ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: مسؤولو السعودية متواطئون في هجمات 11 أيلول
عرض برنامج تلفزيوني اميركي تقريراً تمحور حول الدور الذي لعبته السعودية في هجمات الحادي عشر من ايلول، اذ افاد التقرير نقلاً عن مصادر مطلعة ان الدعم جاء من الحكومة السعودية، اضافة الى افراد ومؤسسات خيرية سعودية.
من جهة اخرى، اعتبرت مجموعة معروفة تعمل في مجال الامن والاستخبارات ان رفع العقوبات عن ايران سيعزز سياستها المعتادة بدعم محور المقاومة بعد رفع العقوبات عنها.
الدور السعودي في هجمات 11 ايلول
بثت قناة "CBS" الاميركية تقريراً ضمن برنامج “60 minutes” تمحور حول الدور السعودي المحتمل في هجمات الحادي عشر من ايلول، وذلك بتاريخ العاشر من نيسان ابريل الجاري. وتناول التقرير "60 minutes" تحديداً ما يعرف "بالصفحات الثمانية و العشرين" (28 pages) التي جاءت ضمن تقرير مطول صدر عن لجنة تحقيق تابعة للكونغرس عام 2003، والتي تشير الى امكانية وجود شبكة دعم سعودية لمنفذي هجمات الحادي عشر من ايلول خلال تواجدهم في الولايات المتحدة.
ويتضمن التقرير الذي بث ضمن برنامج “60 minutes” مقابلات مع شخصيات معنية بارزة، من بينهم السيناتور الاميركي السابق “Bob Graham” الذي كان رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي وكذلك احد رؤساء لجنة الكونغرس التي كلفت بالتحقيق حول الفشل الاستخبارتي الذي احاط بهجمات الحادي عشر من ايلول. ويقول “Graham” الذي يسعى منذ فترة الى رفع السرية عن "الصفحات الثمانية والعشرين" (اعطيت هذه الصفحات تحديداً صفة السرية عند صدور تقرير لجنة الكونغرس عام 2003 بينما كشف عن بقية محتوايات التقرير)، يقول ان الصفحات الثمانية والعشرين جزء اساس في فهم كيفية تنفيذ هجمات الحادي عشر من ايلول من قبل اشخاص "لم يتلق الكثير منهم التعليم الثانوي" و "لم يتكلم اغلبهم اللغة الانكليزية". واعتبر “Graham” ان تنفيذ هؤلاء هجمات 11 ايلول من دون مساعدة من داخل الولايات المتحدة امر "غير قابل للتصديق".كما يتحدث “Graham” عن "دعم كبير" لمنفذي هجمات الحادي عشر من ايلول جاء من الحكومة السعودية ومن اثرياء في السعودية، اضافة الى الجمعيات الخيرية السعودية.
كذلك يتضمن تقرير “60 minutes” مقابلة مع عضو الكونغرس السابق عن الحزب الديمقراطي “Tim Roemer” الذي قرأ "الصفحات الثمانية والعشرين" مرات عدة، كعضو في لجنة تحقيق الكونغرس ومن بعدها كعضو في ما تعرف "بلجنة الحادي عشر من ايلول" التي استكملت تحقيق لجنة الكونغرس. ويقول “Roemer” ان الصفحات "الثمانية والعشرين" تتضمن اجابات "مفاجئة" على الاسئلة المطروحة عن الدور السعودي في هجمات الحادي عشر من ايلول.
هذا ويشير تقرير “60 minutes” الى الحقائق التالية:
في شهر كانون الثاني يناير عام 2000 وصلت الدفعة الاولى من منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول الى مدينة "لوس انجلس" بعد حضور اجتماع لتنظيم القاعدة في العاصمة الماليزية "كوالا لامبور". والدفعة الاولى كانت مؤلفة من المواطنين السعوديين الاثنين "نواف الحازمي" و"خالد المدحر" وان الاخيرين لم يكن لهما اي تجربة مع الثقافة الغربية كما ان معرفتهم باللغة الانكليزية كانت محدودة جداً. وعليه لفت التقرير الى انه وعلى الرغم من كل ذلك، تمكن "الحازمي" و"المدحر" من الحصول على كل ما يحتاجونه، من السكن الى تلقي دروس في الطيران.
