ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: سيناتور اميركي يطرح خطة ’Marshall’ جديدة في الشرق الاوسط
طرح سيناتور اميركي جمهوري معروف بتطبيق خطة "Marshall" جديدة في الشرق الاوسط تشمل كلا من إسرائيل ومصر والاردن، فيما افادت مواقع اميركية بارزة ان اميركا تخطط لاضافة القواعد العسكرية في العراق بغية تكثيف العمل العسكري ضد داعش، بينما شدد باحث اميركي معروف ان اوباما لم يتبنَّ سياسة واقعية خلال فترة حكمه ورضخ احيانا للضغوط المطالبة بالتدخلات الخارجية.
الخطط الاميركية لاضافة قواعد عسكرية في العراق
نشر موقع "Daily Beast" تقريراً بتاريخ السابع من نيسان ابريل الجاري تناول الخطط الاميركية لانشاء قواعد عسكرية جديدة شمال العراق، اذ قال التقرير ان خطط انشاء هذه القواعد تأتي في اطار الاستعداد لشن هجوم لاستعادة مدينة الموصل حيث معقل داعش.
وبينما جاء في التقرير ان مهمة هذه القواعد ستكون من اجل دعم القوات العراقية، اعتبر ان انشاءها سيضع القوات الاميركية قرب الخطوط الامامية في معركة الموصل، التي "ستكون على الارجح اكبر معركة" في الحرب ضد داعش، بحسب تعبير التقرير.
ونقل التقرير عن مسؤولين بوزارة الحرب الاميركية انه وبحسب الخطة المرسومة ستقوم القوات الاميركية المتمركزة بثلاثة "قواعد مؤقتة" على المسار الممتد من وسط العراق الى مدينة الموصل الشمالية، بتقديم الاستشارة والدعم اللوجستي كي تتمكن القوات العراقية من التحرك باتجاه الموصل، وذلك بالاضافة الى توفير "الدعم البري النيراني" للقوات العراقية، وفقاً لما ورد في التقرير.
كما اعتبر التقرير ان نقل القوات الاميركية الى هذه القواعد التي ستكون على بعد "اميال" من "عاصمة داعش في العراق" انما هو مؤشر اضافي بان الجيش الاميركي يكثف عملياته الهجومية على الرغم من عدم اعتراف الرئيس اوباما علناً بان واشنطن عادت الى الحرب في العراق.
كذلك لفت التقرير الى ان البنتاغون قد بدأ يوم الاربعاء الماضي بإرسال مؤشرات تفيد بان الدور الاميركي في العراق قد يتغير، وذلك بعد يوم واحد من اجتماع اوباما مع كبار مستشاريه تمحور حول الحرب ضد داعش.
واشار التقرير الى ما قاله نائب مدير العمليات في هيئة الاركان المشتركة بالجيش الاميركي "Andrew Lewis" بان الولايات المتحدة تدرس "تسريع الحملة ضد داعش" وبان احدى الوسائل للقيام بذلك هي من خلال اضافة المزيد من القواعد العسكرية.كذلك قال "Lewis" (بحسب ما جاء في التقرير) بانه قد يتم انشاء قاعدة اضافية "بينما تتقدم القوات الامنية العراقية نحو عزل الموصل".
الا ان التقرير اشار ايضاً الى ان الخطط الاميركية لزيادة عديد القواعد العسكرية لا تزال في المراحل الاولية.
خطة "Marshall" جديدة في الشرق الاوسط
موقع "Mcclatchy dc" نشر تقريراً بتاريخ السابع من نيسان ابريل الجاري ايضاً تحدث فيه عن دعوة السيناتور الاميركي "Lindsey Graham" لتطبيق "خطة Marshall جديدة" في كل من إسرائيل ومصر والاردن. واوضح التقرير ان طرح "Graham" يأتي بعد جولة قام بها في المنطقة برفقة عدد من اعضاء الكونغرس الآخرين، حيث دعا الى تقديم دعم اقتصادي وعسكري عاجل بقيمة مليارات الدولارات الى الاطراف المذكورة.
التقرير لفت الى ما قاله "Graham" امام الصحفيين في مبنى الكونغرس بان مصر "شريك يستحق الاستثمار فيه" و بان "من مصلحتنا ان تنجح الحكومة" (في مصر)، حيث اعتبر ان الرئيس عبدالفتاح السيسي هو الرجل المناسب لادارة البلاد. واضاف (بحسب التقرير) ان مصر وجيشها و"بمساعدة اميركية" قادرون على مواجهة داعش.
