ارشيف من :ترجمات ودراسات
قطاع غزة.. أول اختبار لوزير الحرب الجديد ليبرمان
أشار المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عاموس هرئيل، الى تحذير صادر قبل أيام عن مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى المنطقة نيكولاي ملادنوف.
وبحسب هرئيل فإن "غزة موجودة في ظروف قابلة للاشتعال في ظل ما أسماه "حظراً على اندلاع الحرب"، وقال "السؤال ليس هل، بل متى؟"، لافتًا إلى أن "هذه الظروف قد تضع حكومة نتنياهو بتركيبتها الجديدة أمام امتحانها الامني الاول".
المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عاموس هرئيل
وأضاف "في الاسبوع الاخير، وفي ظل الجدل السياسي المتزايد حول التقرير السري لمراقب الدولة المتعلق بالحرب الاخيرة على غزة والطلب من البيت اليهودي تعزيز المجلس الوزاري المصغر في أعقاب هذا التقرير، تتراجع وتيرة الاحتكاكات الميدانية على حدود القطاع". وتابع "تنظيمات سلفية قامت باطلاق القذائف والصواريخ نحو اسرائيل، واغلبيتها سقطت في المناطق الفلسطينية، في وقت استمر فيه الجدال حول جهود اسرائيل للكشف عن الانفاق الهجومية التي حفرتها حماس في منطقة الحدود"، على حد تعبيره.
وقال المعلق العسكري الصهيوني إن "النجاحات الاخيرة لاسرائيل في الكشف عن نفقين في منتصف نيسان وبداية أيار، أدت الى رد استثنائي من حماس بإطلاق القذائف، لأول مرة منذ انتهاء الحرب في تموز 2014، يبدو أن وضع حماس صعب الى درجة أنها وافقت على طلب مصر وقف اطلاق النار"، حسب زعمه.
قطاع غزة أول اختبار لوزير الحرب الجديد ليبرمان
وتابع هرئيل "لم تقدم مصر أي حل للمشكلات الاكثر أهمية بين حماس واسرائيل وهي الازمة الاقتصادية الصعبة في القطاع، وخشية حماس من أن الكشف عن الانفاق سيمنعها من استخدام الورقة الهجومية الاساسية في المواجهة العسكرية القادمة.. المواطنون الغربيون الذين يزورون القطاع كثيرا يصفون حالة اليأس العميقة للمواطنين.. ويأس الموظفين في حكومة حماس ايضا من الظروف الاقتصادية، فهم يقومون بتشبيه الاجواء الحالية بتلك التي سادت في حزيران 2014، وتوجد أهمية لهذا التشبيه لأن الضائقة الاقتصادية سرّعت باندلاع الحرب قبل عامين".
وأضاف هرئيل إن "سلطة حماس وجدت صعوبة في حينه في دفع رواتب 42 ألف موظف في القطاع، وان اتفاق المصالحة بينها وبين السلطة الفلسطينية في الضفة فشل وقامت بتشويش محاولة قطرية للتخفيف عن الضغط الاقتصادي لحماس"، لافتًا إلى أن "مسودة تقرير مراقب الدولة التي نشرت في هذا الشهر تقول إن المجلس الوزاري المصغر الاسرائيلي لم يناقش بجدية في تلك الاشهر امكانية منع التسهيلات الاقتصادية".
وزير الحرب الصهيوني الجديد أفيغدور ليبرمان
ولفت هرئيل الى أن "اسرائيل ملزمة بالاهتمام بالانفاق بسبب الخطر المستقبلي الذي تشكله الأنفاق لها.. وأن التصريحات حول ايجاد حل تكنولوجي لموضوع الانفاق والذي يحتاج الى سنتين، تدفع قادة حماس الى التساؤل اذا ما كان جديرا القيام بعملية اختطاف عن طريق نفق، قبل أن تفقد هذا السلاح" حسي زعمه مضيفا أن "هناك عاملًا آخر هو أن القوات العسكرية في الطرفين تقوم بالتدرب والاستعداد للحرب انطلاقا من فرضية معقولة أنها ستندلع أخيرا.. هذان زمبركان يُشدان بشكل معاكس، الامر الذي يزيد من خطورة اندلاع الحرب.. توجد هنا نبوءة تميل الى أن تحقق نفسها".
وحسب عاموس هرئيل فإن هذا التهديد "فارغا من المضمون" وسيتم نسيانه على خلفية الظروف الامنية المعقدة وحاجة ليبرمان الى تهدئة الجمهور، لأن تعيينه لا يعني اندلاع حرب جديدة في الصيف.. "الخوف الحقيقي على خلفية استقالة يعلون يتعلق بفقدان صوت العقل وغير الانفعالي في القيادة الامنية".