ارشيف من :أخبار لبنانية

’واشنطن بوست’: فشل مستمر في السياسة الخارجية الاميركية

’واشنطن بوست’: فشل مستمر في السياسة الخارجية الاميركية

اعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما أن "ايديولوجية الارهاب لم تنطفىء بعد مرور خمسة أعوام على عملية قتل زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن"، معتبراً أن "العالم لا يزال خطيراً" وأن "الشرق الأوسط في وضع أكثر فوضوية من نواحي عدة".

كلام أوباما جاء خلال مقابلة مع قناة "CNN" بثت مقتطفات منها يوم أمس، وذلك ضمن برنامج أعدته القناة حول عملية اغتيال بن لادن. كما دافع أوباما بقوة عن مقاربته في محاربة الارهاب، مرجحاً أن يتبنى الرئيس المقبل المقاربة نفسها. وقال في هذا الاطار، إن الأساليب التي استخدمت في عملية قتل بن لادن ستكون في الغالب "الأداة التي سيختارها الرئيس في التعاطي مع مثل هكذا تهديد".

كما شدد أوباما على أن العمليات العسكرية الضخمة (كتلك التي كان يقوم بها سلفه جورج بوش—دون ان يسمى بوش بالتحديد)، تجعل المعركة ضد التطرف اصعب. وقال إن "ارسال 100,000 جندي لاجتياح كل بلد يظهر فيه تنظيم كهذا هو غير منتج ومن بعض النواحي يغذي الايديولوجيات التي نحاربها".

الى ذلك، أكد أوباما أن أي صيغة لمحاربة الارهاب يجب أن "تتضمن العمل مع الحلفاء من أجل معالجة مشكلة الاستياء السياسي والاحباط الاقتصادي الذي وفر للجماعات المتطرفة أرضاً خصبة".

كذلك، قال اوباما ان "قدرة تنظيمات مثل "داعش" وتنظيم "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية على تنفيذ هجمات كارثية تقلّصت"، لكنه معترف في الوقت عينه أن "المعركة ضد الارهاب لم تنته مع قتل بن لادن، ورغم الجهود المبذولة، فان المعركة أصبحت أكثر تعقيداً مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي تؤجج انتشار الجماعات المتطرفة وتوسع امتدادها".

’واشنطن بوست’: فشل مستمر في السياسة الخارجية الاميركية

الرئيس الأميركي باراك أوباما

من جهتها، اعربت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الاميركية "هيلاري كلنتون" خلال مقابلة أجرتها معها قناة "CNN" ايضاً ضمن البرنامج نفسه عن اعتقادها بان "المسؤولين الباكستانيين الكبار كانوا يعلمون بتواجد بن لادن في المجمع السكني الذي كان يقطنه والذي قتل فيه".

وأشارت كلنتون التي كانت وزيرة الخارجية في ادارة اوباما عندما نفذت عملية قتل بن لادن، الى "وجود المنزل (الذي كان يقطنه بن لادن) قرب اكاديمية عسكرية"، لافتة الى ان "ذلك يطرح شكوكاً حول عدم معرفة السلطات الباكستانية عن الموضوع".

* "واشنطن بوست": فشل مستمر في السياسة الخارجية الاميركية

صحيفة "واشنطن بوست" أوردت مقالة نشرت بتاريخ الثالث من أيار/مايو الجاري، أشارت خلالها الى "فشل مستمر في السياسة الخارجية الاميركية في مسألتين، وهما التعويل الكبير على قادة افراد، اضافة الى عدم الاعتراف بان الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر". واعتبرت أن "ادارة اوباما ارتكبت كلا الخطئين في العراق اكثر من مرة".

وقالت الصحيفة إن "ادارة أوباما وبسبب حماستها لاخراج القوات الاميركية من العراق قبل اعادة انتخاب اوباما عام 2012، دعمت رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي"، وزعمت الصحيفة أن "هذا الدعم كانت له عواقب كارثية"، مدعية بان "المالكي مارس سياسة طائفية ادت الى كسر النظام السياسي الهش ومهدت الطريق لـ"داعش"".

وأضافت الصحيفة "في عام 2014، راهنت ادارة اوباما على حيدر العبادي وتمسكت به كرئيس للوزراء بسبب عزمها على تقليص نفوذ "داعش" قبل ان يغادر اوباما منصبه، وأثبت العبادي عدم قدرته على حكم البلاد او التوفيق بين الفصائل المتحاربة"، على حد تعبير الصحيفة.

وادّعت الصحيفة أن "ما حصل مؤخراً عندما دخل المحتجون المنطقة الخضراء يكشف "ضعف" العبادي، اذ ان العبادي شجب دخول المحتجين رغم انهم كانوا يدعمون احدى اهدافه السياسية بانشاء حكومة تكنوقراط لتحل مكان النظام الحالي الذي يعتمد على الحصص الحزبية والطائفية. وشجب العبادي للمحتجين اظهر انه غير قادر على السيطرة على "المتمردين السياسيين" و كذلك الاحزاب التي رفضت اقتراحاته بشأن الاصلاحات"، وفقاً للصحيفة.

كما قالت الصحيفة ان "العبادي اثبت انه غير قادر على معالجة مشكلة العراق السياسية الجوهرية التي تتمثل "بالانقسام بين الشيعة و السنة والاكراد"، على حد زعمها. وهنا تحدثت الصحيفة عما اسمته "الخطأ الثاني الذي ترتكبه ادارة اوباما وهو عدم الادراك بان العراق لا يستطيع ان يبقى تحت نظام الحكم الحالي، حيث تتمركز السلطة في بغداد".

وأضافت الصحيفة إن "ادارة اوباما ومنذ صعود "داعش" في المناطق العراقية "ذات الغالبية السنية" تمسكت "بعناد" بشعار "العراق الموحد"، ويعني ذلك من الناحية الفعلية حرمان حكومة الحكم الذاتي الكردية وقواتها المسلحة من الموارد التي تحتاجها لخوض الحرب، كما يعني (بحسب زعم الصحيفة) تأخير نشوء "قيادة سنية" تستطيع فعلاً حكم المناطق التي حررت من الارهابيين".

الصحيفة تحدثت عن "ضرورة اعادة النظر بهذه السياسات على ضوء الأزمة الأخيرة في العراق، وقالت ان الزعماء الاكراد باتوا يتحدثون بشكل علني عن انهيار النظام السياسي الذي نشأ في العراق بعد الاطاحة بنظام صدام حسين عام 2003"، مضيفة ان "على الولايات المتحدة توثيق العلاقات مع حكومة اقليم كردستان".

كما دعت الصحيفة "الادارة الاميركية الى دعم دولة فدرالية في المناطق العراقية السنية، شبيهة بمنطقة كردستان العراق". و زعمت ان "بقاء العراق يشترط نظاماً لا مركزياً وأن حصر الدعم الاميركي بزعيم واحد، سواء كان العبادي او غيره، هو وصفة للمزيد من الفشل".

2016-05-04