ارشيف من :ترجمات ودراسات
’معاريف’: لا مواجهة عسكرية بين ’اسرائيل’ و’حماس’ على الرغم من اكتشاف النفق
استكمالًا للخبر الذي أوردته وسائل الإعلام الاسرائيلية أمس حول العثور على نفق تابع لحركة "حماس"، نشرت صحيفة "معاريف" مقالًا للمحلل العسكري لديها يوسي ميلمان قال فيه إن "النفق انكشف بمعونة منظومة تكنولوجية جديدة بدأت وزارة الحرب والجيش الاسرائيلي باستخدمها بعد عدوان "الجرف الصلب"، وهي لا تزال في مرحلة التطوير والتجارب، والتفاصيل عنها محظورة النشر".
ويضيف الكاتب "منذ اكتشاف النفق قبل نحو أسبوعين، يعمل الجيش الاسرائيلي على دراسة مبنى النفق، تفرعاته ومساره والوسائل التي حُفر بها، كي يستخلص منها المعلومات ويتعرف إلى قدرات "حماس" في هذا الموضوع. ويشهد اكتشاف النفق على أن الوسائل التكنولوجية ناجحة حتى الآن على الرغم من التعقيدات في تطويرها واستخدامها، إذ لا يزال العلم التكنولوجي ليس كافيًا، ولا شك أن أنفاقًا أخرى تُحفر ولم تنكشف بعد".
ميلمان يشير الى أنه "تمّ إغلاق مسار النفق البالغ عمقه نحو 30 مترًا ما يعني أنه جرى تحييده، لكن لا معلومات حتى الآن لدى الجيش الاسرائيلي عن زمن حفر النفق، وما اذا كان هذا حصل قبل الحرب الاخيرة ام بعدها، أو ما اذا كان الحفر في الاراضي الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية قد تم في الفترة الاخيرة، كما أنه ليس واضحًا للجيش الاسرائيلي ما هو طول النفق وأين بدايته. وحقيقة أن أمر الكشف لم يرفع الى علم الجمهور منذ أسبوعين تدل على المسؤولية التي يبديها الصحافيون، الذين كان الكثيرون منهم يخفون الأمر، وذلك بناء على طلب جهات في المؤسسة الامنية، التي استعانت بالرقابة العسكرية خوفًا من أن يعرّض النشر المبكر للخبر أعمال الجنود في الميدان للخطر".
صحيفة "معاريف"
بحسب ميلمان، يناقض هذا السلوك سلوك رئيس الحكومة والوزراء والنواب والموظفين الكبار الذين يثرثرون في كل مناسبة ويكشفون أسرارًا استراتيجية أو عملياتية، ومع ذلك تسبّب التعتيم الذي فُرض بفضل تعليمات الرقابة بصناعة شائعات انتشرت في أرجاء الكيان وأثارت القلق في أوساط سكان بلدات غلاف غزة، لدرجة أن قائد المنطقة الجنوبية اضطر لأن يلتقي برؤساء السلطات والناطق بلسان الجيش ونقل رسائل تهدئة لهم. واضح، مثلما يعلن قادة "حماس"، أن استخدام الأنفاق هو من ناحية التنظيم أداة استراتيجية في الصراع ضد "اسرائيل"، أثبتت نفسها في الحرب الاخيرة في غزة. تفهم "حماس" بانه بسبب "دونيتها" العسكرية في مواجهة "اسرائيل"، حفر الأنفاق هو أحد الوسائل المركزية التي يمكنها من خلالها أن تحقق انجازات استعراضية تكتيكية في حالة المواجهة.. ووفقًا لجميع التقديرات في الجيش الاسرائيلي، فمع اندلاع جولة حربية رابعة، تحاول "حماس" العمل من خلال الانفاق كي تسيطر على إحدى البلدات وتحتفظ بها، حتى وإن كان لفترة زمنية قصيرة للغاية، ومحاولة أخذ رهائن. وفي كل الأحوال، واضح أيضًا حسب تقديرات المؤسسة العسكرية أن "حماس" ستوظف جهودًا عديدة لقصف المستوطنات في خط الحدود، وذلك لدفع السكان الى هجرها، الأمر الذي سيكون من ناحيتها إنجازًا عظيمًا".
ويلفت المحلل العسكري في "معاريف" الى أن "اسرائيل" ترى في حفر النفق خطوة تعني خرقًا "لسيادتها"، ولكن ليس في نيتها الرد على ذلك بعملية عسكرية أو بحملة غايتها الرد والعقاب".