يبدو أن عقد "14 آذار" قد انفرط الى غير رجعة. وجلّ ما يمكن من خلاله تقفّي آثار بقايا التجمع الآذاري، هو تراشق الاتهامات المتبادلة عبر وسائل الإعلام.

مشهد أقطاب "14 آذار" يداً بيد على خشبة المسرح خلال احتفالاتهم السنوية بذكرى الانطلاقة، لم يعد له انعكاس على أرض الواقع. ففيما ينقسم حزب "المستقبل" على نفسه، جزء مع وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، وآخر مع الرئيس فؤاد السنيورة، ترسّخ الخلافات الجذرية حول رئاسة الجمهورية بين رئيس "المستقبل" سعد الحريري ورئيس "القوات" سمير جعجع الشرخ القائم.

وأمس، تعدّى التباعد بين الفريقين حدوده مع ارتفاع حدة التراشق الاعلامي بين الحريري وجعجع. بداية اتهم جعجع الحريري بالوقوف ضد تحالف معراب عبر قناة "أم تي في" معتبرا أن "تيار "المستقبل" وحزب الله ضدّ تفاهم معراب". فرد الحريري عبر حسابه على تويتر وقال "لا يا حكيم نحن مش ضد التحالف، بس نحنا كمان إلنا(كتبها الحريري قلنا) حق نبقى واقفين مع الي وقفوا معنا من الـ 2005".

وغرّد الحريري عبر حسابه على موقع "تويتر" متوجهاً إلى جعجع بالقول "يا حكيم أول من رشحك للرئاسة كان سعد الحريري فقط للتذكير، لكن البلد أهم منك ومني واللي عطل مبادرتي لإنهاء الفراغ الرئاسي هو إنت وحزب الله".

وكان جعجع قد تساءل في مقابلته في برنامج "بموضوعية" عن "سبب الحرب الكبيرة على تفاهم معراب من قبل جميع الأفرقاء"، مشيراً إلى أنه "لن نقبل بتأجيل الانتخابات النيابية، ولا يمكن التمديد مرة أخرى، نريد الوصول إلى قانون جديد لأنه حرام أن نمشي بالستين. وإذا لم يوجد حل سنسير بقانون الستين ونستمر بالبحث عن قانون جديد".

وإذ رأى جعجع أن "هناك إمكانية لوصول (الجنرال ميشال) عون للرئاسة"، اعتبر أن حزبه "تحالف مع تيار المستقبل في الانتخابات البلدية في بيروت من دون أن يكون مقتنعاً بهذا التحالف، لا على مستوى القيادة ولا على مستوى الجمهور، ساخراً من طريقة تعامل إعلام "المستقبل" مع نتائج الانتخابات البلدية في الشمال.

لكن المفارقة في السجال بين حلفاء الأمس أعداء اليوم هو ادعاؤهما أن حزب الله يقف مع الحريري ضد تحالف معراب وانتخابات الرئاسة وفي نفس الوقت يقف مع جعجع ضد الحريري وانتخابات الرئاسة فهل ما كسر بين الرجلين يتعدى العلاقات السياسية بينهما؟؟