ارشيف من :مواقف الأمين العام لحزب الله
كلمة السيد نصر الله في مهرجان عيد المقاومة والتحرير في النبي شيت 25-5-2015
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جيمع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
إني أرحب بكم جميعاً، وأشكركم على هذا الحضور الكبير، وأبارك لكم هذه المناسبة العظيمة، يوم الانتصار الإلهي التاريخي في أيار عام 2000 في عيد المقاومة والتحرير، كما أبارك لكم في هذه الأيام الجليلة والعظيمة ذكرى ولادة مولانا بقية الله في الأرضين حفيد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام المهدي الحجة ابن الحسن العسكري (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء).
أيها الإخوة والأخوات:
أنا في هذه المناسبة، وفي الوقت المتاح، سأتكلم بعدة عناوين:
العنوان الأول: الحديث عن المناسبة.
العنوان الثاني: عن الانتخابات البلدية.
العنوان الثالث: عن الانتخابات النيابية والرئاسية.
والعنوان الأخير: كلمة في وضع المنطقة، كلمة سريعة، وخاتمة.
اليوم، في 25 أيار 2016، أحببنا أن نعود وأن نلوذ وأن نأتي إلى جوار سيدنا وقائدنا الأمين العام لحزب الله، الأمين العام الشهيد، سيد شهداء المقاومة الإسلامية، السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه)، وزوجته الشهيدة المجاهدة والفاضلة السيدة أم ياسر، ونجله الشهيد السعيد حسين، وفي جوارهم روضات الشهداء من أبناء بلدة النبي شيت المباركة والمجاهدة، أحببنا أن نأتي مجدداً إلى أرض البقاع العزيز والغالي والوفي والشريف، لنحيي هذه المناسبة. والصلة بين المناسبة وشهيدنا القائد الكبير السيد عباس والشهداء وأهل البقاع صلة جوهرية وثيقة عميقة.
نحن نصرّ على أحياء هذه المناسبة كل عام، وفي هذا اليوم، لأن ذلك يعطي الإشارة والدليل على أننا شعب حي، أمة حية. الأمة الحية الحاضرة هي التي تتمسك بتاريخها وثقافتها وإنجازاتها وانتصاراتها، بشهدائها، بتضحيات المضحّين، من أبنائها، وتفتخر بهذه الإنجازات، وتربي أولادها وأحفادها وكل الأجيال الآتية على هذه الثقافة وعلى هذه المعرفة وعلى هذا الاعتزاز.
مثلاً، في التاسع من أيار، قبل أيام، في روسيا كانوا يحتفلون بالذكرى 71، نحن الآن في الذكرى السادسة عشر، في الذكرى 71 لما يسمونه عيد النصر في الحرب الوطنية العظمى على الجيش النازي، وهكذا هو حال شعوب العالم وحكومات العالم، عندما يكون في تاريخهم يوجد نصر وطني ونصر تاريخي وانتصار عظيم وكبير، يحتفلون به على المستوى الوطني ويجذّرونه في الوجدان والعاطفة، ويمكنونه فهماً ومعرفة في العقول.
نحن عندما نصرّ على هذا الأحياء، لأنه جزء من تاريخنا وثقافتنا وشخصية بلدنا وأمتنا ومعنوياتنا وقوتنا، أيضاً للحاضر والمستقبل، ليس فقط لتمجيد الماضي، لأن هذه الإنجازات وهذه التضحيات وهذه الانتصارات هي مدرسة عظيمة جداً، يمكن أن نتعلم فيها، نحن نزداد فيها علماً، ويتعلم فيها أولادنا وأحفادنا كيف يواجهون الأخطار والتحديات والتهديدات ويستفيدون من الفرص ويصنعون الإنجازات.
نحن في كل سنة، في عيد المقاومة والتحرير، ندعو جميع اللبنانيين، والآن أجدد الدعوة، أدعو جميع اللبنانيين، ندعو جميع اللبنانيين إلى التعاطي مع هذه المناسبة على أنها يوم وطني بامتياز والتعاطي مع هذا الانتصار على أنه انتصارهم جميعاً.
في مثل هذا اليوم، في مدينة بنت جبيل، عام 2000، نحن أبناء المقاومة، قدّمنا هذا الانتصار لكل اللبنانيين، لشعبنا اللبناني العزيز، للشعب الفلسطيني المجاهد، لأمتنا العربية والإسلامية، لكل أحرار العالم، ولم نحتكر في يوم من الأيام هذا الانتصار وهذا الانجاز، وندعو إلى تحوّله حقيقةً إلى عيد وطني كامل وشامل.
بالمناسبة أنا أشكر دولة رئيس مجلس الوزراء على تعميمه الإداري في هذا اليوم، الذي طلب فيه تعطيل الإدارات والمؤسسات والمدارس، وطلب أيضاً من المدارس والمعاهد والمؤسسات التربوية يوم غد الخميس تخصيص الحصة الأولى من اليوم الدراسي للحديث عن عيد المقاومة والتحرير وهذه المناسبة، وأنا بدوري أتمنى على مدراء المدارس والمعاهد والمؤسسات التربوية أن يفعلوا ذلك.
اليوم صدرت بيانات ومواقف، أمس واليوم، وغداً ستصدر من رؤساء وقادة وزعماء ووزراء ونوّاب وأحزاب وقوى وشخصيات ونخب وجهات متنوعة وشرائح، نحن نتوجه إليهم بالشكر جميعاً.
نحن نتوجّه إلى كل أولئك الذين ـ من اللبنانيين ـ الذين ما زالوا يتجاهلون هذا اليوم وهذا العيد، ويتنكّرون لعظمته وتاريخيته وأهميته، أن يضعوا العصبيّة الحزبية والمذهبية والطائفية جانباً، أن يضعوا الخصومات السياسية في ما بيننا جانباً، ويعيدوا النظر ويعيدوا مراجعة آرائهم ومواقفهم تجاه هذه المناسبة العظيمة التي ـ أعود وأؤكد ـ نريدها أيضا وطنية بحق، وعيداً خالداً في تاريخ هذا البلد الغالي.
أما لماذا نصرّ على هذا الإحياء؟
أولاً ـ وقبل كل شيء ـ لقيمته المعنوية والثقافية والحضارية قبل السياسية والعسكرية. نحن الآن في الذكرى السادسة عشر. لدينا أجيال، لدينا جيل عام 2000 لم يكن مولوداً، شباب وفتيات، "شو بدنا بالشبيبات"، نبدأ 14 سنة 15 سنة 16 سنة، هؤلاء لم يكونوا موجودين، لكن هؤلاء اليوم موجودون في البلد ويتابعون سياسة ويهتمون بما يحدث في المنطقة. لهم رأيهم، وما شاء الله تعرفون في لبنان، الكل يتحدث بالسياسة.
