ارشيف من :ترجمات ودراسات
’معاريف’: على ليبرمان المُبادرة لمهاجمة حزب الله
تزامنًا مع الذكرى السادسة عشرة لتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي، نشرت صحيفة "معاريف" مقالًا مطوّلًا من وحي المناسبة، جاء فيه أن قادة الجيش وسياسيي الكيان "يزعمون منذ انتهاء حرب لبنان الثانية أن الهدوء النسبي على الحدود مع لبنان هو دليل على أن "اسرائيل" نجحت في ردع حزب الله، لكنها تسأل "هل هذا هو الوضع حقًا؟ هل نحن من نردع؟".
وأضافت الصحيفة: "حزب الله يمتلك اليوم ما يزيد عن 100 ألف صاروخ موجّه نحو "إسرائيل"، من ضمنها قذائف ذكية قادرة على إصابة الأهداف بدقة في "تل أبيب" والنقب. في العقد الأخير أصبح في كلّ بيت في الجنوب اللبناني "غرفة صواريخ" منها سيطلق الحزب ذخيرته على "إسرائيل" يوم الاستدعاء.. في حال هاجمنا هذه المباني بضربة وقائية، سيُديننا الغرب. انطلاقًا من هذه الخشية لا نحرّك ساكنًا، وبذلك نُمكّن حزب الله من تطوير ومضاعفة قدراته ضدنا".
وتتابع "معاريف": "فضلًا عن الترسانة الصاروخية، تباهى هذا الأسبوع محرّرو جريدة حزب الله "السفير" بنشاطات المنظمة تحت الأرض. وفق الكاتب، قوات حزب الله المتمركزة عند الحدود تعمل في الليل والنهار على امتداد الحدود وتقوم بالرصد، التحضيرات وحفر الأنفاق ما يسبّب الأرق للمستوطنين والجنود.. في هذا الحالة، اذا عملنا ضد مواقع حزب الله الحدودية، سيشجبنا الغرب. بمعنى آخر، بالتعاون مع الغرب، حزب الله يردعُنا. الخوف من الغرب يحول دون خروجنا في أعمال استباقية أيضًا ضد "حماس" في غزة، مدير عام وزارة الخارجية دوري غولد أبلغ الأمم المتحدة هذا الأسبوع بأنّ 95% من الاسمنت الذي تدخله "إسرائيل" إلى غزة للإعمار المدني، تستغله سلطة "حماس" لبناء الأنفاق. هنا يلوح السؤال السخيف: لماذا نستمر بإدخال الاسمنت؟ كما في حالة حزب الله الإجابة هنا أيضًا خشية من الغرب. وهكذا، بمساعدة الغرب حماس تردع الجيش الإسرائيلي".
"معاريف": حزب الله يردعُنا
"معاريف" تردف: "القول انه بينما يرسخ حزب الله قوة قد يفتح بها مستقبلًا جبهة ثانية. خلال الأربعين سنة الأخيرة، منذ أن بنت منظمة التحرير الفلسطينية "دولة داخل دولة" في الجنوب اللبناني، جبت "إسرائيل" ثمنًا باهظًا من النظام السياسي الشرعي، على كلّ نشاط خرج من أراضيها السيادية، لكن ما العمل عندما لا يكون هناك سيادة أو الأسوأ من ذلك، عندما تكون السيادة مثال الحكومة اللبنانية، التي تعمل منذ العام 2006 كحامي حزب الله، موجودة فقط من أجل مناكفة "إسرائيل" في المنتديات الدولية، بهدف إقناع الدول الغربية بالضغط على "تل أبيب" لتجديد حصانة التنظيمات التي تُحكم سيطرتها على الأرض وتهاجمنا منها؟".
وتعتبر "معاريف" أن "هدفنا ينبغي أن يكون قلب موازين الرعب، لكن للأسف الشديد فرص نجاحنا في تحقيق ذلك دون استخدام القوة ضئيلة. لذلك أولى مهام ليبرمان في وزارة الحرب ليس أن يُثبت أنّه رجل سلام، بل إن مهمته الأولى هي إيجاد السبل لتقليص وإضعاف قوة حزب الله.. لا يكفي إطلاق التهديدات بأنّنا سندمّر لبنان في حال قام حزب الله بهجوم، في جميع الأحوال لا يتعاطون معنا بجدية. لتحقيق هذه الغاية لا يمكننا ترك زمام المبادرة بأيدي حزب الله. لذلك ينبغي على "إسرائيل" رسم المعركة المقبلة والمُبادرة إليها".
وتلفت الصحيفة الى أنه "يمكن الخروج في نشاطات سرية كي نهيّئ الظروف ويمكن العمل عبر طرف ثالث، لكن في نهاية المطاف "إسرائيل" لن تتمكن من السماح لحزب الله بمواصلة تعاظمه. يصحّ هذا سبعة أضعاف إزاء حقيقة أنّ الولايات المتحدة الأمريكية أعطت دفعًا قويًا لإيران في إطار الاتفاق النووي".
وتخلص "معاريف" الى أن "مقدمة أيّة استراتيجية ملائمة تقتضي الاعتراف بالواقع: طالما نحن مستمرون بالانشغال بأنفسنا، لن نتمكّن من تولي زمام المبادرة وإعادة بناء قوة ردع "إسرائيل".. نحن لسنا القصة.. لا في العالم الإسلامي ولا في العالم الغربي".