ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: ’خرافة القوة السعودية’
اعتبر باحث كويتي في مقالة نشرها موقع غربي بارز ان السعودية تفشل في مساعيها لفرض الهيمنة على المنطقة، واعتبر ان الرياض تعاني نقاط ضعف عدة تقف عائقا امام تحقيق هذا الهدف.
هذا فيما نشرت صحف اميركية معروفة تقريراً تحدثت فيه عن تعاطي السعودية "الايجابي" مع ارهابيين محتجزين في سجونها غير متورطين في عمليات ارهابية بالداخل السعودي. من جهة اخرى حذر صحفيون غربيون من ان وصول "هيلاري كلنتو" الى البيت الابيض قد يعني التصعيد في السياسة الخارجية الاميركية.
خرافة القوة السعودية
كتب استاذ العلاقات الدولية في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا في الكويت "محمد نور الزمان" مقالة نشرت على موقع "National Interest" بتاريخ اليوم الحادي عشر من نيسان ابريل والتي حملت عنوان "خرافة القوة السعودية".
وتحدث الكاتب عن وجود مؤشرات تدل على ان الرياض تخسر في محاولاتها للهيمنة الاقليمية، معتبراً ان ذلك يضع مصداقيتها كقوة توازي ايران في خطر. واشار الى ان السعوديين يتفاوضون سراً مع الحوثيين من اجل انهاء الحرب، ورأى ان السعوديين يبدون مستعدين للخروج من اليمن "كالخاسرين"، وترك الحوثيين "يهتفون بالنصر وعلى الارجح يتحكمون بالسياسية في اليمن في المستقبل"، على حد قوله.
اما في سوريا، فلفت الكاتب الى ان بقاء الرئيس السوري بشار الاسد يبدو مضموناً اكثر من اي وقت مضى، وذلك على الرغم من مساعي السعودية للاطاحة به.
الكاتب شدد على ان تحدي "ايران الشيعية" يبقى "الجزء المركزي من سياسة الملك سلمان"، لكنه اضاف انه ما من شك بان الحراك المطالب بالديمقراطية في العالم العربي (ما يسمى الربيع العربي) قد ادى بشكل مباشر او غير مباشر الى توسيع دائرة نفوذ ايران الاقليمية، وان كان بشكل افتراضي.كذلك اعتبر ان احداث ما يسمى بالربيع العربي مهدت لتدخل ايران وحزب الله عسكرياً في سوريا من اجل الدفاع عن الحليف المتمثل بالاسد. ورأى ايضاً ان صعود داعش ادى الى توطيد العلاقات اكثر فاكثر بين ايران وفصائل مختلفة من الشيعة العراقيين، خاصة وان داعش و"كما رجال الدين السعوديين الوهابيين" تعتبر الشيعة كفارًا.
هذا وتحدث الكاتب عن الاستياء السعودي من الولايات المتحدة بسبب عدم تدخلها دفاعاً عن نظام حسني مبارك في مصر، وكذلك عدم تدخلها عسكرياً لازاحة حكومة الاسد في سوريا (عندما قرر اوباما احالة قضية ضرب سوريا الى الكونغرس بعد مزاعم استخدام الجيش السوري اسلحة كيماوية في صيف عام 2013). وشدد على ان هذه الرغبات السعودية لم تكن تلتقي مع المصالح الاميركية في المنطقة.
وعليه قال الكاتب ان الرد السعودي على هذه التطورات غير الايجابية من منظور الرياض اخذ بعدين اثنين: الاول هو تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، والثاني تشكيل تحالفات لمواجهة ايران و"وكلائها". الا انه اعتبر ان كلا البعدين قد ثبت انه غير فاعل او تشوبه العيوب.
ولفت الكاتب الى انه وفي اطار مساعي تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، لجأت السعودية الى كل من الصين وروسيا والهند بغية تعزيز نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي، غير ان الصين وروسيا كانتا اكثر اصطفافاً مع ايران بينما الهند لا تتمتع بنفوذ كبير في قضايا الشرق الاوسط. بالتالي شدد على صعوبة ايجاد الرياض بديل عن واشنطن، ما أجبر السعوديين على عدم الخروج بشكل كامل من الفلك الاميركي.
وفيما يخص انشاء السعودية تحالفات عربية و"إسلامية جديدة" مثل التحالف العربي للحرب على اليمن والتحالف "الاسلامي" المزعوم الذي قيل انه يتالف من اربع وثلاثين دولة، فرأى الكاتب هنا ان كلا التحالفين يبدوان تحالفاً على الورق اكثر من تكتل عسكري حقيقي. واشار الى "ضربة قوية" تلقاها التحالف السعودي في اليمن بعد تصويت البرلمان الباكستاني برفض المشاركة بهذا التحالف. ولفت ايضاً الى رفض سلطنة عمان المشاركة بالحرب على اليمن.
اما التحالف الاسلامي المزعوم الذي اعلنت السعودية عن انشائه في كانون الاول/ديسمبر اواخر العام الماضي، فقال ان التحالف هذا لا يقصي الدول الشيعية فقط وانما الدول الاسلامية في آسيا الوسطى وافغانستان.كما اشار الى ان سلطنة عمان ليست عضوا بهذا التحالف وكذلك الجزائر التي هي اكبر بلد اسلامي في شمال افريقيا يملك جيشًا حديثًا.