وهناك ناس عندما حدث الانتصار عام 2000 كانوا ما زالوا أطفالاً صغاراً مولودين مثلاً 1999 2000 وما دون 17، 18 سنة 19، 20، 21، 22، 23، أجيال الشباب أو جيل الشباب الحاضر حالياً بين أيدينا، هو لم يعاصر تلك المرحلة، أو لم يدرك، لم يكن وعيه ومعرفته (كاملين)، بحيث يفهم ما يجري من حوله في تلك المرحلة وما حصل فيها وما كان فيها من معاناة وآلام وصعوبات وأخطار على لبنان وعلى شعب لبنان، وخصوصاً على أهل الجنوب وعلى أهل البقاع، وحجم التضحيات والبطولات التي تحققت في ذلك الحين. هذا يجب أن نقدمه في كل سنة وعلى مدار السنة، وخصوصاً في مثل هذا اليوم، لأجيالنا الشابة التي تتحمل مسؤولية الحاضر وتتحمل مسؤولية المستقبل، ولا يجوز أن نحرمهم من هذه الثروة الوطنية.
أيضاً نحن الذين عايشنا تلك المرحلة، نحتاج دائماً إلى المراجعة والاستفادة من العبر والدروس واستخلاصها من أجل الحاضر ومن أجل المستقبل، لأنّ ما نواجهه من تحديات ومن تهديدات ومن أخطار الآن ولاحقاً يتطلب منا أن نكون مسلّحين بالعلم والمعرفة والتجربة من جهة، والثقة والإيمان والتوكل والشجاعة والقدرة والعزم على مواجهة التحديات، لنتمكن من عبورها.
في مثل هذه الأيام يجب أن نستعيد في وسائل الإعلام، وفي نوادينا وتجمعاتنا ولقاءاتنا، تلك المرحلة ونستعرض أسباب الهزيمة الإسرائيلية النكراء، وتحول الجيش الذي لا يقهر إلى جيش يُهزم ويهرب بذلّ من جنوب لبنان، عن الأسباب عند العدو، الأسباب في لبنان وعند المقاومة، وعن نتائج وتداعيات ذلك الانتصار التاريخي الإلهي الكبير على لبنان وعلى فلسطين وعلى المنطقة وعلى مجمل الصراع العربي الإسرائيلي والصراع القائم في المنطقة والمشروع الصهيوني في المنطقة.
هذا لن أستحضره الآن، لكن يجب أن يُستحضر كله، ويجب الاستفادة وأخذ العبرة. هذه تجربة صنعتموها أنتم معنا، أهلنا، شعبنا، بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، وهي جدير أن تبقى حاضرة دائماً في العقل والوجدان والقلب والتطوير والاستزادة والاستفادة.
بعض النقاط فيما يتعلق بالمناسبة، وأيضاً بشكل سريع وموجز، يجب أن أذكّر بها لأهميتها في هذه الأيام:
أولاً: يجب أن نتذكر ونذكر بما فعله العدو الإسرائيلي، الكيان الغاصب، بفلسطين المحتلة منذ بداية تأسيسه إلى اليوم وإلى عام 2000 عام الانتصار، ما ارتكبه من مجازر، ما احتله من أراضي، تهجير، تدمير، قتل، سلب للأمن والأمان، إذلال عشرات الآلاف في المعتقلات والسجون.
أتحدث لبنانياً، دعوا بحث فلسطين جانباً، والحروب العديدة التي شنّها العدو على بلدنا منذ عام 1948 إلى آخرها حرب تموز، وضرب البنى التحتية وتدمير بلدات بكاملها وقوافل المهجرين في كل حرب وفي كل الأحداث. هذا كله ما زال الشهود عليه أحياء، الذين صمدوا والذين صبروا والذين هجّروا، الشهداء ما زالت معروفة أسماؤهم، وأهاليهم موجودون. الجرحى ما زالت جراحهم تشهد وتنطق، الأسرى المحررون، الذين ما زالت اثار السجون تشهد على أجسادهم وأنفسهم، ما زالوا أيضاً أحياء بينننا. هذا يجب أن يبقى حاضراً.
هناك من يريد للبنانيين وشعوب المنطقة أن ينسوا كل جرائم إسرائيل ومجازر إسرائيل وعدوانية ووحشية وهمجية إسرائيل وإرهاب إسرائيل.
في عيد المقاومة والتحرير يجب أن نتذكر ونذكّر بذلك.
ثانياً: يجب أن نتذكر ونذكّر بأن إسرائيل هي العدو الحقيقي والأساسي وستبقى هي العدو، وهي التي تطمع بخياراتنا وأرضنا ومقدساتنا، وهي التهديد الأكبر، وهي التي تتربص بلبنان وفلسطين وكل المنطقة كل يوم، والبعض يريد أن يحوّلها إلى صديق أو إلى حليف.
ثالثاً: كما شعبنا في فلسطين آمن بأن الطريق الوحيد لدفع العدوان وإزالة الاحتلال واستعادة الأرض والحرية والأمن والأمان هو المقاومة الشاملة لا غير، المقاومة الشاملة بكل أبعادها العسكرية والأمنية والسياسية والثقافية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية والشعبية والرسمية، مارس شعبنا فعل المقاومة هذا وكرّسه بقوّة عام ألفين وبعد عام ألفين وخصوصاً 2006، كرّسه بقوّة من خلال معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" وستبقى هذه المعادلة هي عنصر قوة وطننا وشعبنا في هذا الزمن والأزمنة والسابقة والآتية، في زمن طال فيه التخاذل العربي وسيطول التخاذل العربي. هم عندما لم يكونوا يخترعون أعداء آخرين، وما كان هناك عدو إلا إسرائيل تخاذلوا، فكيف اليوم وهم يخترعون أعداء ويفتعلون جبهات، في زمن طال وسيطول فيه التخاذل العربي والتواطؤ الدولي لمصلحة إسرائيل نتمسك بهذه المعادلة لأنها ضماننا الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى.
رابعاً: وهنا بالتحديد، في جوار السيد عباس والشهداء، يجب أن نتذكر وأن نذكّر في مثل هذا اليوم، أنه ما كان للأرض أن تتحرر وللكرامة أن تشمخ وللأمن والأمان أن يحصلا في هذا البلد لولا التضحيات الجسام.