وفي الاطار ذاته يقول التقرير انه واستناداً الى شهود عيان، اجتمع "الحازمي" و"المدحر" خلال الايام الاولى من وصولهما الى "لوس انجلس" بالمدعو "فهد الثميري" بمسجد الملك الفهد الوقع في مقاطعة لوس انجلس.كذلك يفيد التقرير بان "الثميري" كان يعمل دبلوماسياً في القنصلية السعودية في "لوس انجلس" و كان معروفاً بآرائه المتطرفة، واضاف ان المحققين في احداث الحادي عشر من ايلول منعوه من دخول الاراضي الاميركية عام 2003 بسبب الشبهات بانه مرتبط بنشاط ارهابي.
ويشير "Roemer" (عضو الكونغرس السابق عن الحزب الديمقراطي) الى امكانية ان يكون "الثميري" قد ساعد "الحازمي" و "المدحر".
كذلك يفيد تقرير “60 minutes” بان سجلات المكالمات الهاتفية تبين ان "الثميري" كان على اتصال مستمر مع المدعو "عمر البيومي"، الذي وصف بانه "سعودي غامض اصبح اكبر المساعدين" "للحازمي" و "المدحر". و اوضح التقرير ان البيومي كان "موظفًا شبحًا" عند مقاول طيران سعودي، وذلك بينما كان يتلقى راتباً من الحكومة السعودية.
ويقول تقرير “60 minutes” ان في صباح الواحد من شباط فبراير عام 2000، توجه البيومي الى مكتب القنصلية السعودية حيث كان يعمل الثميري، ومن ثم تناول وجبة الغداء في احد المطاعم حيث التقى "الحازمي" و "المدحر".(الدفعة الاولى من منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول).
وهنا يقول “Roemer” لبرنامج “60 minutes” ان البيومي لم يقم علاقة صداقة فقط مع "الحازمي" و"المدحر"، وانما قرر ايضاً مساعدتهما على التنقل والحصول على مسكن.
كما جاء في تقرير “60 minutes” انه وفي اليوم نفسه الذي اجتمع فيه البيومي مع الحازمي و المدحر، جرت أربع مكالمات هاتفية بين هاتف البيومي الخلوي وهاتف الارهابي المعروف "انور العولقي" الذي كان آنذاك "إماماً" في مسجد بمدينة “San Diego”. ويشير التقرير الى ان العولقي (الذي قتل في غارة جوية اميركية عام 2011) قد اصبح المرشد الروحي "للحازمي" و "المدحر"، ولفت الى انه وبعد ان غادر العولقي “San Diego” متوجهاً الى ولاية “Virginia”، التحق به الحازمي و المدحر اضافة ثلاثة اشخاص آخرين من منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول.
ويشمل تقرير برنامج “60 minutes” مقابلة ايضاً مع السيناتور الاميركي “Bob Kerrey” الذي كان كذلك عضوًا في "لجنة الحادي عشر من ايلول" و قرأ "الصفحات الثمانية والعشرين". ويقول “Kerrey” في معرض تعليقه على الدور السعودي: "لا يمكن ان توفر المال للارهابيين ومن ثم تقول لا علاقة لي بما يفعلونه".
كذلك يتضمن تقرير “60 minutes” مقابلة مع “John Lehman” الذي كان ايضاً عضوًا في "لجنة الحادي عشر من ايلول"، اذ يسبتعد “Lehman” تماماً ان يكون ما حصل في “San Diego” من باب الصدفة. ويقول “Lehman” ايضاً ان كون خمسة عشر من اصل جميع المنفذين التسعة عشر لهجمات الحادي عشر من ايلول هم سعوديون "ليست صدفة"، مضيفاً ان جميع هؤلاء "ارتادوا المدارس السعودية" و"عرفوا هذا النوع المتعصب من الاسلام من المرة الاولى التي استطاعوا فيها الذهاب الى المدرسة". ويوضح التقرير ان “Lehman” انما يشير الى الوهابية، وكذلك ينقل عنه بان "الصفحات الثمانية والعشرين" تتناول قضية "المساجد والمدارس الدينية حول العالم التي اصبحت ساحات لتجنيد المتطرفين" والتي يبنيها رجال الدين السعوديون.