الكاتب تحدث أيضا عن نقاط ضعف "جوهرية" تعاني منها السعودية في المجالين الاقتصادي والعسكري، معتبراً ان على الرياض التغلب على نقاط الضعف هذه قبل ان تفرض هيمنتها الاقليمية. ولفت الى ان الاقتصاد السعودي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، اذ ان نسبة ثمانين بالمئة من الارباح القومية وتسعين بالمئة من دخل الصادرات تعود الى قطاع النفط. وشدد على ان الاعتماد الكبير على النفط جعل السعودية عرضة لتقلبات اسواق النفط العالمية، مثل انخفاض سعر النفط من 116 دولار مقابل البرميل منتصف عام 2014 تقريباً الى 40 دولار مقابل البرميل الذي هو السعر اليوم.
الكاتب نبه الى ان العمليات الحربية في اليمن تكلف الرياض ستة مليار دولار كل شهر، محذراً من ان الاقتصاد السعودي لا يمكن ان يحتمل ذلك لفترة طويلة في ظل المشاكل الذي يعاني منها اصلاً. وتحدث عن "مثال موازٍ" يتمثل بالانفاق العسكري الاميركي في العراق، فقد وصل هذا الانفاق العسكري الى 2 ترليون دولار قبل ان تنسحب القوات الاميركية عام 2011 و"تسلم الملف العراقي لايران" على حد تعبير الكاتب. وعليه تساءل عما اذا كان السعوديون سيواجهون مصيراً مماثلاً في اليمن.
وحسب الكاتب، هناك مصدر قلق اساسي آخر هو توسع الرياض العسكري مؤخراً، حيث قال ان هذا التوسع تشوبه العيوب، ان لم تكن المخاطر. ولفت الى ان الرياض تواصل استيراد الاسلحة والى انها احتلت المرتبة الاولى عالمياً في عام 2014 لجهة ايرادات السلاح، وعليه اعتبر ان السؤال المطروح هنا هو ما اذا كان باستطاعة دولة مثل السعودية فرض هيمنتها العسكرية على المنطقة "بناء على اسلحة مستوردة"، بينما "عدوتها ايران" قد حققت "اكتفاء ذاتيًّا لافتًا" في مجال التسلح. واشار الى ان "القوى العظمى و الصاعدة" هي ايضاً دول مصدرة للسلاح كبرى، الا انها تستورد السلاح بشكل محدود. وهنا نبه الى ان السعودية لا تنتج اي سلاح او انظمة سلاح معتبرة، بل تعتمد على الغرب والصين وروسيا في هذا المجال. بالتالي قال ان هذا الاعتماد يجعل الرياض اكثر عرضة لضغوط الاطراف المصدّرة، خاصة في وقت الازمات الاقليمية. وتحدث عن احد الامثلة في هذا المجال التي هي قرار البرلمان الاوروبي بالدعوة الى فرض حظر سلاح على الرياض رداً على "الكوارث الانسانية في اليمن التي خلقتها عمليات القصف السعودية".
وفي الختام قال الكاتب انه يبدو ان السعودية تمارس سياسات "حافة الهاوية" بينما لا تملك من القوة ما يدعم هذه السياسات، وبالتالي فان مساعيها "لتصبح القوة العسكرية المتفوقة في المنطقة وللتحكم بشؤون المنطقة قد تفشل".
التعاطي الايجابي مع الارهابيين في السعودية
صحيفة نيويورك تايمز بدورها اعدت تقريراً من الرياض نشر بتاريخ التاسع من نيسان ابريل الجاري حول الوضع في سجن "الحائر" السعودي بعد ان سمحت السلطات السعودية لمراسل الصحيفة "Ben Hubbard" بالقيام بجولة في هذا السجن.
ولفت الكاتب الى الامتيازات التي يحصل عليها المحتجزون في هذا السجن الذي يعد من اكبر السجون السعودية التي يحتجَز فيها المتطرفون المتورطون في اعمال ارهابية، حيث اشار الى ما قاله له موظفون بهذا السجن بان بعض المحتجزين قد يطلق سراحهم لفترة مؤقتة من اجل المشاركة بمناسبات عائلية.كما تحدث عن غرف كبيرة في السجن مجهزة بالارائك و الطاولات من اجل الزيارات العائلية.
الكاتب قال ان هذا التعاطي الايجابي يرمز الى المقاربة السعودية المعتمدة مع الجهاديين المحليين، مشدداً على ان ذلك لن يلقى ترحيباً في الغرب. وشرح كيف ان الذين ارتكبوا جرائمهم في الخارج و م يشاركوا في هجمات بالداخل ينظر اليهم عموماً على انهم "مضللون" يجب تصحيح فكرهم" كي يعودوا الى المجتمع.