التقرير شرح بان طرح "Graham" هو شبيه لخطة "Marshall" الاميركية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث استفادت واشنطن من هذه الخطة من اجل اعادة بناء ما تدمر في القارة الاوروبية (وهو ما اعطى طبعاً نفوذاً كبيراً لواشنطن في اوروبا). و اضاف ان طرح “Graham” سيشمل تقديم الدعم المالي و مساعدة مصر اقتصادياً، وكذلك جذب الشركات والمستثمرين الى مصر.
هذا ولفت التقرير الى ما قاله "Graham" ايضاً بان تركيا كذلك بحاجة الى مساعدة على الفور بسبب ازمة اللاجئين والقلق مما يحصل في سوريا، حيث طرح السيناتور الاميركي انشاء ملاذات آمنة داخل سوريا من اجل استيعاب اللاجئين بدلاً من السماح لهم باللجوء الى دول مختلفة. وقال "Graham" بحسب التقرير ان "هدفي هو خلق بيئة حيث لا يضطرون الى المغادرة"، وان "ايجاد الاستقرار في سوريا امر ضروري".
الا ان التقرير نبه بالوقت نفسه الى ان "Graham" قد اعترف في تصريحاته بان العديد من اعضاء الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين قد لا يؤيدون خطته.
رضوخ اوباما لمطالب التدخل الخارجي
من جانبه، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هافرد “Stephen Walt” كتب مقالة نشرت في مجلة “Foreign Policy” بتاريخ السابع من نيسان ابريل الجاري والتي حملت عنوان "اوباما لم يكن من الرؤساء الواقعيين"، اعتبر فيها الكاتب ان اوباما كان يمكن له أن يتجنب بعض اكبر اخطائه في السياسة الخارجية لو كان بالفعل من الرؤساء الذين مارسوا سياسة "واقعية".
وقال الكاتب ان اخطاء اوباما في سجله بالسياسة الخارجية تبدأ بافغانستان، حيث قام بالنهاية بارسال 60,000 جندي اميركي اضافي الى هذا البلد. واشار الى انه وبينما تعهد اوباما بان تؤدي هذه الخطوة الى قلب الميزان ضد طالبان وتمكن الولايات المتحدة من الخروج "بشرف"، الا ان طالبان اصبحت تسيطر على اراضٍ اكثر من اي وقت مضى منذ عام 2001 ولا تزال الولايات المتحدة تحارب هناك دون وجود "نهاية في الافق".
كما تحدث الكاتب عن فشل آخر يتمثل "بسلسلة من الاهانات" في اطار مساعي اوباما "تحقيق السلام بين الاسرائيليين و الفلسطينيين". واعتبر ان رد فعل اوباما على احداث "الربيع العربي" لم يكن افضل، حيث ساهمت اميركا عسكرياً بالاطاحة بنظام القذافي، ما ادى الى دولة فاشلة "تنشط فيها داعش".كذلك لفت الى اعلان اوباما عن "ضرورة رحيل الاسد" في بداية الازمة السورية، مشيراً الى ان هذا الاعلان جاء على الرغم من عدم وجود اي وسيلة صالحة لضمان مغادرته وعدم وجود اي مرشحين مناسبين لاخذ مكانه. وقال ان الولايات المتحدة ساهمت بتقويض المساعي الاممية الاولية من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار بغية انهاء القتال، مضيفاً ان سوريا في حالة خراب اليوم بينما لا يزال الرئيس الاسد يحكم المناطق الاساسية في البلاد. وعليه اعتبر ان الشرق الاوسط سيكون بوضعأسوأ مع مغادرة اوباما البيت الابيض مما كان عليه عند مجيئه البيت الابيض. وبينما رأى ان الولايات المتحدة ليست المسؤولة الوحيدة عن هذا الوضع، غير انه اعتبر التدخلات الاميركية المتكررة زرعت الفوضى وادت الى حالة نفور عند الاصدقاء والاعداء.
الكاتب قال ان اوباما وفريقه يبدو أنهم لم يتمكنوا من تحديد ما يريدون انجازه في المنطقة وان نتيجة ذلك هي سلسلة من "الارتجالات غير المتماسكة".
