ارشيف من :خاص
16 عاما على الانتصار.. بعيون عراقية
لان الانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة الوطنية اللبنانية متمثلة بحزب الله على الكيان الصهيوني في الخامس والعشرين من شهر ايار/مايو من عام 2000، لم يكن حدثًا محليًّا، بل كان في واقع الأمر عربيًّا واقليميًّا ودوليًّا كبيرا ومهما، فمن الطبيعي جدا ان يمتد صداه بكل الاتجاهات ويصل الى كل المواضع والنقاط، كيف لا يكون كذلك وهو الذي كسر حقيقة زائفة ووهمية ترسخت بأذهان وعقول الانهزاميين ومنفذي أجندات الغرب، مفادها انه لا يمكن هزيمة "اسرائيل"..
وجذوة ذلك الحدث –الانتصار ما زالت وستبقى متقدة ومضيئة لتمنح عزيمة وشجاعة وهمة واصرارا لكل الأحرار والثائرين على الظلم والطغيان والاستبداد.
واليوم وبعد ستة عشر عاما على ملحمة حزب الله، وفي ظل تكالب الارهاب بشتى اشكاله والوانه وصوره على مختلف بقاع العالم الاسلامي، لاسيما العراق وسوريا ولبنان واليمن وافغانستان وباكستان، لا بدَّ من استحضار ما تحقق من انتصارات على اعداء السلام والاسلام والانسانية، حتى نستلهم منهم كل القيم النبيلة والحقة.
في الحقيقة لم يكن العراقيون يوما بعيدين عما يجري من صراع مع الكيان الصهيوني وما تحقق ويتحقق من انتصارات، وربما هم اليوم اقرب من اي وقت مضى الى هذه المعطيات. وهذا ما تعبر عنه النخب السياسية والاعلامية والثقافية المختلفة، اضافة الى الرأي العام الجماهيري.
نهاية اسطورة الجيش الذي لا يقهر
الخبير الامني والنائب السابق في مجلس النواب العراقي حسن وهب يقول "ان انسحاب اسرائيل عام 2000 من قرى الجنوب اللبناني والتي كانت تقدر بأكثر من 150 قرية محتلة من قبل الكيان اللقيط وعملائه اللحديين، نتيجة لمقاومة شرسة خاضتها المقاومة الاسلامية المتمثلة بحزب الله كان حربا بين الغطرسة والتجبر الصهيوني وإصرار وعناد المقاومة.. حربا بين التعالي والتخبط الصهيوني والإرادة الحديدية والتخطيط الدقيق لحزب الله.. حربا بين الاحتلال اللامشروع وبين المقاومة الوطنية.. حربا بين ماكينة الاعلام الصهيو أميركي والانكلو- ساكسوني المبني على الاضاليل وتخريب النفوس وبث الرعب الزائف، والإعلام الموثق المبني على الحقائق المقدمة بلا "رتوش" من قبل حزب الله.. حربا بين فئة ضالة ومنتفعة وبين فتية آمنوا بربهم.. حربا بين الغرب الاستعماري، وبين حزب الله والة الحرب الايرانية المتجددة والصاعدة والناهضة..
فيما اكد الكاتب والصحفي عدنان فرج الساعدي "ان انتصار حزب الله المدوي في عام 2000 على الجيش الصهيوني مثَّل بارقة أمل كبيرة لكل مواطن عربي لاستعادة الكرامة العربية والعنفوان العربي التي افتقدها طيلة عقود من الزمن عبر سلسة من الانكسارات والهزائم والتسويات المذلة.
واضاف الساعدي قائلا "إن بطولات أبطال المقاومة اللبنانية التي شكل حزب الله مرتكزها الرئيس كسرت وللابد اسطورة الجيش الاسرائيلي-الجيش الذي لا يقهر.. فقد شهدت قرى ومرتفعات الجنوب اللبناني معارك سيخلدها التاريخ عبرت عن الصمود الكبير والانتصارات الكبيرة للمقاومة والهزائم المنكرة لجنود الاحتلال".
من جانبه رأى الكاتب والباحث في الشؤون الاسلامية قاسم العجرش "ان انتصار أيار عام 2000، شكل نقطة تحول كبرى في مسيرة الصراع مع الصهيونية في المنطقة العربية، فهو جاء بعد هزائم متتالية على مدى أكثر من نصف قرن، تعرضت خلالها الشعوب العربية لانكسارات نفسية نتيجة لسوء إدارة الصراع من قبل الأنظمة والحكومات، كما اقترفت بعض الحركات الشعبية والأحزاب السياسية أخطاءا جسيمة، ساهمت في تأصيل الهزيمة، ما جعل يوم الخامس والعشرين من ايار منطلقا لإعادة الثقة الى الجماهير على صعيد المنطقة العربية بأسرها، وها نحن نشهد تداعيات هذا ألانتصار الكبير ونعيش ببركته ، فبعد ذلك اليوم وعلى مدى ستة عشر عاما لم يحقق الكيان الصهيوني أي إنتصار، بل هو في إنكفاء مستمر متجها نحو نهايته المحتومة".
اما الخبير الاعلامي حافظ ال بشارة فقد اكد في حديثه "ان حزب الله استطاع ان يثبت مدى ضعف الكيان الصهيوني، كما اثبت للعرب ان الصهاينة ليسوا اقوياء لكنهم يعيشون على ضعفنا، فهم لا يتفوقون علينا بشيء سوى بقدرتهم على ادارة نقاط ضعفنا ادارة تحقق لهم الغلبة . حزب الله حقق الانتصارات عندما وفر ارضية لتلك الانتصارات واهم عناصر تلك الارضية انه حزب موحد، وقيادته شجاعة وعادلة وزاهدة، ومنظم الى ابعد الحدود ولا يعرف العشوائية، ويعمل برؤية عقيدية صافية من اي شوائب، الى جانب استقطابه للشباب وكسب ثقتهم، فأنه يحترم كبار مجاهديه وقد حولهم الى زعامات ميدانية وسياسية، وهو مهتم ببلده لبنان ولا يفضل مصلحة اي قوة في العالم على مصلحة بلده.
وعن رؤيته لملحمة 25 ايار يقول الباحث الاكاديمي عمار العامري "كانت حرب عام 2000 بالفعل انتصارا باهرا للمقاومة الاسلامية في لبنان, لان مجاهدي حزب الله استطاعوا هزيمة عدو غير تقليدي من حيث العدة والعدد لقد كسرت مقاومة حزب الله محتلا غاصب يحاول الاستحواذ عى اكبر قدر من الاراضي العربية, وجعلها مستوطنات إسرائيلية.
اما القانوني علي حسين الغراوي فقد رأى "ان تحرير العام 2000 كسر الجمود في العقل العربي، وبعث برسالة الى الشعوب العربية مفادها اننا بحاجة الى قيادة واعية تقف مع شعوبها،اضافة الى ان اسرائيل حينما انسحبت من الاراضي اللبنانية تركت عملاءها في مهب الريح دون ان توفر لهم الحماية.