ولفت الكاتب الى ان احد رجال الدين السعوديين العاملين في مجال اعادة تأهيل المحتجزين يدعى خالد العبدان، لفت الى ان الاخير قال له بان آراء المحتجزين تجاه الشيعة ليست مسألة مهمة، طالما انها لا تدعو الى العنف. وبحسب الكاتب قال العبدان "اذا قال احد بان الشيعة كفّار فهذا رأيه وليس موضوع مهم بالنسبة لنا"، مضيفاً انه "اذا اراد (احد ما) قتلهم (قتل الشيعة)، فهذه مشكلة".
وبينما اشار الكاتب الى احدى اللافتات التي تشير الى نجاح عملية اعادة تأهيل محتجزين سابقين، نبه بالوقت نفسه الى ان احدًا لم يتطرق الى ذكر المدعو يوسف السليمان الذي خضع لبرنامج التأهيل في هذا المركز قبل عامين. وذكّر بان السليمان وبعد ان خرج من السجن فجّر نفسه داخل مسجد يتررد إليه قوى الامن السعودية في شهر آب اغسطس العام الماضي، ما ادى الى مقتل خمسة عشر شخصاً بحسب وسائل الاعلام السعودية. ولفت الى ان متخرجين آخرين من برنامج اعادة التأهيل بالمركز ذاته عادوا ايضاً الى التشدد، بمن فيهم رجل فجّر نفسه قرب احدى المساجد العام الماضي، وكذلك 44 مشتبهاً بالتورط بهجوم استهدف مسجداً شيعياً في العام 2014.
مخاطر مجيء هيلاري كلنتون الى البيت الابيض
من جهته، الصحفي "Robert Parry" كتب مقالة نشرت على موقع "Consortium News" بالعاشر من نيسان ابريل الجاري والتي حملت عنوان "هل سيعني فوز كلنتون المزيد من الحروب؟"، حيث قال الكاتب ان مؤسسة الحزب الديمقراطي في اميركا تبدو مصممة على جعل "Hilary Clinton" تفوز بترشيح الحزب الديمقراطي ضد منافسها الوحيد "Bernie Sanders" ثم التعويل على الانقسامات داخل الحزب الجمهوري من اجل الوصول الى البيت الابيض. الا ان الكاتب شدد على انه وفي حال وصول كلنتون الى الرئاسة الاميركية، على العالم ان "يحبس انفاسه".
ولفت الكاتب الى ان كلنتون وفي حال اصبحت رئيسة اميركا، ستكون محاطة بشخصيات تابعة لمدرسة المحافظين الجدد سيحثونها على اعادة البدء باستراتيجيات "تغيير النظام" في الشرق الاوسط وعلى تصعيد الحرب الباردة الجديدة والخطيرة ضد روسيا.
وقال الكاتب انه وإذا كان الرئيس بشار الاسد لا يزال في منصبه، فمع مجيء كلنتون المحتمل الى البيت الابيض، فستكون هناك مطالب بان توجه الضربة القاضية الى النظام السوري وإلى تشديد العقوبات ضد ايران.
كما اشار الكاتب الى ان كلنتون وفي حال فوزها بالرئاسة ستسمع الحجج المعتادة من المحاظفين الجدد لتبرير هذه السياسات، مثل تلك التي تتحدث عن "الاعداء الاشرار وجرائمهم المروعة".
ولفت الكاتب ايضاً الى ان شخصيات بارزة من مدرسة المحافظين الجدد مثل "Robert Kagan" يرسلون اشارات بانهم يتوقعون لعب دور كبير في السياسة الخارجية التي قد تتبعها كلنتون. واضاف ان "Kagan" اعلن دعمه لكلنتون التي كانت عينته احد اعضاء مجلس استشاري تابع لوزارة الخارجية، عندما كانت وزيرة للخارجية في الولاية الاولى من رئاسة اوباما.
كما اشار الكاتب الى ما يتم تداوله في واشنطن عن احتمال تعيين زوجة "Kagan" وهي "Victoria Nuland" (مساعدة وزير الخارجية للشؤون الاوروبية حالياً) في منصب هام بالسياسة الخارجية اذا ما وصلت كلنتون الى البيت الابيض.
وعليه حذر الكاتب من ان انتخاب كلنتون للرئاسة سيعني ان بعض "اخطر الشخصيات في السياسة الخارجية الاميركية" ستحثها على شن الحروب، منبهاً بالوقت نفسه الى ان سجل كلنتون يظهر بانها "قابلة جداً" لمثل هذه الارشادات.
وهنا قال الكاتب ان كلنتون سواء كعضو في مجلس الشيوخ الاميركي او كوزيرة للخارجية، قد اختارت حل "تغيير النظام" دائماً – من اجتياح العراق عام 2003 الى الانقلاب في هندوراس عام 2009 الى الحرب على ليبيا عام 2011 والى الحرب في سوريا،كما اضاف ان كلنتون ايدت كذلك تصعيد النزاعات في اماكن مثل افغانستان وفي التعاطي مع ايران.
واعتبر الكاتب ان الحقيقة هي ان كلنتون ترفعت عن الدبلوماسية الحقيقية بشكل متكرر خلال توليها منصب وزيرة الخارجية، ودائماً ما كانت تحث اوباما على تبني الخيارات الاكثر عنفاً ومواجهة.