ارشيف من :ترجمات ودراسات
صحيفة إسرائيلية: اتفاق ’سايكس بيكو’ حقّق الحلم الصهيوني في فلسطين
رأى الدبلوماسي الإسرائيلي وسفير الكيان الغاصب سابقًا في واشنطن زلمان شوفال، أن "توقيع اتفاقية سايكس بيكو قبل مئة عام هو الذي ساهم بشكل كبير في تحقيق الحلم الصهيوني، والذي كان من ضمنه معايير حدود أرض "إسرائيل" الانتدابية"، حسب تعبيره.
وأضاف شوفال، في مقال له في صحيفة "يسرائيل هيوم" أن "مارك سايكس البريطاني كان صهيونيًا مسيحيًا مخلصًا، ورأى في إقامة كيان يهودي في موطنه القديم، أمرًا تاريخيًّا دينيًّا وأخلاقيًّا، معتقدًا بأنه يمكن للشعب اليهودي في أنحاء العالم، خاصةً في أمريكا، أن يُقدِّمَ مساهمة سياسية هامة في تحقيق الانتصار على المعسكر الذي قادته ألمانيا، وأنه بعد الحرب سيكون البيت القومي اليهودي في فلسطين، بشكلٍ طبيعي، سندًا للمصالح البريطانية في المنطقة. ويجب أن نتذكر أنَّ هذا كان أيضًا توجه الحركة الصهيونية برئاسة حاييم فايتسمان، وبالفعل كان للاتفاق الذي دفعه مارك سايكس تأثيره الكبير على معاهدة بلفور".
وأشار شوفال في مقالته إلى أنه "صودق على اتفاق سايكس بيكو الأصلي في مؤتمر سان ريمو في 1920، وبضغط بريطاني تضمن التصديق أيضًا على معاهدة بلفور، لكن مسألة الحدود الدائمة لم تحدد في حينه، وهذا ترك تأثيره على هضبة الجولان".
كما أضاف السفير الصهيوني أنه "في أواخر الحرب العالمية الأولى طالبت الحركة الصهيونية بالمنطقة الممتدة حتى نهر الليطاني والمنطقة التي تقع فيها منابع الأردن. على الرغم من أن الجليل الأعلى كان يفترض أن يخضع في البداية للإقليم الفرنسي، تم في 1924 توسيع الانتداب البريطاني شمالًا، حتى الحدود الدولية الحالية، وحصل ذلك إلى حد كبير بفضل المستوطنات الاسرائيلية "المطلة" و"تل حاي" و"كفار جلعادي"، التي أقيمت فيما يسمى اليوم "إصبع الجليل". وبقي نهر الليطاني، ومصادر نهر الأردن، وجبل الشيخ وغالبية الجولان، باستثناء عشرة أمتار من خط بحيرة طبريا، وكذلك نهر البانياس، في أيدي الفرنسيين، وفيما بعد بيد السوريين. وبقي هذا الوضع قائمًا حتى حرب الأيام الستة في العام 1967 ، التي أعادت مكانة هضبة الجولان إلى سابق عهدها، الذي كان يجب أن يكون كذلك حسب الاتفاق الأصلي"، على حد زعم شوفال.
وفي ختام المقال، يخلص شوفال إلى أن "لاتفاق سايكس بيكو أهمية اليوم، ليس فقط بسبب مستقبل هضبة الجولان، بل ربما أكثر من ذلك، لأنه بعد مئة سنة فقط من توقيعه، تفككت كل الدول الخيالية التي أُقيمت نتيجة له، وتحولت إلى جزئيات قبلية ودينية منفصلة، وسيكون لما يحدث فيها وبينها الآن وفي السنوات القادمة تأثير كبير ليس فقط على المنطقة وعلى أوروبا، وربما على أمريكا، وإنما من وجهة نظرنا على أمن "إسرائيل"، بحسب ادعاءاته.