قال وزير الخارجية الفرنسي جاك مارك إيرو في مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة قبل نحو عشرة أيام إنه وعلى الرغم من معارضة "اسرائيل"، تعتزم فرنسا مواصلة العمل على مبادرتها "للسلام".. أعرف أنني لم أقنعك، ولكن هذا القطار انطلق من المحطة"،  وذلك بحسب برقية بعثت بها السفارة الصهيونية في باريس الى وزارة الخارجية في القدس المحتلة على ما ذكرت صحيفة "هآرتس".

ووفق "هآرتس"، فإن المكالمة  الهاتفية جرت بعد بضع ساعات من انتهاء لقاء وزراء الخارجية في باريس في 3 حزيران، والذي بحث فيه الجمود في المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. وأثناء المكالمة انتقد نتنياهو بشدة المبادرة الفرنسية وأعرب عن معارضته الشديدة لكل عناصرها.

وأشار موظف رفيع المستوى في "تل أبيب" الى أنه يتبين من البرقية، التي استندت الى محادثات مع مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الفرنسية، أن إيرو لم يتأثر بأقوال نتنياهو ويعتزم اتخاذ مزيد من الخطوات لتقدم المبادرة ابتداءً من هذا الشهر.

وزير الخارجية الفرنسي جاك مارك إيرو

الموظف الاسرائيلي الكبير لفت الى أن موظفي وزارة الخارجية الفرنسية قالوا لنظرائهم الاسرائيليين إنهم معنيون بالعمل في الاسابيع القريبة القادمة على تشكيل مجموعات عمل تواصل المسيرة التي تم اطلاقها في اللقاء في باريس، والفرنسيون معنيون بأن تعمل مجموعات العمل هذه، بمشاركة الدول التي شاركت في لقاء وزراء الخارجية في باريس على إعداد رزمة خطوات لبناء الثقة بين الجانبين.. رزمة حوافز اقتصادية يمكن للأسرة الدولية أن تقدمها للطرفين وكذلك في موضوع الترتيبات الأمنية الإقليمية".

وأضاف الموظف الاسرائيلي الكبير "لقد قال الفرنسيون لنا إنهم يريدون تنظيم مجموعات العمل حتى نهاية الشهر".

كذلك أفادت صحيفة "هآرتس" أنه خلال الأسبوع الأخير وصلت الى وزارة الخارجية الاسرائيلية عدة تقارير من عواصم أوروبية حول تشكيل مجموعات العمل. وعلى سبيل المثال، فوجئت أوساط وزارة الخارجية أن الدولتين اللتين سارعتا الى التطوع للمشاركة في تنظيم المجموعات كانتا بالذات المانيا وتشيكيا، اللتين تعتبران الاكثر ودّا لـ"اسرائيل" في أوروبا. وقبل بضعة أيام، وجهت وزارة الخارجية كل سفراء "اسرائيل" في أوروبا للتوجه الى وزارات الخارجية في الدول التي يعملون فيها للإيضاح بأن "تل أبيب" تعارض اقامة مجموعات العمل".

وتقول الصحيفة إن تقريرًا تضعه الرباعية حول جمود المفاوضات سينشر مع نهاية حزيران.

وفي هذا السياق، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني في أثناء الاستعراض أمام مجلس الأمن في الامم المتحدة يوم الاثنين الماضي إن التقرير سيصف العراقيل الفورية التي تقف في وجه استئناف المفاوضات المباشرة بين "اسرائيل" والفلسطينيين وكذلك السياسة التي يتخذها الطرفان وتهدد إمكانية تطبيق "حل الدولتين"، حسب تعبيرها.