ارشيف من :نقاط على الحروف
سيادة لبنان الضائعة: ’باتمان vs سوبرمان’
يبدو أن الدولة اللبنانية العاجزة عن الالتفات الى أبسط مقومات الحياة وصولاً إلى الاستسلام أمام أزمة النفايات، اعتادت على رفع الراية البيضاء أمام الاستحقاقات السيادية كذلك. Batman v Superman: dawn of Justice سوبرمان vs باتمان: فجر العدالة، فيلم أميركي عالمي تعرضه صالات السينما اللبنانية منذ أواخر آذار الفائت، يشهد على "الضياع" الرسمي لما تبقى من سلطات رسمية تخلّت عن أدنى واجباتها في تطبيق القوانين، وحفظ السيادة.
الفيلم الذي تشارك فيه الممثلة الاسرائيلية "غال غادوت" بدور البطولة، أحدث جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية لما لـ"غادوت" من تاريخ حافل في الدفاع عن كيان العدو. غادوت التي خدمت في جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدة عامين، وما تزال على لوائح الاحتياط، سبق أن أعلنت في إحدى مقابلاتها الصحفية إن "من الأسباب الأساسية في اختياري من قبل المخرجين لأدوار الحركة، أني كنت في الجيش (الإسرائيلي) ويريدون الاستفادة من معرفتي بالأسلحة"، على حد تعبيرها.
فيلم Batman v Superman: dawn of Justice
الممثلة الصهيونية حائزة كذلك على لقب ملكة جمال كيان العدو عام 2004، كانت لها مواقف لافتة معادية للشعب الفلسطيني ومحرّضة على القتل خصوصاً خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة عام 2014، حيث قالت على صفحتها على "فيسبوك" "أبعث حبي وصلاتي لأبناء بلدي الإسرائيليين، وخاصة لجميع الفتيان والفتيات الذين يخاطرون بحياتهم لحماية وطني ضد الأفعال المروعة التي تقوم بها حماس".
العضو المؤسس لحملة مقاطعة داعمي الكيان الصهيوني في لبنان سماح إدريس حمَّل وزارة الإقتصاد اللبناينة مسؤولية عرض الفيلم في صالات السينما، موضحا ان من واجب "مكتب مقاطعة إسرائيل" في الوزارة التدقيق في كافة المواد المنشورة في دور السينما والتأكد من عدم مشاركة اي طرف إسرائيلي في إعداد الأفلام.
الحملة وجهت رسالة إلى المكتب المعني في الوزارة، دعته إلى إيلاء هذه "المسألة الخطيرة ما تستحقه من اهتمام"، مذكّرة بدعم هذه الممثلة للقوات المحتلة علناً إبان عدوانها الهمجي على غزة في عام 2014، إلا ان إدريس اوضح ان رد الوزارة كان مخيبا لآمال، إذ تذرعت بتقاعد الموظف المسؤول عن "مكتب مقاطعة إسرائيل"، متمادية في إطلاق وعود زائفة.
وأشار إدريس إلى "استخفاف الجهات المعنية بهذه القضية، التي تمس السيادة الوطنية"، مؤكدا ضرورة ملاحقة الملف لما يشكله من خطورة على الهوية اللبنانية، داعيا الامن العام إلى اتخاذ الإجراءات الازمة لمنع عرض الفيلم في الصالات اللبنانية.
وقال إدريس إنها "ليست المرة الأولى التي تعجز فيها الدولة اللبنانية عن منع فيلم من بطولة ممثلة صهيونية"، لافتا إلى ان الحملة سبق وان وجهت رسائل تعترض فيها على استقبال فرق فنية داعمة للعدو، لإقامة حفلات ضمن مهرجانات كبيت الدين وغيرها".