الشعب اللبناني يعرف هذا جيداً، لكن أريد أن أقول لأجيال الشباب والشابات، (عن) هذا الأمن، هذا الأمان، هذه الكرامة، هذه الحرية، وهذا التحرير. الأحد الماضي حصلت في الجنوب انتخابات من الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة إلى عمق الجنوب، إلى الساحل في صيدا، إلى الجبال في جزين بأمن وسلام وأمانة وكرامة وحريّة. هذا الجنوب الذي لم يعرف أمنا وأماناً وكرامةً منذ العام 48، الاعتداءات الإسرائيلية على الشريط الحدودي المحتل وعلى القرى الأمامية المهجرة، القصف الدائم على الساحل، الاعتداءات على الصيادين وعلى الفلاحين، آلاف المعتقلين، عشرات الآلاف من المهجرين، الناس تُقصف في بيوتها وفي مدارسها. من أين جاء هذا الأمن، من أين جاءت هذه الحرية؟ كيف أمكن للجنوب يوم الأحد أن يقيم أعراساً للديمقراطية من خلال الانتخابات البلدية؟ هل جاء هذا بالمجان؟ هل جاء نتيجة مساعي جامعة الدول العربية ـو منظمة المؤتمر الإسلامي أو مجلس الأمن الدولي أو الولايات المتحدة الأميركية أو جهود الاتحاد الأوروبي أو أو ..؟
أبداً، هذا الذي حصلنا عليه في مثل هذا اليوم وما زلنا نحافظ عليه إنما جاء نتيجة التضحيات الجسام، من كثيرين طبعاً، ليس من الجميع، ولكن من كثيرين، حركات وأحزاب وفصائل، شهداء وجرحى وأسرى في السجون، وبيوت وأهل وأصحاب، بيوت دمرت وأرزاق هدمت ومهجرون وصامدون وصابرون، هذه التضحيات الجسام، هذا النصر هو الذي أعطانا هذا الإنجاز، هذا لم يأتِ بالمجان، لم يأتِ بالتمنيات ولا بالخطابات ولا بالكلام، إنما جاء نتيجة الفعل الجهادي المقاوم، الممتد، الدؤوب، المواظب، المضحّي، الكريم بتضحياته، من هنا جاء هذا الإنجاز.
سيد شهداء المقاومة السيد عباس وأم ياسر وحسين والشهداء في جوارالمرقد شهود على هذه الحقيقة. هذا البقاع الوفي، اذهبوا إلى كل بلداته، إلى أغلب بلداته، ستجدون في مقابر كل بلدة روضات للشهداء، وهكذا في الجنوب، وهكذا في أماكن أخرى من لبنان. هذا يجب أن يبقى حاضراً في عقولنا وفي وجداننا.
لم يمنّ علينا أحد بالانتصارالذي صنع عام ألفين أبداً، هذا كان من فضل الله علينا وعلى الناس ومن بركاته ونصره وعونه وتأييده لأن شعبنا حقق الشرط (إن تنصروا الله ينصركم) (وإن ينصركم الله فلا غالب لكم ) وما حصل في هذا اليوم هو تحقيق لأحد مصاديق الوعد الإلهي للمجاهدين والمقاتلين والمضحّين والصادقين والمخلصين والصابرين والمعطين بلا حدود، الوعد لهم بالنصر والتثبيت والغلبة، ولو كانوا فئة قليلة.
السيد عباس، منذ الأشهر الأولى لقيام المقاومة في لبنان، كان يعدُ بالنصر، مع أن المعطيات الميدانية ما كانت تقول ذلك، لأنه كان يؤمن بآيات الله ويثق بوعد الله الذي لا يتخلف على الإطلاق. إذاً هذه أيضاً واحدة من النقاط التي يجب أن نؤكد عليها.
خامساً: في هذا اليوم، ومن خلال مشهد الانتصار العظيم في الجنوب، والهزيمة المذلّة للصهاينة والعملاء، يجب أن نكرّس الثقة، ثقتنا بالله وبأنفسنا، وبقدراتنا الذاتية. نعم نحن بلد، جيش وشعب وقوى أمنية ودولة، نستطيع أن ندافع عن بلدنا ونستطيع أن نحمي بلدنا ونستطيع أن ندفع العدوان عن بلدنا ونستطيع أن نرفع رأس بلدنا عالياً، ونستطيع أن نواجه كل التهديدات والتحديات، و"ما حدا" في هذا الزمن يجبّن الناس ويخوّف الناس ويثبّط عزائم الناس، ويقول لهم يجب أن نبحث عن ضمانات لحماية بلدنا وشعبنا ومكوّنات شعبنا، لأنه للأسف إحساس مكوّنات شعبنا بالخطر متفاوت، أن يقول لهم نأتي بضمانات من الخارج. ممّن؟ من أمريكا ومن الغرب؟ من أوروبا؟ من الدول العربية، وهي التي وضعت شعوب المنطقة في مسلخ الذبح، بعضها من أجل مصالحها وبعضها من أجل مالها وبعضها من أجل أحقادها؟
ضمانتنا هنا، قوتنا هنا، هي التي يجب أن نثبّتها في يوم المقاومة والتحرير.
سادساً: إن معادلة القوّة هذه مستهدفة اليوم، ليس اليوم، منذ سنوات، مستهدفة في لبنان، كما أن كل محور المقاومة والقوة للأمة في هذه المنطقة مستهدف.
الآن أتكلم عن لبنان، الجيش، هناك من لا يريد أن يكون للبنان جيش قوي، الجيش مستهدف في قوته، والشعب يُعمل دائماً على تمزيقه وتعميق جراحه بالتحريض اليومي المذهبي والطائفي، حتى الحوادث الشخصية يتم التحريض من خلالها مذهبياً وطائفيا لتمزيق شعبنا، والمقاومة أيضاً مستهدفة بقوتها وبوجودها.
الجميع معني بأن يحافظ على عناصرالقوة هذه، أن يمكّنها، أن يمتّنها، أن يدافع عنها، أن يتضامن معها. ولكن بالحد الأدنى، البعض الذي لا يؤمن بهذا، نحن نقول له: لا نريد أن تتضامن ولا أن تقوّي ولا أن تحفظ ولا أن تدعم، ولكن بالحد الأدنى أن لا تتآمروا. فليكفّ البعض ـ تحت الطاولة وفوق الطاولة ـ في الداخل اللبناني عن التآمر على المقاومة وعلى الجيش وعلى الشعب. ولكن أخصّ بالذكر المقاومة التي كانت وما زالت في دائرة الاستهداف، لأن هذا لا ينفع لبنان، إنما ينفع إسرائيل فقط.
سابعاً: يجب أن لا ننسى، يجب أن نذكّر في الإطارالوطني اللبناني، ببعض المسؤوليات أيضاً في يوم المقاومة والتحرير. يجب أن نذكّر أنّ لدينا أرضاً ما زالت تحت الاحتلال، هي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والجزء اللبناني من بلدة الغجر، الممنوعة عن السيادة اللبنانية، وأن لدينا أسرى ومفقودين، إذا لم نجزم لأنه هناك نقاش حول هذا الموضوع، هناك عدد من الشباب، من الجنوب، من الشمال، من أماكن أخرى، حتى الآن مصيرهم غير محسوم، قد يكونون على قيد الحياة، قد يكونون أسرى، قد يكونون شهداء، هناك عدد من المفقودين ما زالت عائلاتهم تنتظر. هناك أجساد شهداء ما زالت في يد العدو، وأيضاً على المستوى القانوني والأخلاقي هناك مسؤولية لبنانية تجاه الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين تمّ تسليمهم لإسرائيل وما زالت تحتجزهم. هذه مسؤوليات يجب أن لا تُنسى.
