ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الأجنبية: توقع برفع السرية عن التورط السعودي المحتمل بهجمات 11 ايلول
كشفت مواقع غربية معروفة أن البيت الابيض سيتوصل الى قرار حول رفع السرية عن الدور السعودي المحتمل بمساعدة منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول قبل مغادرة الرئيس اوباما البيت الابيض.
هذا فيما اعتبر باحثون اميركيون بارزون ان مصلحة واشنطن تقتضي الضغط على السعودية وحلفائها الخليجيين بغية وقف الحرب في اليمن.
وفي سياق غير بعيد رأى باحثون غربيون آخرون ان العلاقات الاميركية السعودية تتراجع بسبب تغييرات هيكلية تشهدها هذه العلاقات.
رفع السرية عن الضلوع السعودي في هجمات 11 ايلول
افاد موقع "Daily Beast" في تقرير نشر اليوم بتاريخ الثالث عشر من نيسان/ابريل ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما تأمل مع حلول نهاية ولاية اوباما الثانية والاخيرة بالتوصل الى قرار حول رفع السرية عن "الصفحات الثمانية والعشرين" الواردة في تقرير لجنة الكونغرس حول هجمات 11 من ايلول التي صدرت عام 2003 والتي تشير الى تورط مسؤولين حكوميين سعوديين ومواطنين سعوديين بالهجمات.
ونقل الموقع عن المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي "Ned Price" ان "عملية المراجعة مستمرة" (مراجعة رفع السرية عن الصفحات الثمانية والعشرين) وان ادارة اوباما "تبذل كافة الجهود لإنهائها" قبل مغادرة اوباما البيت الابيض.كما قال "Price" (بحسب ما نقل عنه) "اننا نقدر مخاوف واهتمام عائلات ضحايا الحادي عشر من ايلول "، مضيفاً ان ادارة اوباما ستتصرف بشفافية و انفتاح عندما يكون ذلك ممكناً، "من دون الحكم المسبق على نتائج هذه المراجعة المحددة".
وأشار تقرير الموقع الى تزايد الضغوط المطالبة برفع السرية عن الصفحات الثمانية والعشرين قبيل زيارة اوباما الى السعودية في وقت لاحق من هذا الشهر.
وفي السياق نفسه، كشف السيناتور الاميركي السابق "Bob Graham" لموقع "Tampa Bay Times" انه تلقى اتصالاً من البيت الابيض يوم امس الثلاثاء حيث اخبر بانه سيتم التوصل قريباً الى قرار بشأن رفع السرية عن الصفحات الثمانية والعشرين.
وقال "Graham"، الذي كان احد رؤساء لجنة الكونغرس التي كلفت بالتحقيق حول احداث 11 من ايلول والذي يطالب منذ سنوات برفع السرية عن الصفحات الثمانية والعشرين، لموقع "Tampa Bay Times" انه تلقى اتصالاً هاتفياً من "Brett Holmgren" وهو مستشار سياسي لمعاون الرئيس الاميركي للامن الداخلي، وان الاخير اخبره بانه سيتم التوصل الى قرار "في غضون شهر او شهرين".
ويأتي هذا بعد ما بثت قناة "CBS" الاميركية تقريراً في برنامج "60 minutes" تمحور حول الدور السعودي المحتمل باحداث الحادي عشر من أيلول تضمن مقابلات مع شخصيات معنية بارزة، ومن بينهم "Graham" نفسه الذي اعرب عن اعتقاده بان الدعم السعودي لمنفذي هجمات الحادي عشر من ايلول جاء على مستوى الحكومة والافراد والجميعات الخيرية.
وبناء عليه اعتبر "Graham" ان تقرير “60 minutes” والتقارير الإخبارية التي صدرت مؤخراً حول القضية انما دفعت بالبيت الابيض الى التحرك، حيث قال ان "صناع القرار في البيت الابيض ادركوا بان الشعب مهتم بالموضوع وهناك حاجة ملحة للتوصل الى قرار".
مصلحة اميركية بوقف الحرب على اليمن
بدوره، الباحث الاميركي “Bruce Riedel” كتب مقالة نشرت على موقع معهد “Brookings” بتاريخ الثاني عشر من نيسان/ابريل الجاري وصف فيها الحرب على اليمن بانها "كارثة الانسانية" و "نعمة" لتنظيم القاعدة، وعليه شدد على ان مصلحة اميركا تقتضي انهاء هذه الحرب.
الكاتب اشار الى ان السعوديين يهددون بشن هجوم لاستعادة العاصمة صنعاء في حال فشل الهدنة الحالية، وعليه حذر من ان اي معركة على صنعاء ستؤدي الى تدهور الوضع الانساني اكثر فاكثر. ولفت الى ان صنعاء هي العاصمة الاكثر نمواً في العالم من حيث عدد سكانها، اذ يقطنها مليونا شخص. واضاف انها في الوقت نفسه تعاني من نقص كبير في المياه، اذ صدرت توقعات قبل الحرب بان المياه الجوفية ستستنزف بالكامل مع حلول عام 2017.
