ارشيف من :آراء وتحليلات
بين الابتزاز الامريكي والتفريط بفلسطين،، لم يبق الا صمود سوريه والمقاومه
المشهد الدولي بشأن الازمة السوريه تشوبه الضبابية والتعقيد على الرغم من وجود اتفاق امريكي روسي على الخطوط العريضه بضرورة ايجاد حل سياسي للازمه السوريه .
الا ان الدخول في التفاصيل يظهر خلافاً روسياً امريكياً حول الكثير من العناوين .
فامريكا وحلفاؤها يرفضون حتى الساعه اطلاق صفة الارهاب على التنظيمات التي تراها سوريا وروسيا العائق الرئيسي امام نجاح اي حل سياسي
والناطق باسم البنتاغون يدلي بتصريح جاء فيه ان امريكا ادرجت تنظيم داعش ومتفرعاته في ليبيا والسعودية واليمن على لائحة الارهاب لكن امريكا لم تدرج داعش ومتفرعاته في سوريه والعراق على نفس اللائحة وكأن الارهاب مسموح في سوريه ومرفوض في بلدان اخرى .
كما ان امريكا وحلفاءها يستمرون بتقديم الدعم لتلك التنظيمات الارهابية التي باتت تشكل رأس حربة في تنفيذ الرغبة الامريكية الاسرائيلية السعودية التركية القطرية الهادفة الى تدمير الدولة السورية وتفتيتها.ويبدو ان اجهزة المخابرات في كل من الدول المذكورة اعلاه تسعى لاعادة احياء العمل في غرفة العمليات المسماة (موك) في الاردن والتي تضم خبراء وضباط مخابرات من السعوديه وقطر وتركيا وحتى واسرائيل.
المقاومة هي الرد
الخلاف حول التفاصيل يتبين بوضوح ايضا من خلال تصريح وزير الدفاع الروسي شويغو الذي بشرنا فيه قيام امريكا وروسيا بعمليات جويه مشتركه ضد التنظيمات الارهابية في سوريا الا ان سرعان ما جاء نفي ورفض الناطق باسم البنتاغون الامريكي.
يضاف الى كل ذلك جملة معطيات ابرزها التالي :
- امريكا تمارس عملية ابتزاز محاولة القيام بمحاصرة روسيا عبر نشر الدرع الصاروخي في كل من بولونيا وبحر البلطيق وحتى تركيا اضافة الى استمرار العقوبات الاقتصادية عليها بسبب الازمة الاوكرانيه وجزر القرم مترافقاً مع تدني في اسعار النفط.
- اسرائيل تطالب بجائزه كبرى من اي اتفاق روسي امريكي بشأن الملف السوري والجائزة التي تطلبها اسرائيل هي طمس القضية الفلسطينية والقضاء على حركات المقاومة وحزب الله في طليعتها.
-المملكة العربية السعودية تبدي استعدادا مريباً لاعادة صياغة بنود المبادرة العربية بما يخدم اسرائيل من خلال اسقاط بند حق العودة للفلسطينيين و
عدم مطالبة الكيان الصهيوني بالانسحاب من الجولان المحتل .
وها هي المملكة السعودية متلطية بالحلف الاسلامي تتزعم حركة الاتصالات مع اركان العدو الاسرائيلي بحجة الترويج للمبادرة العربية (المعدله حسب مصلحة اسرائيل) على الاسس التاليه:
-تحويل الانظار والبوصله نحو التحشيد المذهبي والطائفي ونصب العداء ضد ايران
-دعم التنظيمات الارهابية في المنطقه و سوريه
-ضرب اي شكل من اشكال المقاومة في المنطقه والقضاء عليها
-تهيئة الاجواء والمناخات في المنطقه من اجل تمرير عملية اهداء اسرائيل الجائزة الكبرى من دون اي مقاومه او اعتراض.
مسار التاريخ يبوح لنا بان اي اتفاق او تسوية بين الدول الكبرى لن يكون في مصلحة شعوب المنطقة بل على حسابها وستكون فلسطين و قوى المقاومة اول المتضررين من اي اتفاق بين الدول الكبرى.
وعليه فان الخيار الوحيد المتبقي هو الاستمرار بالصمود والمقاومه لكسر رأس الحربة في المشروع الامريكي الصهيوني السعودي التركي مهما كانت التضحيات .
فمن المؤكد ان روسيا لا تهتم كثيراً لاستعادة فلسطين لكنها مهتمة جداً بعدم وصول الارهاب المدعوم امريكياً وعربياً اليها ما سيجعلها مضطرة لاعادة زخم الدعم العسكري للجيش العربي السوري بوتيرة عاليه اكثر من السابق .
لذلك فان الاستفادة من الدعم الروسي امر مهم لكن يجب ان ندرك انه مع الدعم الروسي او بدونه لم يبق من خيار امام قوى المقاومه في المنطقه بقيادة سوريه الا قرار خوض معركه حاسمه وحتى النهايه بهدف الحفاظ على سوريه ووحدتها و القضاء على رأس الحربة في المشروع الامريكي السعودي الاسرائيلي وعدم السماح للكيان الصهيوني بنيل الجائزة الكبرى .