ارشيف من :آراء وتحليلات

وفاة رئيس البوليساريو والنزاع في الصحراء الغربية

وفاة رئيس البوليساريو والنزاع في الصحراء الغربية

تشهد المنطقة المغاربية حالة من الترقب الحذر بعد وفاة محمد عبد العزيز رئيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو). فقد عانى الرجل من مرض مباغت نقل على إثره للتداوي في الخارج وبسرعة تطورت حالته نحو الأسوأ ليوافيه الأجل المحتوم.
وعبد العزيز هو رجل مسالم شهد عهده هدنة طويلة المدى مع المغرب في خصوص النزاع حول الصحراء الغربية. كما كان خيار البوليساريو في عهده هو التوجه إلى الأمم المتحدة ودفعها إلى التعجيل باستفتاء تقرير المصير الذي سيحدد بموجبه الصحراويون إما الانضمام إلى المغرب أو البقاء تحت مسمى "الجمهورية العربية الصحراوية" التي  تعترف بها عدد من دول العالم خصوصا في إفريقيا وأمريكا اللاتينية كما أنها عضو كامل العضوية في الاتحاد الإفريقي ومن المؤسسين له.

كما اقترح المغاربة في وقت سابق خيارا آخر يتمثل في انضمام الصحراويين إلى المغرب على ان يتم منحهم حكما ذاتيا. ويبدو أنه إذا أجري الاستفتاء سيتم إضافة هذا الخيار إلى الخيارين الآخرين كحل وسط، رغم أن الفاعلين في مخيمات تندوف يصرون على أن لا شيء يجمعهم بالمغرب لا اللهجة ولا القومية، فأغلب المغاربة من الأمازيغ فيما الصحراويون عرب حسانيون.

خيار الحرب

ويشار إلى أن جبهة البوليساريو وقبل وفاة زعيمها محمد عبد العزيز كانت لوحت بخيار الحرب لاسترجاع الأراضي الصحراوية التي يسيطر عليها المغرب. ودعت البوليساريو الصحراويين المقيمين في الخارج إلى العودة والالتحاق بجبهات القتال بعد ما اعتبرته "تعنتا" من المغرب في الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وإنهاء احتلال ثلثي مساحة الصحراء الغربية.

وفاة رئيس البوليساريو والنزاع في الصحراء الغربية

مخيم تندوف في الجزائر

وتتخوف أطراف عديدة من إمكانية اندلاع القتال مجددا بين الصحراويين والمغاربة خاصة بعد وفاة محمد عبد العزيز، الرجل المعتدل المحبذ للخيارات السلمية وللاحتكام إلى الشرعية الدولية. كما أن طول أمد اللاحرب واللاسلم أصاب الصحراويين اللاجئين بمخيمات تندوف في الجزائر بحالة من الإحباط بسبب الظروف المعيشية الصعبة وجعلهم يدفعون باتجاه الحسم النهائي مع المغرب.

مسألة الخلافة

وتتساءل أطراف عديدة عن خليفة محمد عبد العزيز على رأس الدولة والجبهة معا، فهل سيجنح الصحرايون في إجراء انتخابات في المخيمات؟ وماذا عن الصحراويين القاطنين في الجزء الخاضع للمغرب إذا أجريت هذه الانتخابات؟ أم هل ستختار قيادة الجبهة شخصية يتم الاتفاق عليها من بين قيادات الصف الأول والمحيطين بمحمد عبد العزيز؟
وترى أطراف عديدة أن الجزائر سيكون لها رأيها في عملية اختيار الرئيس القادم، وقد يكون رأيها حاسما باعتبارها تحتضن مخيمات اللاجئين الصحراويين على أراضيها في تندوف ومحيطها. ويشار إلى ان جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تسيطر على قرابة ثلث مساحة الصحراء الغربية و تسميها "الأراضي المحررة" فيما يسيطر المغرب على الثلثين ويسميها  "المسيرة الخضراء" نسبة الى المسيرة  التي قام بها ملك المغرب الأسبق الحسن الثاني للسيطرة على الصحراء الغربية بعد خروج المحتل الإسباني.

2016-06-13