ارشيف من :آراء وتحليلات

بمناسبة مؤتمر حركة النهضة: انتقادات واسعة في تونس للحركة الإخوانية

بمناسبة مؤتمر حركة النهضة:
انتقادات واسعة في تونس للحركة الإخوانية

تتعرض حركة النهضة التونسية ذات التوجهات الإخوانية إلى انتقادات واسعة من قبل أطراف عديدة في تونس بمناسبة مؤتمرها الذي يعقد بمدينة الحمامات. وهو مؤتمر علقت عليه الحركة آمالا كبيرة وكذا عموم التونسيين الذين انتظروا "تونسة" الحركة الإخوانية وإسباغها بالبعد الوطني.
ومن أهم ما يعيبه التونسيون على النهضويين هو البذخ المبالغ فيه الذي لجأت إليه الحركة في مؤتمرها. فقد نظمت حفل افتتاح في القاعة الأولمبية الكبرى برادس التي تشبه ملعب كرة قدم. كما تم استعمال ديكور ومؤثرات ضوئية وصوتية وشاشات ضخمة ووسائل اتصال وتجهيزات أمنية باهظة الثمن.

مصادر تمويل
كما جندت الحركة حافلات جاءت بالناس من مختلف جهات الجمهورية وقيل أن البعض قبض المال لحضور المؤتمر ولم يأت طواعية. والغاية من ذلك هو أن تبدو القاعة ملآنة لبعث رسالة إلى الداخل والخارج أن حركة النهضة حزب كبير وقادر على الحشد متى أراد ذلك وأنه الحزب الوحيد القادر على جمع كل تلك الحشود بعد التجمع الدستوري المنحل.

بمناسبة مؤتمر حركة النهضة:
انتقادات واسعة في تونس للحركة الإخوانية

النهضة في تونس ...الى اين؟


لذلك تساءل البعض إذا كانت النهضة تمتلك كل هذا المال فلماذا لا تعوض إلى ضحاياها عما تسميه "سنوات الجمر" أي سنوت حكم بن علي؟ ولماذا لا تعوض أيضا للسفارة الأمريكية عوضا عن الدولة التونسية عن عملية الحرق التي طالتها خلال فترة حكمها خاصة وأن الأمريكان مصرين على التعويض؟ ولماذا لا تنجز مشاريع خيرية تنتشل بها الفقراء وضعاف الحال بالجهات الداخلية من الأوضاع البائسة التي يعيشونها؟ ولماذا تترك الدولة التونسية تتسول ما دامت لديها مصادر تمويل ضخمة؟

الفصل بين الدعوي والسياسي
ولعل الأهم في هذا المؤتمر هو ما وعدت به حركة النهضة التونسيين بأنها ستفصل بين العمل الدعوي والعمل السياسي وان تتحول إلى حزب مدني محافظ احتراما لدستور البلاد. كما وعدت الحركة على لسان رئيسها راشد الغنوشي بعدم توظيف المساجد مجددا في العمل السياسي وأن تبقى المساجد فقط لذكر الله بعد أن قامت باستغلالها في وقت سابق للدعاية الإنتخابية.
كما لمحت الحركة إلى أنها ستفك الإرتباط مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وستصبح حزبا تونسيا صرفا ولاؤه فقط لتونس. وتم الحديث في هذا الإطار عن رسالة وجهها رئيس حركة النهضة إلى التنظيم الإخواني يعلن فيه أنه لن يحضر اجتماعاته مستقبلا وبأنه غير ملزم باتباع سياساته.


تشكيك في النوايا
ويشكك كثير من التونسيين في إمكانية إقدام حركة النهضة على جميع هذه التحولات. ويعتبر المشككون أن الحركة تناور لتستمر لا غير ما دام أبناء تنظيمها قد فشلوا في سوريا و مصر و ضاق عليهم الخناق إقليميا.
كما ان حركة النهضة بحسب هؤلاء تتلقى أموالا من التنظيم الإخواني العالمي والدول الراعية له وبالتالي يصعب أن يضحي النهضويون بكل تلك الموارد من أجل إرضاء شعبهم، خاصة وأن شباب الحزب لم يتمكن في هذا المؤتمر من فرض وجوده وهو الذي كان يراهن عليه لإحداث التغيير.

 

2016-05-25