كتب محرر الشؤون الدفاعية بصحيفة الاندبندنت "Kim Sengupata" مقالة نشرت بتاريخ الخامس والعشرين من نيسان ابريل الجاري، أشار فيها الى أن عمدة نيويورك السابق "Rudi Giuliani" طالب برفع السرية عن الصفحات الثماني والعشرين التي يقال إنها تكشف ضلوع مسؤولين سعوديين بهجمات الحادي عشر من ايلول. يشار الى أن الصفحات الثماني والعشرين هي الصفحات الواردة بتقرير أجراه الكونغرس حول أحداث الحادي عشر من ايلول والذي انتهى اعداده عام 2003.

ولفت الكاتب الى أن "Giuliani" أكّد أن أميراً سعودياً أعطاه شيك بقيمة 10 مليون دولار من أجل اقناعه بابعاد الانظار عن السعودية (في موضوع الضلوع بالهجمات)، الا أن عمدة نيويورك السابق روى أنه أعاد الشيك بعد ما قام بتمزيقه. وبحسب الكاتب فان "Giuliani" قال الكلام التالي "يستطيع الاحتفاظ بماله وأن يحرقه بالجحيم، الشعب الاميركي يحتاج الى معرفة الدور الذي لعبته الحكومة السعودية بالهجمات، يحق لنا معرفة من الذي قتل أحبائنا وكاد أن يقتلنا جميعاً نحن ايضاً".

الكاتب أوضح أن التقارير التي صدرت يوم الأحد الماضي تشير الى أن "مسؤولين في البيت الابيض قالوا خلال الجلسات المغلقة انه سيتم رفع السرية عن بعض الصفحات ضمن "الصفحات الثماني والعشرين"".

أحداث 11 أيلول

ونوّه الكاتب الى أن رئيس لجنة الاستخبارات السابق بمجلس الشيوخ الاميركي "Bob Graham" جدد اشارته الى أن السعودية قد تكون متورطة بهجمات الحادي عشر من ايلول "على أعلى المستوايات". ولفت الى ما قاله "Graham" بان "السؤال الاهم الذي لم يُجَب عليه حول أحداث الحادي عشر من ايلول هو: هل نفذ هؤلاء الاشخاص التسعة عشر هذا المخطط المتطور وحدهم أم هل كانوا مدعومين؟ من هو الكيان الذي من المرجّح أن يكون قد قدم لهم هذا الدعم؟ اعتقد أن كل الادلة تشير الى السعودية".

كما أوضح الكاتب أن هناك عضوين اثنين بالكونغرس الاميركي مطلعان على الصفحات الثماني والعشرين يرعيان مشروع قرار لرفع السرية عنها، وهما عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي "Stephen Lynch" وعضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري "Walter Jones". وأضاف إن "Lynch" انما يشير الى أن الصفحات الثماني والعشرين تحوي أدلة عن وجود ارتباطات بين "أفراد سعوديين معينين" والارهابيين الذين نفذوا الهجمات، بينما يلفت "Jones" الى ان "الصفحات المذكورة تسلط الضوء على أسباب رفض الرئيس الاميركي السابق جورج بوش رفع السرية عنها، اذ يقول الأخير بحسب الكاتب: "ان المسألة تتعلق بادارة بوش وعلاقاتها مع السعوديين"".

الكاتب نبه الى أن تهمة الرشوة التي وجهها "Giuliani" الى الأمير السعودي تأتي بعد يوم واحد من الكشف عن المعلومات التي افادت بانه عثر على شهادة طيران لصانع العبوات بتنظيم "القاعدة" المدعو غسان الشربي داخل مغلف بالسفارة السعودية في واشنطن، لافتاً الى ما نشر عن وجود ارتباطات بين مندوبين رسميين سعوديين في اميركا والسعوديين الاثنين نواف الحمزي وخالد المضهار، وهما من منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول.

وكشف الكاتب ايضاً أن المدعو عمر بسنان، وهو سعودي آخر أمضى وقتاً مع الخاطفين (الحمزي والمضهار) بمدينة "سان دييغو"، تلقى مبلغاً بقيمة 75,000 دولار من هيفاء بن سلطان وهي زوجة بندر بن سلطان، الذي كان آنذاك سفير السعودية لدى الولايات المتحدة. وأفاد الكاتب أنه قيل بأن هذا المال كان من أجل العلاج الطبي لزوجة البسنان، الا أن جزءًا منه ذهب الى المدعو عمر البومي الذي ساعد كلاًّ من الحمزي والمضهار على ايجاد سكن في "سان دييغو"".

وقال الكاتب إن "الدعوة المرفوعة ضد السعودية تشير الى ان بعض أموال هيفاء بن سلطان استخدمت لمساعدة الحمزي والمضهار خلال تواجدها بسان دييغو، اضافة الى أن المصرف الذي كانت تستخدمه زوجة الأمير بندر لارسال أموالها شكل قضية جدل واسعة وفرضت عليه غرامة مالية بسبب انتهاك قوانين غسل الاموال. كما كشف أن هذا المصرف له ارتباطات مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (CIA) وان مكتب التحقيقات الفدرالي "FBI" وجد أن عدداً من الشخصيات البارزة السعودية لهم حسابات هناك وأن الامير بندر دائماً ما كان يتعامل مع هذا المصرف".

وذكر الكاتب أن "Jonathan Bush" وهو عم الرئيس السابق جورج بوش، كان مديراً في المصرف المذكور والذي اسمه "Riggs Bank"، مضيفاً إن الأخير فرضت عليه غرامة مالية بقيمة 30,000 دولار عام 1991 بسبب انتهاك القوانين المتعلقة "بالمبيعات الامنية".

كما كشف الكاتب أن "Riggs Bank" فرضت عليه غرامة بقيمة 25 مليون دولار من قبل السلطات الاميركية بسبب انتهاك قوانين غسل الاموال.