وينقل تقرير “60 minutes” ايضاً عن عضو الكونغرس السابق “Tim Roemer” بان العلاقة مع السعوديين يجب ان تشمل العمل الثنائي على محاربة الارهاب، اذ قال الاخير ان هكذا عمل ثنائي "ليس الحال دائماً".
هذا وقد اثار تقرير برنامج “60 Minutes” ضجيجاً دخل الولايات المتحدة، اذ اعتبرت الكاتبة الاميركية “Eleanor Clift” في مقالة نشرت على موقع “Daily Beast” انه حان الوقت لرفع الغطاء عما يقوم به السعوديون لجهة "ارتكاب التطرف".
كذلك اعتبرت "Clift" ان التقرير التلفزيوني من شأنه تعزيز الضغوط على الرئيس الاميركي باراك اوباما لرفع السرية عن الصفحات الثمانية والعشرين، وذلك قبل اقل من اسبوعين من زيارته الى السعودية.
استراتيجية ايران ما بعد فرض العقوبات
من جهتها، مجموعة صوفان للاستشارات الامنية والاستخبارتية نشرت تقريراً بتاريخ الحادي عشر من نيسان ابريل الجاري والذي حمل عنوان "استراتيجية ايران ما بعد العقوبات"، أكدت فيه على ان رفع العقوبات عن ايران عزز قدرتها على تحقيق اهدافها الاساسية في المنطقة.
و اعتبر التقرير ان الدبلوماسية التي يتبعها الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني بعد رفع العقوبات تعزز طموح ايران لتصبح "قوة طاقة اقليمية" ومحورًا للنقل والتجارة. وهنا اشار الى ان الرئيس روحاني وبعد رفع العقوبات وقع على العديد من الاتفاقيات التجارية الكبرى في كل من ايطاليا وفرنسا،كما انه استقبل نظيره الصيني شي جين بينغ حيث تم الاعلان عن خطط لضم ايران الى المشروع الصيني "حزام واحد طريق واحد". ولفت كذلك الى الزيارة التي قام بها روحاني الى باكستان اواخر الشهر الماضي حيث حث على استكمال مشروع بناء انبوب لنقل الغاز بين ايران وباكستان الذي تبلغ قيمته 7 مليار دولار، ونبه الى ان روحاني حصل على ضمانات من باكستان بتعزيز التعاون ضد الجماعات التابعة لداعش في منطقة آسيا الجنوبية، ونبه الى ان روحاني سعى ايضا خلال زيارته الى وقف التقارب بين باكستان والسعودية.
وفي العراق قال التقرير ان ايران تريد ضمان مشاركة ما اسماها "الميليشيات الشيعية" (الحشد الشعبي) في معركة الموصل وعدم استفادة الولايات المتحدة من دورها في هذه المعركة من اجل تأمين تواجد عسكري متواصل في العراق.كما قال ان طهران تجري المحادثات مع كل من روسيا وجورجيا وارمينيا وحتى مع بعض الدول الخليجية حول مشاريع جديدة في مجالي الطاقة والنقل. واضاف ان التعاون الاقتصادي بين ايران ودول مثل ارمينيا وجورجيا يساعدها في التنافس مع آذربيجان المتحالفة والولايات المتحدة والى حد ما مع إسرائيل.
استناداً على كل ذلك شدد التقرير على ان دبلوماسية ايران في فترة ما بعد رفع العقوبات تهدف جزئياً الى منع جيرانها من تعزيز العلاقات مع خصوم ايران، بمن فيهم الولايات المتحدة والسعودية.
هذا وشدد التقرير ايضاً على ان سعي ايران للعودة الى المجتمع الدولي لم يؤد بها الى اعادة النظر بدعمها للحلفاء مثل نظام الرئيس السوري بشار الاسد او حزب الله في لبنان او "الفصائل المسلحة الشيعية" في العراق، على حد قوله. وقال بهذا الاطار ان ايران لا ترى اي تناقض بين اعادة الاندماج بالمجتمع الدولي والدفاع عن مصالح ايران الاقليمية الاساسية، مثل بقاء الرئيس الاسد بالسلطة ودعم حزب الله. واعتبر ان روحاني وغيره من القادة الايرانيين يرون بان الدبلوماسية ستعطي ايران مزيدًا من الموارد الاقتصادية لتعزيز استراتيجيتها الاقليمية.