والنقطة الأخيرة قبل أن أختم في المقطع المرتبط بالمناسبة هي الحديث مع أهلنا في فلسطين:
في بنت جبيل، عام ألفين، توجهنا إليهم، أهدينا إليهم الانتصار، ولا شك ـ في ذلك اليوم ـ أن الشعب الفلسطيني كان من أسعد شعوب العالم بانتصار المقاومة في لبنان، "ما فيه شك" لأنه فتح له باب الأمل من جديد، رأى هذا العدو الذي قهر وأُذلّ واعتدى يُقهر ويُهزم، وكانت الانتفاضة. سريعاً ما انطلقت الانتفاضة في فلسطين، انتفاضة الأقصى، وتطورت إلى مقاومة في غزة، وتحرر قطاع غزة.
إلى شعبنا الفلسطيني، في مثل هذه الأيام، أودّ أن أتوجّه بالقول، وأقول لهم: احذروا من كل أولئك الذين يستغلون الالتباسات الموجودة في المنطقة، في الصراع الحالي، ويريدون تحويل إسرائيل إلى صديق وحليف، أيّا تكن الحجج .
يا أهلنا في فلسطين: احذروا من كل أولئك الذين يريدون، بل فعلوا وغيّروا مسارالمعركة.
يا أهلنا في فلسطين: لاتراهنوا على كل أولئك الذين خذلوكم منذ ما يقارب 70عاماً، وفي الآتي من الأيام لن ترَوا منهم لا دعماً ولا نصراً ولا عوناً، ولو كان فيهم خير لبان وظهر خلال 70 عاماً.
يا أهلنا في فلسطين: إن خلاصكم الوحيد هو في وحدتكم ومقاومتكم وصمودكم.
يا أهلنا في فلسطين: إن الذين كانوا معكم من إيران، إلى سوريا، إلى المقاومة في لبنان، إلى كل أبناء محورالمقاومة في المنطقة، سيبقون معكم، وأيّاً تكن الالتباسات. وأنا أقول لكم ـ بكل يقين وبكل صدق ـ محور المقاومة في هذه المعركة الدائرة في المنطقة لم يهزم، محور المقاومة في هذه المعركة القائمة في المنطقة سينتصر وستعود راية فلسطين لترتفع، وقضية فلسطين لتكون محورالصراع الوحيد والحقيقي في المنطقة، وهذا اليوم آت إن شاء الله.
قبل أن أنتقل إلى بقية العناوين، أود أن أقول إننا جئنا إلى جوار السيد عباس وإلى البقاع، لأن البقاع كان دائماً ـ رغم موقعه الجغرافي الخلفي ـ كان دائماً في الخطوط الأمامية، هو وأبناؤه ورجاله وعوائل شهدائه وجرحاه وأسراه وقراه ومعسكراته التي كانت تقصف أيام المقاومة.
جئنا إلى البقاع لأن البقاع كان جزءاً أساسياً من المقاومة، جزءاً أساسياً من الانتصار، وجزءاً أساسياً من ما بعد الانتصار.
جئنا إلى البقاع لأن البقاع كان أساسياً في حفظ إنجازات هذه المقاومة بعد العام 2000، وكان سنداً حقيقياً لهذه المقاومة في مواجهة كل التحديات وفي مواجهة كل الأخطار.
هذا البقاع الوفي كان وفياً وما زال وفياً وسيبقى وفياً، وهو اليوم قدّم ويقدّم على مدى السنوات الماضية، ويشكّل جبهة أمامية في وجه التهديد الآخر الذي ابتلي به لبنان وسوريا والمنطقة، وفي نهاية المطاف فلسطين، في مواجهة المد التكفيري الوحشي الذي يقتل ويرتكب المجازر ويشقّ الصدور.
البقاع اليوم في الخط الأمامي من السلسلة الشرقية، إلى الجرود، إلى القلمون، إلى العمق في سوريا، يقدم الشهداء دفاعاً عن لبنان وعن كل لبنان. وهؤلاء الشهداء الذين سقطوا ومضوا، وكان آخرهم القائد الشهيد السيد مصطفى بدرالدين، هؤلاء هم أيضاً في هذه المعركة كما في معركة الجنوب دفعوا عن لبنان الأخطار الإسرائيلية وصنعوا النصر. في هذه المعركة هم يدفعون عن لبنان الأخطار التكفيرية، وصنعوا حتى الآن الانتصار تلو الانتصار على طريق الانتصار النهائي الآتي إن شاء الله.
هذا هو البقاع، هؤلاء هم أهله، وسيبقون كذلك أبد الدهر وأبد الآبدين.
كلمة في الانتخابات البلدية، أيضاً نقاط سريعة.
أولاً: أجدد الشكر لأهلنا في محافظتي بعلبك - الهرمل والبقاع وفي بيروت وفي جبل لبنان، كما أتوجه بالشكر إلى أهلنا في محافظتي الجنوب والنبطية على المشاركة الواسعة والفعّالة في الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت خلال هذه الأسابيع. كما أشكر الجميع على محبّتهم وعلى دعمهم والتزامهم وتصويتهم الواسع، ما أدى إلى هذا النجاح المنقطع النظير للوائح الوفاء والتنمية في جميع المناطق والمحافظات بالأغلبية الساحقة، سوى بعض الاستثناءات المحدودة والطبيعية جداً.
ثانياً: ترتبت على الانتخابات البلدية نتائج سياسية مهمة. طبعاً الخطاب ليس لذكر كل هذه النتائج، وإنما أريد أن أقف عند بعضها. من جملتها ـ وهو ما أحتاج إلى التأكيد عليه اليوم ـ ما يرتبط بالتحالف الذي كان قائماً في الانتخابات البلدية بين حزب الله وحركة أمل، وكذلك مع بقية الحلفاء والأصدقاء. ولكن أريد أن أحكي عن تحالف أمل حزب الله، لأنه خلال الأيام القليلة الماضية يتم التركيز عليه من خلال الإعلام وبعض التحليلات وبعض القراءات وبعض الأحاديث، لأقول: فلنجرِ قراءة موضوعية، لا بأس.
أولاً: أنا أدعي أن نتائج الانتخابات البلدية أكدت قوة ومتانة هذا التحالف، وأظهرت أن هذا تحالف قوي ومتين جداً. الكل يعرف ـ أنتم الموجودون والذين يسمعون، كلكم شاركتم بالانتخابات البلدية ـ أن أصعب انتخابات هي الانتخابات البلدية، (الانتخابات) النيابية مفهوم العدد وتحالفات سياسية و"يمشي الحال"، (الانتخابات) البلدية لا، عندك التعقيد الذي بالبلد وعندك العائلات وعندك تمثيل عائلات وتمثيل أحزاب والشخصيات والنخب وحتى داخل العائلات أجباب وما شاكل. شيء معقد جداً. أن ينجز فريقان سياسيان استحقاقاً بهذا المستوى من التعقيد من جهة، وبهذا المستوى من النجاح من جهة أخرى، هذا يدل على متانة العلاقة والقوة في الثقة والتحالف بينهما. طبعاً لماذا أحكي عن هذه النقطة؟ لأنه لها أثراً سياسياً بعد قليل:
واحد: إن اللجان المشتركة بين حزب الله وحركة وأمل أنجزت خلال أسابيع قليلة كل شيء، تعرفون أن الناس لم تكن متحمسة، هناك انتخابات بلدية، هناك، ليس هناك، قبل عدة أسابيع من الانتخابات، بدأ الناس يركّبون مكنات ويشتغلون. إذاً خلال أسابيع قليلة تم تشكيل لوائح في مئات البلدات، مئات البلدات اللبنانية، مع هذا التفصيل المعقد.