وشدد الكاتب على ان "المستفيد الاكبر من الحرب" هو تنظيم القاعدة، لافتاً الى ان القاعدة "اصبحت تسيطر على نحو 600 كلم على الخط الساحلي الجنوبي" – من اطراف مدينة عدن الى مدينة المكلا التي هي عاصمة حضرموت. و نبه الى ان القاعدة قامت بسرقة 100 مليون دولار من المصارف في المكلا عندما سيطرت على المدينة في بداية الحرب، مضيفاً ان القاعدة اصبحت تنتج ارباحاً تتراوح بين 2 مليون و5 مليون دولار يومياً جراء تهريب النفط. بالتالي اكد على ان القاعدة في اليمن هي "اقوى اليوم من اي وقت مضى".
كذلك اشار الكاتب الى ان التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن امتنع في الغالب عن ضرب القاعدة في اليمن الا مؤخراً، وقال ان الطيران الجوي السعودي شن بعض الهجمات ضد القاعدة في الفترة الاخيرة، الا ان الاخيرة تبقى تسيطر بقوة في مناطق واسعة في الجنوب.
هذا واعتبر الكاتب ان أية تسوية سياسية دائمة ستتطلب مشاركة السلطة بين الحوثيين والطرف المتمثل بالرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي المدعوم سعودياً، كما رأى ان التسوية يجب ان تعطي دوراً للرئيس السابق علي عبدالله صالح وعائلته ومناصريه. وتحدث كذلك عن ضرورة عملية اعادة بناء ضخمة لا يمكن لاحد ان يتحمل تكلفتها سوى السعوديين والاماراتيين.
و شدد الكاتب ايضاً على ضرورة ان يضغط اوباما على الملك سلمان ونظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي من اجل وقف القتال بشكل دائم، وذلك عندما يزور اوباما الرياض في وقت لاحق من هذا الشهر. وفي الختام اعتبر الكاتب ان الحرب في اليمن قد ابعدت الانظار والموارد لفترة طويلة جداً عن الصراع ضد داعش وسمحت بنمو القاعدة، وعليه فمن الضروري وقف هذه الحرب.
تغيرات هيكلية في العلاقات الاميركية السعودية
أما الباحثان في مركز كارنغي “Perry Cammack” و “Richard Sokolsky” فكتبا مقالة نشرت على موقع “National Interest” بتاريخ اليوم الثالث عشر من نيسان ابريل وقد حملت عنوان "الوضع الطبيعي الجديد بالعلاقات الاميركية السعودية".
ولفت الكاتبان الى ان القمة الاميركية الخليجية التي ستنعقد في الرياض الاسبوع المقبل هي الفرصة الاخيرة لادارة اوباما لتقييم العلاقات الاميركية السعودية، وتحدثا بالوقت نفسه عن علاقات ثنائية تشوبها المشاكسات.كما حذرا من "مواصلة تآكل اركان الدعم للعلاقة الاميركية السعودية" في حال عدم قيام الرياض وواشنطن بالعمل المطلوب من اجل التوصل الى "تفاهم جديد حول ما الذي يتوقعه كل طرف من الآخر".
كما اعتبر الكاتبان ان الاجتماع الرابع بين الرئيس اوباما والملك سلمان (القمة في الرياض) يجب ان ينظر اليه على انه دليل بان العلاقات الثنائية فقدت الكثير من مقوماتها، وليس على انه مؤشر على علاقات ثنائية قوية.
و رجح الكاتبان ايضاً ان لا تعود هذه العلاقات الى سابقاتها مع مغادرة اوباما البيت الابيض، اذ اعتبرا ان العلاقات الاميركية السعودية تشهد "تغييرات هيكلية عميقة". وأضافا ان تغير الاولويات الاميركية على الصعيدين الاقليمي والعالمي، والتغييرات الجوهرية في سوق الطاقة العالمي، اضافة الى رد الفعل الاميركي على الاضطراب الذي اجتاح الشرق الاوسط منذ عام 2011 (ما يسمى الربيع العربي)، كل ذلك "اولد عدم ثقة متبادل وكشف عن خطوط صدع عميقة".
كذلك رأى الكاتبان ان الوضع الطبيعي الجديد سيتمثل "بعلاقات اميركية سعودية اكثر خجولة"،كما توقعا استمرار الخلافات حول ملفات هامة على صعيد الامن الاقليمي. وقالا ايضاً ان واشنطن والرياض لن يكونا حلفاء او حتى شركاء استراتيجيين بالمعنى الحقيقي.