ارشيف من :ترجمات ودراسات
’هآرتس’: حماس تحاول وضع خطوط حمراء امام الجيش الاسرائيلي
اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس الصهيوني عاموس هرئيل أن عمليات اطلاق النار على حدود قطاع غزة يوم أمس – تعكس التصعيد الاكثر خطورة منذ انهاء الحرب الاخيرة بين "اسرائيل" وحماس في نهاية آب العام 2014، مشيرا الى ان هناك أهمية اخرى للتطورات في غزة. اذ لاول مرة منذ الحرب يبدو أن الذراع العسكري لحماس يقف وراء اطلاق القذائف واطلاق النار من السلاح الخفيف على قوات الجيش الاسرائيلي.
وأضاف هرئيل ان الاحداث في الميدان لم تنته بعد، لكن يبدو أن هذه محاولة من جانب حماس لوضع خطوط حمراء لاسرائيل على خلفية جهود الجيش الاسرائيلي التي يقوم بها من اجل كشف الانفاق الهجومية التي حفرتها حماس تحت الحدود الى داخل المناطق الاسرائيلية.
واعتبر هرئيل أن ما يحدث على حدود قطاع غزة هو اشبه بلعبة اشارات متبادلة بين الطرفين في محاولة منهما لوضع ميزان الردع من جديد. وكما كتبت هنا أمس فان حماس تعرف أن "اسرائيل" قد كشفت عن نفق هجومي واحد، وترى اعمال اخرى يتم بعضها غربي الجدار في داخل اراضي القطاع وتسمع تصريحات حول الحل التكنولوجي الكامل للكشف عن الانفاق وتدميرها، الذي قد يصبح جاهزا خلال عامين.
الجيش الصهيوني
وقال "في هذه الظروف، قيادة حماس متأرجحة بين التهديد المستقبلي وبين الخطر الفوري. التهديد المستقبلي هو أن تسحب اسرائيل من حماس بشكل منهجي ورقة الانفاق. والخطر الفوري يكمن في قرار المبادرة والعمل، الامر الذي سيجر الطرفين بيقين الى جولة عسكرية اخرى تكلف حماس ضحايا كثيرة. والمدنيون في غزة سيواجهون كارثة انسانية رابعة بعد عمليات لرصاص المصبوب، عمود السحاب والجرف الصامد".
وخلص هرئيل الى القول انه "لا توجد الآن صورة كاملة عن الاحداث، لكن يبدو أن حماس تمتنع الى الآن عن الحسم". ولفت الى ان "اطلاق النار من القطاع ما زال بمثابة اشارة تحذيرية وليس دعوة الى حرب شاملة".
واضاف "في الخلفية تقف المنطقة العازلة الامنية بين عملية الرصاص المصبوب في 2009 وبين عملية عامود السحاب في 2012، حيث اتفق الطرفان بوساطة مصرية على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها داخل اراضي القطاع، في المنطقة العازلة وحتى مسافة 500 متر غرب الجدار".
واشار الى انه "بعد عملية عامود السحاب، بناء على طلب من مصر، وافقت اسرائيل على تقليص المسافة الى 100 متر فقط. ولا شك أن هذا القرار قد سهل على حماس حفر 33 نفق هجومي اكتشفها الجيش الاسرائيلي قرب الجدار اثناء عملية الجرف الصامد عام 2014. والآن يبدو أن حماس تحاول احباط عمل الجيش في عمق 100 متر".