اثنين: لنتحدث عن اللوائح في المدن، لأنه الآن يمكن أن يأخذ أحدهم ضيعة من هنا وضيعة من هنا ويبني عليها تحليلاً وطنياً. فلنكن موضوعيين، ونحكي بالأرقام.
المدن التي مجالسها البلدية 21 لوائح الوفاء والتنمية كلها نجحت، الآن في مكان ما أصبح هناك خرق واحد، "ماشي الحال، له ملابساته". البلدات الكبرى في كل لبنان، يعني التي مجالسها البلدية ،18 كل لوائح الوفاء والتنمية نجحت فيها، ممكن في بلدة أو بلدتين حصل هناك خرق أو خرقان. أما في بقية البلدات، فالأغلبية الساحقة من هذه اللوائح نجحت.
هذا إنجاز كبير، هذا إنجاز عظيم، وهذا يدل على مدى قدرة حزب الله وحركة أمل وبقية الحلفاء والناس أيضاً، لأننا نحن لم نفرض شيئاً على الناس. أبداً، هناك قرى أجريت فيها انتخابات لأنه كان هناك مقابل اللائحة شخص واحد فقط أصرّ أن يترشح، هل ضغط عليه أحد لينسحب؟ أهدده أحد لينسحب؟ يأتون ويقولون لك السلاح، ومشكلة السلاح في الانتخابات، حسناً ضُيعنا مليئة بالأسلحة يا أخي، لا أحد جاء لواحد، هناك ضيع بكاملها لم يكن فيها لوائح مقابلة، كان فيها أفراد مستقلون، "خلص راكب راسو ومقتنع ومعتبر في أحسن الأحوال مسؤوليته الوطنية أن يترشح"، أجاء حزب الله وأمل وضغطوا عليه وهددوا وخطفوا واعتقلوا وأرهبوا لينسحب، لنجري الانتخاب بالتزكية؟ لم يحصل.
من شواهد متانة هذا التحالف وقوته هو أنه في البقاع عشرات البلديات كانت تزكية، يعني الناس متعاونة إلى أبعد حد، حتى مرشح مقابل لائحة ينسحب. عشرات البلديات في الجنوب بالتزكية، أهذه ليست من نقاط القوة!؟ هذه نقاط القوة الحقيقية.
الآن، نعم هناك بعض البلدات، "التي كلها على بعضها" لا يصل عددها ـ يعني أريد أن أحتاط ـ إلى عدد أصابع اليدين. "أنه والله" هذه الضيعة يا أخي تركناها لأنها معقدة، معقدة بصراحة: العائلات، حركة أمل ببعضهم، حزب الله ببعضهم، أتريدين شفافية أكثر من ذلك؟ آخر شيء قال (المعنيون) يا أخي هذه اتركها، هذه صعبة، هذه صعبة، عدة ضيع تركناها، و"طبّشوا" بعضهم بالانتخابات والحمد لله لم يحصل مشاكل. وهناك عدة ضيع ـ لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ـ اللائحة المتوافق عليها حصل فيها مشكلة، كل هذا الموضوع على بعضه (حصل في) عدة ضيع ومجالسها البلدية ممكن 9 أو 12 أو 15 أو ما شاكل.
يأتي البعض ليأخذ جزئية من هنا ومن هناك ويبني عليها ناطحات سحاب من الأوهام. خاب وهمكم، خابت أوهامكم. لا، هذا المستوى من الإنجاز يبنى عليه ناطحات سحاب من القوة والمتانة والثقة والعلاقة الثنائية والعلاقة الثلاثية والرباعية والخماسية مع بقية الحلفاء، ويعبر أيضاً عن مدى الثقة الشعبية والجماهيرية الكبرى التي تحظى بها هذه الجهات التي تستطيع أن تحقق إنجازاً من هذا النوع في انتخابات معقّدة وتفصيلية بهذا المستوى.
طبعاً هذا الأمر، لماذا أحببت أن أقف عنده قليلاً لأقول، أن هذا يُبنى عليه، نحن حتى في الانتخابات البلدية ـ لا بأس لنحلّ بعض القطب ـ هناك أناس قالوا تكليف شرعي، من حكى منا عن تكليف شرعي؟ من قال للناس تكليف شرعي؟ نعم نحن قلنا: التزموا باللوائح، نحن حزب بالنهاية، من حقنا أن ندعو أفرادنا وجمهورنا إلى الالتزام باللوائح، لكن لم يأتِ أحد ليقول للناس تكليفكم الشرعي وما شاكل أبداً.
نحن بهذا، كنا نقول من خلال هذا التحالف وهذا الائتلاف، نحن نعمق العلاقة، هذه العلاقة هي التي تحفظ انجاز الانتصار.
تصوّروا بلداتنا وقرانا، الآن في كل الأماكن خصوصاً في الجنوب، أن هناك خصومة في كل بلدة وفي كل مدينة، حزب الله شكّل لائحة لوحده ومعه حلفاء، حركة أمل شكّلت لائحة لوحدها ومعها حلفاء، ونذهب على انتخابات بلدية وما شاكل، وبعض الناس يمكن أن يتعاطوا بشيء من الصعوبة، بهذا المناخ، بهذا الظرف. قبل هذا المناخ وهذا الظرف كنا نقول من أجل تحصين إنجازات 25 أيار 2000 يجب أن نؤكد ونكرّس هذا التحالف، فكيف وفي هذه الظروف الصعبة والقاسية التي تمر بها منطقتنا؟
يبقى حتى النقاش بموضوع النسب، حسناً، هناك مجموعة عوامل خذوها بعين الاعتبار، نحن طبعاً تقييمنا بأن نسبة المشاركة عالية جداً وجديّة جداً من الناحية المنطقية، لأن هناك عوامل خذوها بعين الاعتبار:
العامل الأول: الذين يحسبون النسب المئوية 50 و60 و 70 و40، أنتم تقولون إن هناك مئات الآلاف من اللبنانيين موجودون في الخارج، هؤلاء محسوبون بالنسبة المئوية، وفي الانتخابات البلدية لا أحد سيأتي بهم لينتخبوا، إلا بعض الأغنياء نعم أتوا بالبعض، بعض الأغنياء أتوا بمغتربين انتخبوا، عدد قليل، حسناً هؤلاء تحسبونهم في النسبة المئوية.
العامل الثاني: بالحد الأدنى أريد أن أحكي على ساحات الانتخابات الذي اشتغل فيها تحالفنا، بالأعم الأغلب لا يوجد لوائح منافسة، هناك لوائح ضعيفة أو مستقلون والناس اعتبروا أن الفوز حاصل على كل حال، ومع ذلك تصل النسبة في هذه البلدة أو تلك إلى 50 و 45 و 58 و 39، هذه نسبة محترمة جداً ولها دلالاتها الشعبية والسياسية.
