ارشيف من :نقاط على الحروف

الوطنية.. ضمير ’منفصل’ عن إعلام ’14 آذار’

الوطنية.. ضمير ’منفصل’ عن إعلام ’14 آذار’

"مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ، وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ".. يقول أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب (ع). حقد "14 آذار" وإعلامها على المقاومة وانتصاراتها، يأبى الا أن يَظهر على صفحات "نهارهم"، "مستقبلهم" و"جمهوريتهم"، و"عروبتهم" المزعومة. يدّعي أصحاب شعار "الدولة والعبور اليها" معارضتهم لمشروع المقاومة حصراً في سوريا بزعم "الحرص على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى"، لكن فلتات "إعلامهم" تؤكّد أنهم معادون للمقاومة في أساس وجودها ضد الكيان الاسرائيلي المحتل، وحاقدون على انجازاتها.

رسب إعلام الرابع عشر من آذار مجدداً في امتحان الوطنية. رقد طويلاً في حضيض زواريب الطائفية والمذهبية فغفِل عمداً عن استذكار عيد تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني. 25 أيار 2000 التاريخ الذي أعادت فيه المقاومة سيادة الدولة على أراضيها، كان الغائب الأبرز عن صفحات الإعلام الآذاري.

على درب التحرير، قدّمت المقاومة "أغلى ما عندها"، فكان الانجاز أكبر من أن يحتمله البعض. هذا البعض الذي يدّعي شراكته في التحرير وتأييده للمقاومة حين كان العدو الاسرائيلي جاثماً على امتداد الجنوب، ظهر موقفه الحقيقي جلياً في 25 أيار 2016. غاب الانتصار عن صفحات "المستقبل" التي فضّلت في هذا اليوم التاريخي، الغوص في العصبيات العشائرية وممارسة التحريض الأعمى ورمي الزيت على النار. وعوضاً عن مقالاتٍ تمجّد انتصار لبنان على عدوّه، عنونت في "المانشيت": "المستقبل يدين قتل الحجيري: نفخ في الفتنة لا ينصف المخطوفين ولا يعيد الشهداء.. طرابلس تتوافق على الانماء.. وتنورين والقبيات "أم المعارك"".

الوطنية.. ضمير ’منفصل’ عن إعلام ’14 آذار’

صحيفة "المستقبل" في 25 أيار

"العربي الجديد" الصادرة في لبنان، والتي لا تنفك تزايد على المقاومة اللبنانية في العروبة والشعارات القومية، ظهرت اليوم "مثقوبة الذاكرة". لا ذكر على صفحات "العربي" للجنوب وأهله، ولا للمحتل الذي خرج مذلولاً مطأطئ الرأس. ربما خجل عزمي بشارة من أسياده، فكيف له أن يذكِّر قرّاءه بانجازات المقاومة، وهو الذي لطالما حرّض عليها واتّهمها بـ"الإرهاب"، كرمى لـ"العملة الخضراء" الآتية من بلاد "الصحراء"؟!

الوطنية.. ضمير ’منفصل’ عن إعلام ’14 آذار’

"العربي الجديد" في 25 أيار

"الجمهورية" التي يحمل اسمها الكثير من معاني السيادة الوطنية، تناست كذلك الدماء التي نثرت على أرض الجنوب كي يبقى لبنان "جمهورية". استبدلت عيد التحرير بـعنوان على صفحتها الأولى "الفراغ يدخل عامه الثالث". وكما "الجمهورية" كذلك "النهار". قرّر "ديكها" الصياح نحيباً على دخول الفراغ الرئاسي عامه الثاني، في الخامس والعشرين من أيار.

الوطنية.. ضمير ’منفصل’ عن إعلام ’14 آذار’

صحيفة "الجمهورية" في 25 أيار

تجاهلت نايلة تويني "التحرير" وعنونت على الصفحة الأولى "25 أيار: حرروا الرئاسة من أدوات الوصاية". نعم، عندما قررت ابنة جبران تويني رافع شعار "ثورة الأرز"، ان تستذكر تاريخ لبنان المجيد بتحرير أيار، لم تستطع الا أن "تنغّص" فرحة الجنوبيين. لم تر التحرير الا مقروناً بغياب "الرئيس". لا يأبه أزلام المشروع المعادي للمقاومة بأي معايير وطنية، لا بأس لديهم برئيس يملأ الفراغ حتى لو جاء على "الدبابة الاسرائيلية" كما في عام 1982. قاربت تويني الانجاز الوطني من زاوية الهجوم على المقاومة، وهذه موهبة لا يتقنها الا كلّ حقود متأصل في خدمة المشروع "الاسرائيلي" - الأميركي - السعودي في المنطقة.

الوطنية.. ضمير ’منفصل’ عن إعلام ’14 آذار’

صحيفة "النهار" في 25 أيار

لا يخفى على أحد أن معاداة المقاومة وانجازاتها الوطنية والسيادية يأتي في إطار مشروع اقليمي تلعب "14 آذار" دور الأداة فيه. يتظهّر ذلك من خلال الآداء الاعلامي الواحد لهذه القوى. نغمة واحدة تحكم بياناتهم، وعنوان بمضمون أوحد على صفحات جرائدهم، وتقارير بوجهة فريدة على نشرات أخبارهم، والأهم، أن المعيار الذي يحكم هذا الأداء هو "شيطنة المقاومة وتغييب دورها الوطني".

يبقى أن المقاومة ودماء مجاهديها وتضحيات شعبها هي كـ"الشمس الساطعة" كما يقول آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي. ولا يخفى نور الشمس الا على من استقصد العيش في الظل، وارتضى عيش "الذل"، انتهج البراءة من كل انتصار وعزّ وكرامة، لا يصنعها الا شعب عظيم.

 

2016-05-25