بالتالي رأى الكاتب ان اوباما لم يتبن بالكامل "النظرة العالمية الواقعية"، اذ اشار الى ان الرئيس الاميركي يعتقد بان هناك اربعة خيارات استراتيجية اساسية للولايات المتحدة: الواقعية، التدخلية الليبرالية، الدولية، والانعزالية. ولفت الى ان اوباما يرفض الخيار الاخير بالكامل ويعتقد ان السياسة الخارجية يجب ان تكون بين الخيارات الثلاثة المتبقية.
واضاف ان اوباما وبينما يوجه بعض الانتقادات الى "قواعد اللعبة التدخلية التي تمارس في واشنطن"، الا انه يعتقد ايضاً (كما اغلب المنتمين الى مؤسسة السياسة الخارجية الاميركية) ان الولايات المتحدة قوة "إستثنائية" وان القيادة الاميركية "لا بديل عنها". ورأى ان اوباما يريد ان يعترف بوجود حدود للقوة الاميركية وامكانية تجاهل بعض المشاكل، لكنه ايضاً يقف مستعداً للتدخل عندما تكون المصالح الحيوية بخطر او عندما تستطيع القوة الاميركية تحقيق نتائج ايجابية.
وهنا شدد الكاتب على ان اوباما وبعد مرور اكثر من سبعة اعوام من وصوله الى الرئاسة، لم يوضح اطارًا واضحًا ومتماسكًا يحدد ماهية هذه المصالح الحيوية والاسباب التي تجعلها مصالح حيوية من الاساس.
كما اعتبر الكاتب ان عدم تحديد اوباما المصالح الاميركية ووضوح وتكراره الكلام المعتاد حول الهيمنة الليبرالية كان له عواقب سلبية، اذ واجه اوباما نتيجة ذلك ضغوطًا مستمرة تطالبه "بالقيام بشيء ما" عند اندلاع اي مشكلة في اي مكان في العالم، حيث لم يكن لدى اوباما حجة شاملة وواضحة يستطيع عبرها ابعاد الضغوط. وقال ان الخطر في ذلك يتجسد بما حصل في ليبيا، حيث بينت ليبيا بان مؤيدي التدخل سيستطيعون احياناً التغلب على "الغرائز الاكثر عقلانية" واقناع الرئيس المتردد بالتحرك رغم عدم وجود خطر على المصالح الحيوية الاميركية وعدم معرفة واشنطن اطلاقاً ما الذي تقوم به.
الكاتب اعتبر ايضاً ان مواصلة كلام اوباما بان القيادة الاميركية "لا غنى عنها" يجعله عرضة للانتقادات الشديدة اللهجة التي توجه اليه كلما حاول انهاء سياسة فاشلة او الدخول بمستنقع جديد. واشار الى ان اوباما لم يقدم تفسيرا مقنعاً لممانعته عن اتباع بعض السياسات التدخلية احياناً، ولهذا السبب ما قام به اعتبر مؤشراً على الضعف بدلاً من "احكام استراتيجية صعبة".
ورأى الكاتب ان هذا التردد شاب العلاقات مع حلفاء اميركا، اذ امضى اوباما الكثير من الوقت وهو يحاول اقناع الحلفاء بانه يمكنهم الاعتماد على الولايات المتحدة مهما حصل ومهما قاموا به، وذلك رغم الانتقادات التي وجهها الى الحلفاء (في مقالة The Atlantic) ووصفه اياهم "بالركاب المجانيين". واكمل بان نتيجة ذلك هي ان حلفاء اميركا يواصلون "السلوك السيء" باشكال عدة بينما يستاؤون لان واشنطن لا تقوم بكل ما يريدونه.
غير ان القضية الاهم بحسب الكاتب، هي ان اوباما لم يتبن علناً افقًا واقعياً ولم يحاول كذلك شرح هذا الموقف للشعب الاميركي، مما يعني انه لم يعطل "قواعد اللعبة المعتادة في واشنطن" التي اصبح يسخر منها. واضاف ان اوباما وبينما تحدث في حملته الانتخابية الاولى عن "انهاء العقلية التي ادخلت اميركا الى حرب العراق"، وليس فقط عن انهاء هذه الحرب، غير انه عين الكثيرين من "مؤسسة السياسة الخارجية التقليدية" في مناصب هامة داخل ادارته.
وفي الختام اشار الكاتب الى انه رغم كل ذلك، فان اوباما لربما كان قد فشل بتحويل العقلية المعتمدة في واشنطن حتى لو قدم شرحاً واضحاً لاستراتيجيته، اذ ان الكثير من "الافراد الاثرياء والشركات القوية" ومراكز الدراسات وجماعات الضغط (اللوبيات) تدعم هذه العقلية.