ارشيف من :آراء وتحليلات
ملك المغرب يستهدف بنيران صديقة
تستعد القناة الثالثة الفرنسية لبث فيلم وثائقي، في الثامن والعشرين من شهر آيار، يتناول أسرارا من حياة الملك المغربي محمد السادس . ويبدو ان الفيلم ،الذي رشحت انباء حوله، أزعج القصر الملكي في الرباط . وقد بدأت حملات المساندة الكبيرة للملك تتكثف عبر مواقع التواصل الإجتماعي ومنابر أخرى رغم أن الفيلم لم يعرض بعد ولم يتم التعرف على محتواه بالتفصيل.
يشار إلى ان القناة الثالثة الفرنسية هي قناة حكومية رسمية تابعة للدولة وليست قناة خاصة وهو ما يفسر هذا الإهتمام الذي حظي به هذا الفيلم حتى قبل أن يعرض. كما يفسر البعض هذا الإهتمام، بالتسريبات التي تؤكد أنه سيكون قاسيا على الملك محمد السادس وعلى المؤسسة الملكية المغربية عموما.
مؤامرة أم ابتزاز
وباعتبار أن الجهة العارضة للفيلم هي جهة رسمية فقد تحدث كثير من المغاربة عن مؤامرة تستهدف بلادهم وملكهم من قبل فرنسا والسبب هو "النجاحات" التي يحققها المغرب في السنوات الأخيرة على حد تعبيرهم. كما يرى البعض الآخر أن الأمر يتعلق بعملية ابتزاز ليرضخ الملك المغربي في ملف ما وهي عادة دأب عليها الإعلام الفرنسي الرسمي مع التونسيين والجزائريين.
لا تنتهي التكهنات عند هذا الحد . يذهب اخرون الى تحميل المسؤولية للداعمين للقضية الصحراوية ولجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) النافذين في الدوائر الفرنسية. كما يتهم بعض المدونين، الجزائر، بالوقوف وراء إنجاز هذا العمل على اعتبار ان العلاقة غير جيدة بين البلدين بسبب العديد من الملفات العالقة.
ماذا وراء استهداف فرنسا للملك المغربي؟
المدللة فرنسيا
من جهة اخرى ينفي الكثير من الخبراء والمحللين نظرية المؤامرة الفرنسية ، فالرباط هي المدللة فرنسيا من بين جميع البلدان المغاربية، والإستثمارات الفرنسية الكبرى تضخ في المغرب، كما تم مؤخرا منع صحافيين فرنسيين من إصدار كتاب يسيء للملك المغربي وذلك رغم السماح لهما بإصدار كتاب ضد الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، عندما كان في سدة الحكم، .
اضافة الى ان كثيرين لا يتصورون أن تجنح فرنسا إلى ابتزاز المغرب على اعتبار أن الرباط تقدم ما يطلب منها غربيا وخليجيا وتستجيب دون الحاجة إلى ابتزازها. اما الصحراويون والجزائريون فأصواتهم غير مسموعة في باريس المساندة باستمرار للمغرب دون هوادة في قضية الصحراء، والتي يشن إعلامها أيضا حملة شرسة على الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مشككا في سلامته الجسدية.
لذا يتساءل البعض هل من علاقة بين هذا الفيلم وبين ما يتم ترويجه من ان الفوضى التي استهدفت الجمهوريات العربية ستطال الأنظمة الملكية وأن لا تمييز بين ممانع ومتخاذل لأن المطلوب هو قلب النظام الرسمي العربي القديم؟ أم أن هناك علاقة بين هذا الفيلم والأمير هشام ابن عم الملك المعارض له والملقب بالأمير الأحمر، والذي يظهر كثيرا في الإعلام في الآونة الأخيرة، والذي تتحدث أنباء عن أنه من المشاركين في هذا الفيلم وانه ادلى بموقف نقدي للنظام المغربي؟