ارشيف من :ترجمات ودراسات

كبار الأثرياء يهجرون شيكاغو والمدن الكبرى في العالم ... لماذا ؟

كبار الأثرياء يهجرون شيكاغو والمدن الكبرى في العالم ... لماذا ؟

الكاتب  :    folamour
عن موقع   businessbours
15 نيسان / أبريل 2016

النخب البشرية تهرب من المدن الكبرى بوتائر عالية جداً. بهذا الصدد، نقلت صحيفة شيكاغو تريبيون نبأً مفاده أن 3000 مليونير قد هجروا مدينة شيكاغو خلال العام 2015. وقد كشفت الدراسة التي نشرتها الصحيفة عن أن 7000 مليونير قد هجروا باريس خلال العام الماضي.

لماذا يحدث ذلك ؟  لماذا يقوم الآلاف من أصحاب الملايين فجأة بحزم حقائبهم وبالانتقال للعيش بعيداً عن المدن الكبرى. أمن الممكن أن تكون لديهم هواجس كثيرة من النوع الذي نجده عند حركة "الساعين إلى البقاء" في المواجهة مع المخاطر التي قد تحدث مستقبلاً ؟  

منذ بعض الوقت، كتبت حول موضوع الطريقة التي تمت من خلالها تهيئة النخب للانهيار القادم. لكنني لم أكن أعرف أن الألوف منهم يرحلون بشكل دائم تاركين وراءهم هذه المدن التي نعيش فيها. وكما ذكرت آنفاً، فقد نقلت شيكاغو تريبيون أن 3000 من أصحاب الملايين   قد غادروا مدينة شيكاغو خلال العام الماضي.

هذا، ويفيد تقرير جديد أن أصحاب الملايين يهجرون شيكاغو أكثر مما يفعلون ذلك في أية مدينة أخرى في الولايات المتحدة.

3000 ثري يملك كل منهم مليون دولار على الأقل غادروا تلك المدينة خلال العام الماضي، وذلك دون حساب قيمة ما يمتلكونه من بيوت.

مركز أبحاث "نيويورك ويلث" يعتبر أن تعرض العديد من المدن إلى توترات ومخاوف عنصرية وإجرامية  هي العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى اتخاذ مثل هذا القرار.

وبالطبع، فإن ما يجري لا يقتصر فقط على مدينة شيكاغو، كما أنه ليس ظاهرة أميركية وحسب.

فالواقع أن المدينتين اللتين غادرهما العدد الأكبر من أصحاب الملايين خلال العام الماضي هما مدينتان تقعان في أوروبا.

باريس هي التي شهدت أكبر حركات النزوح، إذ غادرها 7000 آلاف من أصحاب الملايين ما يشكل نسبة 6 بالمئة من مجموع هؤلاء، وتبعتها في ذلك مدينة روما التي غادرها 5000 أي ما نسبته 7 بالمئة من أصحاب الملايين.

صحيح أن بعض أصحاب الملايين ينتقلون من مكان إلى آخر لأسباب ضريبية. لكن كثيرين غيرهم قلقون جداً لأن من الممكن للبشرية أن تنزلق نحو مستقبل في منتهى الكارثية. ولهذا، فهم يريدون أن يتهيأوا لمواجهة ما قد يطرأ من أخطار قبل أن يفوت أوان ذلك.

كبار الأثرياء يهجرون شيكاغو والمدن الكبرى في العالم ... لماذا ؟

ملجأ لاصحاب المليارات

في ألمانيا الشرقية، قامت شركة تحمل اسم "فيفوس" بتوظيف  مبلغ كبير من المال من أجل تحويل منشأة عسكرية -سبق أن بناها السوفيات خلال الحرب الباردة  تحت الأرض- من أجل تحويلها إلى أكبر ملجأ خاص في العام. وقد أطلق على هذا الملجأ اسم "أوروبا 1"، وهو عبارة عن حصن حصين مزود بأسباب الرفاهية الكاملة ومخصص للنخبة من الأثرياء.

وهذا ما نقرؤه على موقع الشركة بهذا الخصوص :

هذا الملجأ المحفور عميقاً تحت جبل من الصخور الكلسية في قلب أوروبا هو الأشد تحصيناً وقوة في العالم كله. بناه السوفيات خلال الحرب الباردة ليكون حصناً تستودع فيه التجهيزات العسكرية والذخائر. وهو الآن ملكية خاصة مساحتها فوق الأرض 76 آكر، وهو قادر على مقاومة تفجير ذري كبير حتى عن قرب، أو على انفجار ناجم عن تحطم طائرة ركاب مدنية. كما أنه لا يتأثر بالعوامل الكيميائية والبيولوجية أو الموجات والصدمات الكبيرة كالهزات الأرضية والموجات الالكترو- كهراطيسية، وكل ما يشكل نوعاً من أنواع الهجمات العسكرية.

