ارشيف من :آراء وتحليلات
تآمركم على العروبة وراء وقاحة نتنياهو
بنيامين نتنياهو يعقد جلسة لمجلس وزراء الكيان الصهيوني في الجولان المحتل، ويصرح: "الجولان سيبقى في يد إسرائيل الى الأبد..".
هذا التصريح نتيجة طبيعية لمفاوضات أوسلو وتقسيم السودان وليبيا والعراق والدعوات الأخيرة الى تقسيم سورية، ونتيجة طبيعية لما يتم التسويق له ما سُمّي بالمبادرة العربية المنبثقة عن القمة العربية التي انعقدت في بيروت 2002 التي ترتكز على بند الانسحاب الاسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران عام 1967 بدون الاعتراف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم مقابل الاعتراف بـ"اسرائيل" دولة في وطننا العربي، وحسب اعتقاد البعض من أصحاب ومدراء مراكز الدراسات القانونية والاستراتيجية العربية العاملة في بعض دول الخليج العربي فان نجاح تسويق مثل هذه المبادرة يعني الانتهاء من عبء القضية الفلسطينية والغاء تنفيذ القرار الأممي رقم 194 القاضي لزاماً بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى فلسطين.
نعم انها نتيجة طبيعية لتآمركم على العروبة.
قناة العربية الممولة من السعودية مباشرة وعبر موقعها الاكتروني علقت على خبر انعقاد مجلس وزارء العدو الاسرائيلي في الجولان وتصريح نتنياهو بان "اسرائيل" ستحتفظ بالجولان للأبد قائلة "اين الأسد من تحرير الجولان".
واضح تماماً من أن المحطة التلفزيونية ومن خلال سؤالها الملغوم والخبيث قد أوكلت مهمة تحرير الجولان فقط للرئيس بشار الأسد، وله الشرف بذلك، نحن متأكدون من أن الرئيس بشار الأسد نذر نفسه وروحه تماما كما فعل والده الرئيس حافظ الأسد رحمه الله في سبيل الدفاع وتحرير كل شبر من تراب سوريا، ولن يتنازل عن حبة تراب منها مهما كانت التضحيات؛ لكن هل لنا أن نسأل ممولي المحطة والمشرف على سياستها أي المملكة السعودية المدافع الأول عن حقوق المسلمين والمحافظة على حقوق الاسلام، أين هي من تحرير القدس؟ ماذا حققت مبادراتكم؟ اين ذهبت ملياراتكم وثرواتكم؟ اليست للتآمر على بشار الأسد وعلى سوريا وشعب سوريا؟ ألم تسع مملكة بني سعود، ولم تزل، للاطاحة بالرئيس المقاوم الذي رفض أي تنازل عن الحقوق الفلسطينية وعن الحق العربي داعياً للعمل العربي المشترك للوقوف بوجه العدو الغاصب رافضاً مبدأ الاستسلام والخنوع، محافظاً على الارث القومي العربي، متمسكاً بالهوية العربية؟
الجولان السوري المحتل
الم يزعجكم هذا المقاوم بصموده الاسطوري وقضَّ مضاجعكم فتآمرتم وما زلتم تتآمرون ليس على المقاوم الأول بشار الاسد فقط بل على شعب سوريا العروبي وعلى تاريخ وتراث وآثار ومجتمع وهوية وعزة سوريا العروبة؟
ألم تجندوا دولاً وتنظيمات واستجلبتمم الارهاب من كل أصقاع العالم واشتركتم مع القطري والتركي والصهيوني من أجل إرضاخ سوريا لرغباتكم التآمرية وجعلها ضعيفة مدمرة بهدف إفقارها وصولا لاخضاعها؟؟
ألم يكن سكوتكم عن لقاءاتكم ومصافحاتكم وموائدكم الممدوده لاعضاء في حكومة العدو الاسرائيلي اثباتًا قاطعًا على قبولكم بالتعامل والتنسيق مع "اسرائيل" عدو الامة الاسلامية والعربية؟
ألم يكن صمتكم عن زياراتكم السرية لـ"اسرائيل" وزيارات كبار المسؤولين الاسرائيليين والسماح لهم بتدنيس الأرض الطاهرة دليلا واضحاً على قبولكم بـ"اسرائيل" كدولة وقبولكم بالتنسيق الامني والاستخباراتي والتناغم السياسي مع عدو الامة "اسرائيل"؟
الم تسمح قياداتكم لما يسمى بمعارضة الرياض بزيارة "اسرائيل" والاجتماع مع مسؤوليها؟
الم يتعهد معارضو الرياض بقطع العلاقات مع ايران وحزب الله وباقامة علاقات طبيعية مع "اسرائيل"، عدو كل عربي ومسلم شريف في حال وصولهم إلى السلطة في سوريا؟
اللائحه تطول لكن بات لزاما علينا أن نكشفكم على حقيقتكم أنتم ومن تبعكم ونقول إنكم أنتم اتخذتم قراركم بالتخلي عن فلسطين وعن القدس وعن الجولان المحتل وعن حق الفلسطينيين بالعودة الى فلسطين .
