ارشيف من :ترجمات ودراسات
’اسرائيل هيوم’: ينتظرنا صيف ساخن في الجنوب
اعتبر محل الشؤون العسكرية في صحيفة "اسرائيل هيوم" يوآف ليمور أنه "رغم عدم سعي "اسرائيل" وحماس الى التصعيد ونشوب حرب جديدة، إلا أن ديناميكية الاحداث وظروف القطاع الصعبة تجعل مسألة الحرب هي مسألة وقت فقط".
وأضاف "كان التصعيد في قطاع غزة مكتوباً على الجدار، مثل "الكليشيه". الجيش الاسرائيلي يستعد لذلك وحماس ايضا. ومع ذلك، الطرفين لا يريدان ذلك بشكل فعلي. استمرار التصعيد وارتفاع وتيرته يرتبطان الآن بعدة أسباب وهي التي ستحدد اذا كنا سنذهب الى جولة أخرى من عملية الجرف الصامد"، حسب تعبيره.
ليمور لفت الى انه "من المعلوم أن "اسرائيل" اعتبرت تهديد الانفاق هو التهديد الرئيسي للسنة الحالية، والجهود الاستخبارية ("من جهازي الشاباك" والاستخبارات العسكرية – امان ) زادت، وكذلك ايضا الجهود التكنولوجية. في الشهر الماضي تم الكشف عن النفق الاول في جنوب القطاع. حماس، لأسباب تخصها، قررت التنازل عن النفق. وفي أعقاب هذا الكشف زادت الجهود من أجل الكشف عن انفاق اخرى. ويمكن القول إن هذه ايضا هي خلفية تبادل النار أمس بمعنى أن الجيش الاسرائيلي يحفر من اجل الكشف عن الانفاق وحماس تقوم باطلاق النار للتشويش والتحذير"، على حد زعمه.
وشدد ليمور على أنه في الوقت الحالي "هذه الاحتكاكات محدودة جداً. حماس تطلق النار فقط على الاهداف العسكرية بذريعة أن الجيش الاسرائيلي يتجاوز الحدود ويدخل الى اراضي القطاع، و"اسرائيل" ترد بشكل محدود نحو أهداف عسكرية لحماس والسعي الى سقوط أقل عدد ممكن من الاصابات من أجل ضمان عدم حدوث رد على الر"، معتبراً أن "التصعيد المحدود يشير الى أن الطرفين لا يريدان توسيع الدائرة. ولكن امكانية حدوث ذلك كبيرة. المعطيات الاساسية في القطاع أصعب من تلك التي دفعت حماس الى الخروج الى الحرب قبل عامين: البطالة ازدادت والانتاج انخفض ولا توجد منازل لعشرات الآلاف والكهرباء تتوفر لثماني ساعات في اليوم فقط والمياه مالحة ومئات الآلاف يعتمدون على منظمات المساعدة لتقديم الدواء والغذاء لهم. والاصعب من كل ذلك هو أن غزة محاصرة لا أحد يخرج منها أو يدخل اليها. وقرار مصر لفتح معبر رفح لا يبدو في الأفق".
وخلص ليمور الى ان "تجاهل الدول العربية (المشغولة بداعش وايران) والتوتر بينها وبين السلطة الفلسطينية، وموجة العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية والتهديد الذي تشكله جهات متطرفة في القطاعن كل ذلك اضافة الى التهديد الحالي من قبل "اسرائيل" لمشروع الانفاق، قد يدفع حماس الى اتخاذ قرار، فليس لديها ما تخسره. يحتمل أن ذلك لن يحدث في الغد، لكن محظور علينا الخطأ: نحن موجودون في ديناميكية سلبية، حيث أن مستوى الاشتباه يزداد وتزداد معه امكانية التصعيد. في ظل هذا الوضع لا يجب أن تكون متنبئا كي تدرك أن الجنوب ينتظره صيف ساخن في هذه السنة".