وهناك عامل ثالث، لا أحد يحكي عنه، مخبأ، لكن معروف، أن هذه الانتخابات البلدية هي انتخابات لم تكن فيها النقليات مؤمنة عند أغلب القوى السياسية، لأن الكل عنده مشكلة مال. تمام، وبالتالي لما جاء الناس إلى صناديق الاقتراع في البقاع، وبالرغم من أنه في أغلب البلديات لم يكن هناك منافسة حقيقية، لم يكن هناك معركة حقيقية، وعندما ذهب الناس من بيروت إلى الجنوب، ذهبوا بأموالهم الشخصية، لا يوجد قوى فيها مكنات سياسية جهّزت نقليات مؤمنة في أغلب الأحوال.
إذا أخذنا كل هذه العوامل بعين الاعتبار، نحن نعتبر أن النسبة المحقّقة هي نسبة محترمة وكبيرة، ويجب أن نتوجه فيها بالشكر إلى أهلنا وإلى إحساسهم بالمسؤولية الوطنية وحركتهم النشيطة. ليس مثل بعض الناس الذين يقرّعون الشعب اللبناني ويعتبرون أنه ليس جديراً وأنه "تنبل" وكسول في ممارسة حقه الديمقراطي.
عبروا عن هذا الإحساس بالمسؤولية، أعلى نسبة تصويت حتى الآن بين الأقضية هو قضاء بعلبك 61%، ويقترب الى 62%، هذا كله يجب أن يٌقرأ ويجب أن يٌنظر إلى دلالاته.
من جملة النتائج السياسية للإنتخابات البلدية، بقي أمران يجب التأكيد عليهما:
الأمر الأول: في كل القرى والمدن، واجب العلماء، والأحزاب، والقوى السياسية، والحكماء، والنخب، والعقلاء، بكل بلدة أن يلمّ الناس بعضهم.
للأسف الشديد، داخل بعض الأماكن، وداخل بعض القرى، يوجد تداعيات غير سليمة، وهذه التداعيات ـ بالمناسبة ـ هي في القرى التي تٌركت كي تشكّل فيها لوائح عائلات، في بعض الأماكن ـ إلى الآن ـ ما يزال يحدث أحياناً إطلاق نار. العقلاء جميعهم مسؤولون أن نلم هذه الأمور. وأنا بدوري أقول لكل الناس في كل البلدات: الإنتخابات البلدية انتهت، ما زال هناك الشمال، فاز من فاز، والذي فاز عليه حمل مسؤولية. انتهت الإنتخابات ولا يجوز أن يُبنى عليها عداوات، لا بين العائلات ولا بين أبناء العائلة الواحدة ولا بين الأرحام، قطيعة الرحم حرام، صلة الرحم واجبة، هذا داخل العائلة. يجب أن نعود ونتذكر حق الجار، نحن مجتمع واحد، بيئة واحدة، شعب واحد، أمامنا تهديدات وأخطار. يجب أن يعالج هذا الملف في أسرع وقت ممكن، إذا كان لا يزال يوجد في مكان من الامكنة تحسس ويوجد زعل أو شيء آخر يجب معالجته بالسرعة الممكنة.
والأمر الثاني في موضوع الإنتخابات البلدية أن المجالس البلدية المنتخبة باتت في دائرة المسؤولية، الناس تسألها وتحاسبها، ويجب أن تطالبها على مدى 6 سنوات، وليس أن تنتظر إلى الإنتخابات بعد 6 سنوات لتطالبها وتضغط عليها. القوى السياسية المعنية من حزب الله وحركة امل وبقية القوى معنية أن تتابع هذه البلديات لأنه يوجد الكثير من البلديات الناس أعطوها الثقة، وصوّتوا لها لثقتهم بالجهات السياسية. يعني نحن لدينا مسؤولية، وأيضاً أنا أجدّد الوعد بأن نعمل أفضل وأكفأ من أي وقت مضى لإنتاجية أفضل في المجالس البلدية الجديدة. ولكن نفس رؤساء البلديات، ونواب الرؤساء، وأعضاء المجلس البلدي، عليهم مسؤولية تجاه الناس الذين أعطوهم الثقة، وتجاه القوى السياسية التي رشحتهم، وأيضاً تجاه الجهات المعنية في الدولة. يوجد مسؤوليات قانونية معنوية، وقبل كل شيء ومع كل شيء اليوم أذكّر كل الفائزين بأنكم تتحملون مسؤولية شرعية أمام الله يوم القيامة وفي الدنيا، وسُتسألون عن هذه المواقع التي وصلتم اليها بفعل تصويت الناس وثقة الناس وتضحيات الناس، الذين دفعوا من جيبهم "مصاري" ليذهبوا وينتخبوا، الذين وقفوا تحت الشمس لساعات حتى جاؤوا وانتخبوا، والذين إختاروكم أنتم بالتحديد. يوم القيامة سيسألكم الله ماذا فعلتم بهذه الأمانة؟ وكيف تحملتم هذه المسؤولية؟ وهل قمتم بالواجبات البلدية، والإدارية، والإنمائية، تجاه هؤلاء الناس الأشراف الذين منحوكم ثقتهم؟ هذا الإحساس يجب أن يكون حاضراً دائماً على مدار الساعة عند جميع المنتخبين، والفائزين في المجالس البلدية والاختيارية.
المقطع الثالث: الإنتخابات النيابية والرئاسية.
أيضاً بإختصار شديد، من نتائج الإنتخابات البلدية أنها حلّت مشكلة من مشكلتين، عندما كان الناس يذهبون إلى التمديد في لبنان كانوا يقولون يوجد مشكلتان:
1ـ الوضع الأمني، لا نعلم ما يحصل.
2ـ الخلاف على قانون الانتخاب.
الإنتخابات في البلدية ـ كما قلنا ـ أصعب وأعقد من الإنتخابات النيابية، هذه قد مرت، تمام، بألف خير، والحمد لله، رغم كل ما كان يجري في المنطقة حصلت إنتخابات بلدية هادئة، وسليمة، وديموقراطية، ونزيهة، وبحريّة تامة، وأقل شكاوى ممكنة في لبنان، والإنتخابات النيابية أسهل، ولكن هذه الحجّة قد إنتهت.
بقيت المشكلة الثانية، التي هي مشكلة القانون. نحن نطالب بقانون انتخاب جديد، ودولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري يسعى دائماً، ويبذل الآن جهوداً مضنية من أجل أن يصل مجلس النواب إلى قانون إنتخابات جديد، ونحن نصرّ على ذلك.
بعض الناس صار عندهم إلتباس حول موضوع الستين. كلا، نحن لا نؤيد قانون الستين، ونطلب بإلحاح استبدال هذا القانون بقانون عصري، بقانون حديث، بقانون صحيح، ونصّر على قانون إنتخابات جديد.
طبعاً قانون الإنتخابات الجديد الذي نصرّ عليه نحن والعديد من الحلفاء والقوى السياسية في لبنان هو الذي يعتمد النسبية بشكل كامل.