هذا المجمع الذي لا مثيل له أعيد تدويره اليوم ليصبح "فيفوس أوروبا 1" أكبر ملجأ تحت الأرض والأشد تحصيناً في العالم على المدى الطويل. وهو يؤمن حماية لا تشوبها شائبة للأفراد من أصحاب الثروات وأسرهم ومقتنياتهم القيمة عندما  تنعدم وسائل البقاء فوق سطح الأرض.

يتكون المجمع من 10821 متر مربع من المساحات الضامنة لحياة آمنة بصفتها مقاومة للانفجارات. كما يضم 4079 متر مربع إضافية من المكاتب والشقق والمخازن وموقفاً خاصاً للقطار فوق تلك المساحة. وعلى وجه الإجمال هنالك أكثر من خمسة كيلومتر من الغرف-الأنفاق.

وقد نشرت قناة روسيا اليوم على يوتوب تقريراً يحتوي على مشاهد مذهلة من داخل ذلك المجمع. وأنا شخصياً دهشت تماماً عندما شاهدت كل هذه الانجازات للمرة الأولى.

ويمكنني أن أستمر في الكلام حول أوصاف هذا المجمع. لكنني لن أفعل ذلك، لأن بإمكانكم أن تتطلعوا عل المزيد من مصادر أخرى. وقد تذكرت أثناء إعدادي لهذه المقالة، تذكرت شيئأُ كانت قد أعلن عنه موقع " Zéro Hedge" وأظن أنه يتعلق بهذا الموضوع : فقد تبين أن سندات أميركية قد بيعت طيلة 11 أسبوعاً متتالية...  وقد شهد الأسبوع الماضي مبيعات لهذه الأسهم بلغت 1،7 مليار دولار، وهو مبلغ أقل مما شهدته المبيعات خلال الأسبوع السابق (...).

ويُطرح السؤال : لماذا تقوم النخب الغنية ببيع الأسهم بشكل جنوني في هذه الأيام ؟

أيعود ذلك إلى كونها لا تلاحظ أن سوق الأسهم يميل نحو الارتفاع ؟

أيمكن أن تكون قد حصلت على معلومات لا يعرفها الآخرون من أمثالنا ؟

معظم الناس ليست لديهم أية فكرة عن الهشاشة الحقيقية لمجتمعنا، ما يجعل إغراق عامة الناس في حالة من الخراب التام أمراً في منتهى السهولة.

ولهذا أنا سعيد جداً لأن مايك نوريس (ابن تشوك نوريس) قد بدأ بعرض فيلمه الجديد الذي يحمل عنوان "آميريغدون" *. تدور قصة الفيلم حول لحظة تقوم فيها منظمة إرهابية دولية بتعطيل عمل شبكة الكهرباء في الولايات المتحدة، ما يستدعي فرض حالة الطواريء. ومع هذا، تعم أعمال العصيان والنهب والاضطرابات المدنية، فتتدخل الحكومة لنزع سلاح المواطنين و"فرض النظام"...

هل يمكننا أن نشهد فعلاً سيناريو مشابهاً في المستقبل القريب ؟     
 
لا أظن أن ذلك قد يحدث في الشهر القادم، ولكنني أشرح لكم في كتابي الجديد الأسباب التي تجعلني أعتقد أن أميركا تتجه نحو مستقبل هو أشد كارثية بكثير من ذاك الذي يصوره الفيلم "أميريغدون".

أينما تديرون أبصاركم تلاحظون أن عالمنا يصبح أكثر فاكثر اضطراباً. فالانهيار الاقتصادي بدأ يضرب بعض المناطق في العالم، وعدم الاستقرار الجيوسياسي كبير جداً في الشرق الأوسط، والإرهاب الإسلاموي في ارتفاع مطرد، وهنالك انفجارات لاضطربات أهلية في العالم كله. وخلال هذا الأسبوع، شهدنا سلسلة من الزلازل المخيفة، كما شهدنا العديد من حالات ثوران البراكين.

أناس كثيرون يعتقدون أننا ندخل في مرحلة تجتمع فيها أحداث لتنشأ عنها "عاصفة كاملة" ستهز الكرة الأرضية حتى مركزها في الأعماق العميقة.

وليس أفراد حركة "الساعين إلى البقاء" هم وحدهم من يشعرون بذلك. نعم. آلاف أصحاب الملايين باتوا قلقين تجاه تطور الأوضاع إلى الحد الذي يدفعهم إلى الهروب من المدن الكبرى.

إذن، وقبل أن تنكروا هذا الكلام الكارثي وتصفوه بأنه لا معنى له، ربما يكون عليكم أن تأخذوا في الحساب أن النخبة قد تعلم أموراً لا تعلمونها أنتم.


أميريغدون : كلمة مركبة من كلمتي "أميركا" و"هرمغدون". والمعروف أن كلمة "هرمغدون" تدل على الأحداث الكارثية التي ستحدث في آخر الزمان. المترجم.           

 

2016-05-18