نعم، انتم بعتم فلسطين والارض العربية والقومية العربية والهوية العربية بأسواق النخاسة لكننا نحن نحن الذين نقف خلف بشار الاسد وبكل فخر نعلن اننا لن نتخلى عن سوريا ولا عن رئيسها مهما بلغت الضغوط ومهما بلغت شراستكم ومهما ارتفعت ارقام رشوتكم ومهما بلغ جبروتكم وحقدكم.
هل مسؤولية تحرير الجولان تخص الرئيس بشار الأسد فقط أم هي مسؤولية كل سوري مواليًا كان أم معارضًا، بل كل عربي مخلص ضنين بالحفاظ على سوريا وارضها العربية؟ أم أنكم تخليتم عن عروبتكم وعن مسؤليتكم وهويتكم العربية واصبحتم تعملون لصالح "اسرائيل" عدونا وعدو أمتنا؟
الآن، بتنا على ثقة تامة أن ما يسمى بمعارضة الرياض ومعارضة تركيا ومعارضة أمريكا ومعارضة دولة قطر وكل المعارضة الخارجية قد وافقت على بيع سوريا وأرض سوريا للاسرائيلي والتكفيري والمرتزقة وللاجرام التركي الممنهج ولن يكون هناك أي أمل من الحوار مع هؤلاء لانهم وبكل بساطه لا يملكون أي قرار، لا يملكون أي انتماء وطني، ببساطة انهم موظفون بالتعاقد مع دول تدفع لهم رواتب لقاء بيع سوريا والتخلي عن الوطن.
ببساطة شديدة، لقد ثبت لدينا بما لا يقبل الشك أن هؤلاء عملاء ولا جدوى من الحوار معهم والجلوس معهم ولن يكون مجديا ولا أمل منهم، لانهم ببساطة فقدوا الشعور بالانسانية والوطنية. انهم ببساطة أنصاف مثقفين يقسمون المواقف بموجب الولاء للدول وليس للمبادئ.
انهم وبكل بساطة يعتبرون اقامتهم في دول تبعا لمواقفهم، انهم وبكل بساطة يعتقدون أن الناس تباع وتشترى لأنهم للبيع والشراء.
اليوم نشهد تسارعا وتهافتا من بعض الدول العربية لاسيما الخليجية منها وبدون حياء لبناء علاقات سرية أو علنية مع العدو الاسرائيلي، بينما القدس وفلسطين والجولان تحت الاحتلال.
بالامس السعودية استعادت جزيرتي تيران وصنافير على مدخل خليج العقبة بعد موافقة اسرائيلية مسبقة باسترداد الجزيرتين واعادتهما لسيادة المملكة العربية السعودية، وهذا ما صرحت به "اسرائيل" على لسان يعالون ولم يأت النفي لا من مصر ولا من السعودية
نسأل ببراءه "أين كانت المملكة السعودية طوال تلك السنوات من استرداد الجزيرتين من "اسرائيل" قبل ان تسلمهما "اسرائيل" الى مصر بموجب اتفاقية كامب دايفيد المشؤومة؟".