تابعة للمملكة العربية السعودية وبالتالي فانه يمنع حتى الاقتراب منها او مجرد التفكير بايقافها.
اوقف بث قناة المنار، واوقف قبلها وسيوقف بعدها كل صوت يدعو للوحدة، وكل محطة يقول لا لآل سعود وللوهابية ونعم للاسلام المحمدي الوسطي البعيد عن المذهبية والطائفية.


هي الحرب اعلنها بنو سعود على كل ما يمت الى التسامح والمحبة بصلة، على فلسطين المغصوبة، وسوريا المصلوبة واليمن الكئيب وعراق الدم وليبيا المحترقة ومصر التي يسعون لشرائها وتونس التي يعملون لحرق خضرائها..


إذن، اعلن بنو سعود والوهابية الحرب على كل من لا يرضى بفكر ابن عثيمين وابن تيمية ، يريدون اخفات كل صوت لا يدعو للكراهية، وكل صوت وصورة لا تمجد آل سعود وتدعو لامرائهم بطول العمر، حتى لا يبقى صوت يعلو فوق صوت الفتنة.
 

2016-04-08