تزامنًا مع زيارة رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو لروسيا حيث التقى رئيسها فلاديمير بوتين، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" النقاب عن هدف أساس للزيارة وهو ما تمّ تداوله حول إطلاق القوات الروسية النار على طائرات سلاح الجو الاسرائيلي، علمًا أن الموضوع طُرح سابقًا خلال زيارة رئيس الكيان الغاصب رؤوفين ريفلين الى موسكو.

وفي مستهلّ اجتماعه ببوتين، قال نتنياهو "لقد جئتُ الى هنا لهدف مركزي واحد هو تعزيز التنسيق الأمني بيننا، منعًا لوقوع خلل"، وأضاف "لـ"اسرائيل" خطوط حمراء في كل ما يتعلق بما يجري على حدودها الشمالية، وهي تُواصل العمل لمنع نقل السلاح المتطور من إيران وسوريا الى حزب الله، ومنع إقامة جبهة "إرهاب" ثانية ضدها من الجولان.. بالنسبة للجولان، "اسرائيل" لن تعود الى الأيام التي كانت تُطلق فيها النار من هناك على سكانها".

من ناحيته، أفاد المحلل العسكري الاسرائيلي ألون بن دافيد عبر حسابه على "تويتر" أن "خلفية زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى موسكو، هو شبه التصادم بين طائرات سلاح الجو الاسرائيلي التي حلّقت على طول الشاطئ السوري وطائرة قتالية روسية انطلقت نحوها الأسبوع الماضي".

وتشير الصحيفة الى أنه مع بُعيد اجتماع الرجلين، قال رئيس الوزراء إنه خلال اللقاء خرج من الغرفة قائد سلاح الجو اللواء امير ايشل والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء العميد اليعيزر توليدانو، والتقيا بشكل خاص مع وزير الدفاع الروسي سيرغيه شفيجي وضباطًا كبارًا في الجيش الروسي. وأثناء اللقاء جرى استيضاح لمسائل كانت مفتوحة وتحقق تقدمًا هامًا لأمن "اسرائيل"، حسب تعبيره.

وتطرق رئيس وزراء العدو الى المشاكل التي نشبت مؤخرًا في عمل جهاز التنسيق العسكري بين طائرات الجانبين، فأعرب عن اعتقاده بأن المشاكل التي أُثيرت مؤخرًا قد حُلّت، وهذا إنجاز هام جدًا سيحمي حرية عمل الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو، ومصالحنا الحيوية لأغراض الدفاع الذاتي"، على حدّ قوله.

نتنياهو بوتين

"عندما يصل الامر الى الجولان بوتين ليس مع "اسرائيل""

بدوره، ذكر موقع "والاه" الإخباري أن رئيس الحكومة بدا راضيًا خلال الحديث الذي اجراه مع المراسلين الصحفيين، قبل عودته الى الأراضي المحتلة بعد زيارته لموسكو، إذ وصف اللقاء بالممتاز، مضيفًا "هذا الاجتماع مهم جدًا لأمن "اسرائيل"، وقد ناقشتُ مع بوتين تعزيز التنسيق الأمني بيننا على الحلبة السورية، بهدف منع وقوع أحداث و"سوء تقدير".

وادّعى نتنياهو أن بوتين اعترف بحصول مشاكل في التنسيق بين الطرفين في الفترة الاخيرة، ولذلك كان من المهم إجراء هذا الاجتماع في هذا التوقيت.

موقع "والاه" أفاد أن موضوع الجولان لم يحتلّ حيّزًا خلال اجتماع بوتين نتنياهو بحسب ما تبيّن، هذا اذا كان قد طرح للنقاش.

وتابع "والاه": عندما سُئل نتنياهو عن ذلك خلال حديثه مع الصحفيين، أجاب أن "بوتين لم يُعرب عن أي موقف في هذا الموضوع.. هناك موقف رسمي لوزارة الخارجية الروسية"، أما الموقف الرسمي لوزارة الخارجية الروسية هو، ان الجولان تابع لسوريا، وليس لـ"اسرائيل"، وعلى ما يبدو لم يكن لدى نتنياهو الكثير من الأمل بأن يتغير ذلك، واذا حكمنا على كلامه، فالأمر ليس على وشك أن يتغير في القريب".

بناء على ذلك، يعتبر موقع "والاه" أن "بوتين انضمّ الى الرئيس الامريكي باراك أوباما، الذي سمع هو أيضًا رسالة من نتنياهو خلال اللقاء الذي جرى في البيت الابيض قبل حوالي نصف سنة، مفادها أنه حان الوقت للاعتراف بضم "اسرائيل" للجولان.

مسألة أخرى تطرق اليها نتنياهو، في حديثه مع الصحفيين وهي نقل منظومات السلاح الروسية المتطورة الى إيران، وبشكل خاص ضمن إطار الدفاع الجوي.

وقال نتنياهو في هذا السياق إن "هذا الموضوع طُرح للنقاش بشكل جدي.. في السابق نجحت "اسرائيل" في إيقاف الحماسة الروسية لبيع الأسلحة الى دول عدوة، لكن الآن، مع رفع العقوبات الدولية عن إيران والازدهار الاقتصادي المتوقع هناك، يبدو أن المصلحة الروسية تتغلّب على التفكير بـ"اسرائيل"".