أقول كلمتين موجزين ولكنهما مفتاح: عندما يقال العبور إلى الدولة، إعادة تكوين السلطة، انتخاب رئيس جمهورية على درجة عالية جداً من الأهمية ويجب أن يحصل، فالعامل الأهم الآن في إعادة تكوين السلطة هو قانون انتخاب جديد يجري على أساسه إنتخاب مجلس نواب جديد، هذا يقوم بإعادة تكوين السلطة، قانون انتخاب جديد يؤمن أوسع تمثيل ممكن، وأصحّ تمثيل ممكن، وهو فقط وفقط الذي يعتمد النسبية. الذي يريد صحة التمثيل يجب أن يقبل بالنسبية، وليس أن يقوم بحسابات حزبية. انظروا إلى حزب الله، في حال حصول انتخابات على أساس نسبي كتلتنا النيابية ستنقص، وحركة أمل في حال حصول انتخابات على أساس نسبي كتلتها النيابية ستنقص، أو إذا أردت أن أحتاط، أقول أغلب الظن أن الكتل النيابية الخاصة بنا ستنقص، ومع ذلك نطالب بالنسبية.
يوجد بعض الناس يتكلمون عن الثنائية الشيعية، الإلغائية، الإقصائية. كلا، أنا أقول لكم: أولاً هذه الثنائية مدح، هنا مدح في مقابل الذي يصرّون على الأحادية في أماكن أخرى ويرفضون أي شريك، وأي فريق آخر في طائفتهم أو في منطقتهم، أيها أفضل: الأحادية أو الثنائية؟ أيها يوجد بها التوسعة وصحة التمثيل: الأحادية او الثنائية؟
اليوم إذا أجرينا إنتخابات على قاعدة النسبية، حتى في الدائرة الشيعية قد يأتي مكوّن شيعي جديد، قد يأتي تكتل شيعي نيابي جديد، الله أعلم، نحن سنحترم هذا المكوّن الجديد ونتحول إلى الثلاثية. لكن لماذا ترفضون أنتم النسبية؟ لأنكم بصراحة، وبدون مجاملات، تصّرون على الإستئثار والأحادية في طوائفكم ومناطقكم، ولأنكم ترفضون أن يتمثل في المجلس النيابي، وفي الحياة السياسية، شخصيات، وبيوتات، وقوى، قد لا تحصل على 50% زائد واحد ولكنها تحصل على أربعين وثلاثين وفوق العشرين بالمئة. المنطق اليوم هو أن النسبية تؤمن أوسع تمثيل. الكل يأتي إلى المجلس النيابي، ويأتي الكل إلى الحياة السياسية، والكل يأتي يريد أن يشارك ببناء الدولة، ولا يستبعَدُ أحد، ولا يُقصى أحد له حيثية شعبية في الشارع، أي أحد لديه حيثية شعبية فالنسبية تحمله إلى مجلس النواب، وتجعل منه شريكاً في إعادة تكوين السلطة، أما غير ذلك فهو إصرار من بعض الزعماء على الاستئثار، وعلى الفردية، وعلى الأحادية، ولا يمكن أن يبني دولة، لا الآن ولا بعد خمسين عاماً ولا مئة عام.
هذا مطلبنا وهذا موقفنا، لكن إذا إنتهت مدة المجلس النيابي الحالي، نحن مع إجراء الإنتخابات النيابية في أي وضع كان، لا يوجد فرصة للتمديد، لا يوجد مجال للتمديد، لا يوجد منطق للتمديد.
ثم في موضوع توقيت الإنتخابات النيابية والرئاسية، بالنسبة لنا لا مشكلة إذا حصلت الآن إنتخابات رئاسية. نحن نؤيد، وندعم، ونساند، غداً لا مشكلة، بعد أسبوع لا مشكلة.
يعني الإنتخابات النيابية قبل أو الإنتخابات الرئاسية قبل لا يوجد مشكلة، يجب أن تحصل كلا الإنتخابات، أي استحقاق يأتي وقته وأصبح ممكناً، الإستحقاق الرئاسي وقته قائم، في أي لحظة يكون ممكناً يجب أن يٌنجز، وعندما يأتي وقت الإستحقاق النيابي يجب أن ينجز، لا يجوز أن نذهب مجدداً إلى أي شكل من أشكال التمديد.
تبقى نقطة في موضوع الانتخابات الرئاسية، وهي إننا نسمع يومياً تصريحات، وبيانات، ووسائل الإعلام متابعة في هذا الموضوع، أن حزب الله يتحمل مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية من خلال موقفه.
طبعاً هذا الأمر ـ أود أن اقول لكم ولهم ـ هو شكل من أشكال الحرب النفسية علينا، والضغط النفسي على حزب الله، ليتخلف عن التزاماته الأخلاقية والسياسية، وحزب الله لن يتخلّف عن التزاماته الأخلاقية والسياسية، الآن الناس "تقعد وتتفاهم وتصل إلى نتيجة" نحن مع التفاهم. إذا لم يحصل تفاهم فنحن عند التزاماتنا الأخلاقية والسياسية، وكل هذا الصراخ والاتهامات لن تقدم ولن تؤخر في شيء.
أعيد وأقول: من يريد أن ينجز هذا الاستحقاق السياسي في أسرع وقت عليه أن يتحرك ويذهب ويناقش ويفاوض ويحاور، لا أن يدير ظهره. إدارة الظهر واتهام الآخرين بتعطيل الانتخابات الرئاسية لن يحقق انتخابات رئاسية في لبنان.
المقطع الأخير قبل الخاتمة في وضع المنطقة: أيضاً كلمتان، لا أريد أن أطيل عليكم، لأنه في الأسابيع الماضية تحدثنا كثيراً عن هذا الموضوع. من الواضح ـ هاتان الكلمتان فقط لنكون في حالة يقظة وحذر ومتابعة ووعي للأحداث في منطقتنا ـ يبدو أننا من الآن إلى تشرين الثاني المقبل 2016، يعني إلى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، أي بقية الربيع والصيف وبداية الخريف، المنطقة ذاهبة نحو "الحماوة".
لا أحب أن أقول لكم هذا، لكن هذه هي الحقيقة، حتى نتحمل المسؤولية. في العادة عندما تكون هناك انتخابات رئاسية هناك دماء يجب أن تسال لتتحول إلى أوراق انتخابية في صندوقة الانتخابات الرئاسية الأميركية.
الإدارة الأميركية الحالية، الإدارة الديموقراطية هي بحاجة إلى إنجازات في الخارج، إنجازات سياسية أو إنجازات عسكرية، لتستفيد منها وتوظّفها في معركة الانتخابات الاميركية لتبقى في السلطة.
يعني "الله يكون في عون المنطقة وشعوب المنطقة". الأمور إلى أين يمكن أن تذهب؟ حتى في الانجاز السياسي هي (الإدارة الأميركية) لا تبحث عن إنجاز سياسي لمصلحة شعوب المنطقة، هي تريد أن تضغط من أجل أن تقدّم انتصارات لسياساتها في المنطقة التي لا تنسجم مع مصالح شعوبها. هذا يعني أنه خلال هذه الفترة، المنطقة ستذهب إلى المزيد من الضغط، إلى المزيد من التصعيد، وهذا ما نجده الآن في الساحات المختلفة.
