ارشيف من :ترجمات ودراسات
رئيس مركز أبحاث الامن القومي في كيان العدو: رحيل الأسد حاجة استراتيجية
كتب رئيس مركز أبحاث الأمن القومي والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات في الجيش الصهيوني عاموس يدلين مقالًا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" تحدّث عن ضرورة العمل على رحيل الرئيس السوري بشار الاسد عن سوريا لما يشكله من تهديد لـ" تل أبيب".
وقال يدلين في مقاله "منذ خمس سنوات اختارت "اسرائيل" ألّا عدم التدخل في ما يجري في سوريا، وهناك مبررات لهذه السياسة، ولكن حان الوقت لإعادة النظر فيها.. في الجانب الاستراتيجي ايضا يعد رحيل نظام الاسد مصلحة اسرائيلية. فالمحور الراديكالي الذي يقاد من طهران ويمر عبر الاسد الى حزب الله يشكل التهديد الاكثر ملموسية على أمننا. هناك من سيقول أن التهديد الذي يحدق من "داعش" لا يقل خطورة، وعليه فيجب التصدي لذلك اولا. لا ينبغي الاستخفاف بالمسألة، الا ان معالجة محور طهران – بغداد – دمشق – بيروت يجب أن يتلقى أولوية استراتيجية. وذلك للسبب البسيط هو أن المجتمع الدولي تجند لمواجهة ظاهرة الدولة الاسلامية، بل وينجح في صد تقدمها".
اضافة الى ذلك، يقول عاموس يدلين، نهاية نظام الاسد ستضعف، بمعقولية كبيرة، جاذبية داعش للاغلبية السنية في سوريا وسيكون هناك بديل "سني" معتدل. وبالمقابل، حيال المحور الايراني تبقى "اسرائيل" وحدها تقريبا وليس لها من تعتمد عليه غير نفسها. وعليه فإن عليها أن تعمل باولوية مطلقة على منع تعزز محور طهران، الاسد ونصرالله. ايران وحلفاؤها اخطر على اسرائيل عشرة اضعاف من "داعش".
ويوضح يلدين أن "على "اسرائيل" أن تبلور استراتيجية تتشكل من عدة مستويات. شرط أساس هو خلق حلف اقليمي، حتى وان لم يكن معلنا، مع جهات في العالم السني، وعلى رأسها السعودية، دول الخليج، تركيا، الاردن ومصر. وذلك بالشراكة مع الولايات المتحدة بل وربما تفاهمات هادئة مع روسيا، التي خلافا لايران لا ترى في الاسد عنصرا ضروريا في تسوية مستقبلية في سوريا. للدول السنية في الشرق الاوسط يوجد تطابق للمصالح مع اسرائيل في مواجهة المحور الراديكالي".
عاموس يدلين
وقدم عاموس يدلين في مقالته سبع نقاط تشكل "استراتيجية شاملة لإضعاف المحور الراديكالي وإسقاط الاسد:
• أولا، ينبغي تشجيع خطوة سياسية ضد نظام الاسد والمساعدة في تقديمه الى المحاكمة لاستخدام السلاح الكيميائي. بوسع اسرائيل أن تساهم في الكشف عن معظم معطيات القتل الجماعي بشكل عام والكيميائي بشكل خاص.
• ثانيا، يجب الدخول في حوار مع الولايات المتحدة عن الحاجة للمس بالذخائر الهامة للاسد، كالايفاء بوعد اوباما المس بالنظام الذي استخدم مواد القتال الكيميائية، ولفرض عدم استخدامها كمعيار دولي لا هوادة فيه.
• ثالثا، من المهم أن تثبت "اسرائيل" بان لها هي ايضا خطوطا حمراء ومبادىء اخلاقية، وان تفكر هي ايضا باعمال عسكرية محدودة، مثل تدمير المروحيات التي تلقي بالبراميل المتفجرة على المواطنين. اعمال غايتها نقل رسالة قيمية وانقاذ حياة الانسان. عملية عسكرية كهذه يمكن تنفيذها دون الدخول في معركة جوية واسعة.
• رابعا، يمكن الصدام مع تهديد داعش في جنوب هضبة الجولان، في شكل منظمة شهداء اليرموك. هكذا يثبت أن القتال ضد الاسد يمكن ان يجري بالتوازي مع القضاء على داعش.
• خامسا، تشجيع واستقرار انساني لجنوب سوريا على طول حدود اسرائيل والاردن، باسناد اقليمي ودولي.
• سادسا، بلورة تفاهمات مع روسيا لتحقيق الخطوات آنفة الذكر، في ظل الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لروسيا في شمال سوريا.
• سابعا، تشجيع الخطوات العربية ضد حزب الله وايران، وتأييدها بالقدر الممكن".
ويتابع يدلين أن "الشرق الاوسط يعاد صياغته في مسيرة بدأت قبل خمس سنوات، وأحد لا يمكن أن يرى نهايتها بوضوح. ومع ذلك، من الجيد الافتراض بان الاطراف تبحث عن ترتيب جديد. لـ"اسرائيل" مصلحة عميقة في الا يكون الايرانيون وحزب الله القوة التي تتعزز في الشرق الاوسط "الجديد". لقد انتهت العهود التي كان يمكن لـ"اسرائيل" فيها أن تنظر الى ما يجري وتتمنى النجاح للطرفين، ومن الافضل الا تفوت الفرصة لاضعاف اعدائها الألدّ.. سياسة أخلاقية، استراتيجية، مبادرة وابداعية ضد المحور الراديكالي هو المسار الذي علينا ان نخطو فيه، فما بالك الان عندما يكون استخدم السلاح الكيميائي مرة اخرى. عندما سيسقط الاسد، من المهم ان يعرف العالم السني بان اسرائيل كانت في الجانب الصحيح بل وعملت على نحو صحيح اخلاقيا واستراتيجيا".