كل شخص، وكل فريق سيحاول أن يمسك أوراق قوة أكثر في انتظار نتيجة الانتخابات أو العودة لاحقاً إلى طاولة المفاوضات.
في سوريا، لا يوجد موعد جديد لمفاوضات في جنيف. المؤتمر الأخير ركّز على وقف إطلاق النار المتداعي والموضوع الإنساني. الأميركيون يضغطون لتحقيق مصالحهم على حساب الآخرين. الهدنة ووقف إطلاق النار في خطر، والجماعات المسلحة في أكثر من جبهة تفتح النار وتسقط هذه الهدنة. بالسياسة الأمور تنتظر، المزيد من السيارات المفخخة التي لا ترحم أحداً، وآخرها المجزرة البشعة التي شهدناها في مدينتي طرطوس وجبلة، هذه سوريا.
الأمور في سورية ليست واضحة.
الطرف الآخر، بالعكس، يريد أن يذهب إلى المزيد من المواجهة، وبالتالي سوريا ـ قيادةً وجيشاً وشعباً ومحوراً ومقاومةً ـ معنيون بأن يكونوا مستعدين أكثر للحفاظ على ما أنجز، وتحقيق إنجازات أكثر، ومنع المحور الآخر والجبهة الأخرى من تحقيق ما يصبون إليه.
في العراق بدأت الحروب والمعارك الآن، ويبدو أنها ستستمر. وفي كل الأحوال ما يجري في العراق، ما يجري في سوريا، يحمل معه بشائر نصر هنا وهناك. ونهايات "داعش"، الفصيل الأكثر دموية والأكثر توحشاً والذي عقله وروحه موجودة أيضاً في الفصائل الأخرى، يبدو أن نهايته تقترب إن شاء الله.
في اليمن، رغم مفاوضات الكويت، يومياً هناك حشود وجبهات ومحاولة استفادة من الفرصة وتغيير الوقائع في الميدان.
فلسطين المحتلة، الآن، الكلّ يحلل: ليبرمان المتعجرف، المعتوه وزيراً للحرب في حكومة نتنياهو المتشددة. ماذا يعني هذا؟ أيضاً يحتاج إلى تأمل. أنا لا أريد أن أستبق التحليلات.
في كل الأحوال، الذي ينظر إلى المنطقة القريبة منا، وأيضاً المنطقة المحيطة بنا، من ليبيا، إلى مصر، لما يحصل أحياناً بدايات - لا سمح الله - أن تستمر في الجزائر وأماكن أخرى. الإنسان يقول يجب أن نتعاطى مع هذه المرحلة المقبلة بدرجة عالية جداً من الحذر والانتباه وتحمّل المسؤولية وعدم الانكفاء.
نعم، هذه المرحلة، يجب أن نتحمل جميعاً فيها المسؤولية، ونحن نتحمل وسنتحمل، لأنها ترسم مصير لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين والمنطقة وفلسطين، ترسم مصيرها لعقود، لعشرات السنين في الحد الأدنى، إن لم يكن لمئات السنين. وبالتالي فإن الحيادية أو الكسل أو التحجج بأنه ليس لدينا وضوح ولا بصيرة أو الأمر ملتبس علينا.. إذهب وابحث تحصل على الوضوح. توسّل بالله عز وجل وابحث بصدق عن الحقيقة، ستصل إلى هذه الحقيقة وإلى طبيعة المعركة القائمة.
نحتاج إلى هذه اليقظة ونحتاج إلى هذا الحذر ونحتاج إلى هذا الحضور لنواجه تطورات المنطقة، وهذا يرتّب علينا في لبنان المزيد من التلاقي الداخلي، رغم الخصومات، والمزيد من الحوار الداخلي، والعمل من أجل تدوير الزوايا، ومحاولة معالجة أوضاعنا الداخلية، والصبر على بعضنا البعض، حتى في الموضوع الأمني.
وفي هذا السياق، أدعو أهلنا في البقاع، علماءنا في البقاع الذين هم أساتذتي، ومسؤولينا وأحباءنا إلى بذل جهد خاص ومضاعف لمنع تطور الأحداث التي حصلت بالأمس.
لا يجوز أن تدخل منطقة البقاع في أوضاع ثأرية. يجب وضع حد لهذا التطور السلبي جداً. نحن نقدّر المشاعر ونقدّر العواطف، وكلنا قدمنا شهداء ومئات الشهداء في هذه المعركة وفي هذه المواجهة. علينا جميعاً أن نحصّن مناطقنا وقرانا ومحيط قرانا.
يجب على كل القرى والبلدات المحيطة أن تتلقى رسالة نتائج انتخابات عرسال البلدية بإيجابية، وتقرأ الرسالة الإيجابية التي عبّر عنها أهالي عرسال في صناديق الاقتراع. الجراح موجودة ولكن يجب أن تُعالج.
في لبنان إذاً، على المستوى السياسي، على المستوى الأمني، على المستوى الداخلي، في هذه المنطقة التي تهبّ فيها العواصف من كل الجهات، استطعنا سوياً وبالرغم من العلاقات البينية السيئة أن نحفظ بلدنا وفي أصعب الظروف.
في المرحلة المقبلة يجب أن نعبّر عن هذا الحرص أكثر. أن يكون لدينا العزم والإرادة أن نحفظ بلدنا أكثر، وأن نعمل على ذلك.
في يوم المقاومة والتحرير، وفي عيدها، ومن جوار سيّدنا وقائدنا ومعلّمنا وأستاذنا سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي، ومن بلدة النبي شيت وأرض البقاع العزيز، أنا وأنتم وكل إخواننا وأخواتنا وكل جمهور المقاومة نجدّد لسيّدنا في جواره ولكل أرواح الشهداء، نجدّد لهم بيعتنا، ونجدّد لهم عهدنا على حفظ الوصية وعلى مواصلة المقاومة، وعلى البقاء أبداً في الميادين وفي الساحات، لا نُخليها ولا نتخلّف عنها مهما بلغت التضحيات. نواصل حضورنا، نصنع الانتصار تلو الانتصار، ونحقق الإنجاز تلو الإنجاز، ونواصل الطريق، ونراكم الانتصارات ليكون نصرنا النهائي.
النصر النهائي عندما لا يبقى في هذه المنطقة، لا مشروع صهيوني، ولا فتنة تكفيرية، ويحق لشعوبها أن تبني حكوماتها ودولها وسلطاتها وأنظمتها وأن تتعايش فيما بينها وأن تمارس حريتها وثقافتها.
هذا يوم آت إن شاء الله، هذا وعد الله للمستضعفين وللصالحين وللمجاهدين، تحقق بعض هذا الوعد في 25 أيّار 2000 وسيتحقق إن شاء الله في يوم لا بدّ قريب.
بارك الله فيكم، ونشكر حضوركم، وهنيئاً لكم ولكل أهل العطاء والتضحية ذكرى المقاومة والتحرير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.