ارشيف من :آراء وتحليلات

’داعش’ من نابو الى الاهرامات

’داعش’ من نابو الى الاهرامات

«إنه ما دام أمر الله قد نفذ في تكسير هذه الأصنام، فيجب أن ندمرها، حتى لو تساوي بلايين الدولارات عند العالم، هذه الأصنام لم تكن موجودة في عهد الرسول (محمد)، لقد استخدمها الناس لعبادة الشيطان». بهذه العبارات وامثالها يقدم تنظيم داعش تبريراته لما يقوم به من تدمير للآثار.

العمليات التي قام بها التنظيم جاءت لتدمر كل ما هو أثري حتى لو كان مسجدًا.  وقد هدم التنظيم الارهابي عدة مواقع ومنحوتات أثرية في العراق وسوريا تعود لعصور قديمة ومنها ما كانت مدرجة ضمن لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو مثل مدينة الحضر، وآشور وكالح في العراق.

كذلك قام التنظيم بتدمير عدة مساجد قديمة مثل مسجد النبي يونس في الموصل، والذي يعتقد بأنه يحوي رفاة النبي يونس أو يونان، وكذلك مسجد النبي شيث، بالإضافة إلى تدميره عدة مساجد وكنائس ومعابد أيزيدية قديمة، فضلا عن مراقد شيعية، وعادة ما يقوم التنظيم بتصوير عمليات التدمير هذه بأفلام فيديو قصيرة مثلما فعل في تدميرهِ لأثار متحف الموصل وكذلك جامع النبي يونس ومدينة تدمر.

آخر عمليات التنظيم ضد الآثار، كان معبد نابو؛ فقد أعلنت الأمم المتحدة أن صورًا التقطتها أقمار اصطناعية تؤكد تدمير معبد نابو الذي يبلغ عمره 2800 سنة في موقع نمرود الأثري في شمال العراق، وأعلن معهد الأمم المتحدة للتأهيل والبحث "يونيتار" أنه حلّل صورًا التقطت بالأقمار الاصطناعية في 3 حزيران يونيو الجاري للموقع، وبعد مقارنتها مع صور تعود إلى 12 يناير 2016، لوحظ دمار كبير عند المدخل الرئيس لمعبد نابو.

’داعش’ من نابو الى الاهرامات

داعش تدمر الاثار

ويقع معبد نمرود، درة الحضارة الآشورية والذي تأسس في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، على طول نهر دجلة ويبعد نحو 30 كيلو مترًا جنوب شرقي الموصل، ولم يعرف تاريخ تدمير المعبد، ويظهر في تسجيل الفيديو الذي بثه التنظيم جرافات تزيل بوابتي مشكي ونركال الأثريتين لمدينة نينوى القديمة، بالقرب من الموصل.

من جهته اشار كريستوفر جونز، عالم الآثار المتخصص بالإمبراطورية الآشورية الحديثة، إلى أن التنظيم نشر سابقًا صورًا لتدمير باب مشكي، مؤكدًا أنه أزاله في 10 نيسان أبريل الماضي، وحول باب نركال أزال مقاتلو التنظيم الملامح البشرية لثور مجنح كبير كان يزينه بالأزاميل، وكتب جونز محذرًا أن "هذا يوحي بأن "تنظيم الدولة" عاد إلى تدمير الأشياء التي دمرها جزئيًا سابقًا من أجل نشر تسجيلات فيديو جديدة".

ودعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد ساعات من نشر مواقع تابعة للتنظيم فيديو يظهر عناصره وهم يدمرون عشرات القطع الأثرية في متحف الموصل.

ورصدت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، نقلًا عن جوان فرشخ، عالمة الآثار، التي عملت لسنوات بين المدن القديمة في الشرق الأوسط، قولها إن تنظيم "داعش" ينهب كل محتويات الأماكن التاريخية التي يستهدفها ثم يبيعها ويستفيد من الأموال التي يحصل عليها من هذه التماثيل الأثرية، ثم تفجر المكان بأكمله، كي لا تترك أدلة وراء عمليات النهب.

وتابعت فرشخ «كانوا يقومون بتصوير فيديو صغير لهذه العملية ليراها العالم، إلا أن المدة القصيرة لا تمنح أحدًا التركيز فيما هو موجود فعلًا من آثار، ولكنهم تحولوا سريعًا للمتفجرات التي تخفي كل شيء»، موضحة أن كل شيء يتم بشكل ممنهج، والمقاطع المصورة والأخبار تصدر بترتيب معين يقرره التنظيم، مؤكدة «كلما كان الانفجار أقوى، زاد سعر القطع الأثرية في السوق العالمية».
عبر مقطع فيديو نشرته مؤخرًا أثناء هدمها معبد من المعابد الأثرية في العراق لإثبات جديتهم في التنفيذ، هدد "داعش" بهدم الأهرامات والأماكن الأثرية المصرية؛ فقد ظهر في الفيديو أبو ناصر الأنصاري، أحد عناصر التنظيم، مهددًا بإزالة وهدم جميع الأماكن الأثرية ومن ضمنها الآثار المصرية وخصوصًا الأهرامات. ويستند عناصر التنظيم إلى فتوى زعيمهم أبو بكر البغدادي والذي هدد مرارًا بهدم الأهرامات وأبو الهول ووصفهما بالأصنام، وأنها تتعارض مع الإسلام ومبادئ الشريعة الإسلامية.
وأكد مدير منطقة آثار الهرم استحالة القيام بمثل هذه العمليات المسلحة في الهرم؛ لكثرة الإجراءات الأمنية المتبعة من أمور التفتيش والأمن واستخدام واسع النطاق لأجهزة الإكس راي وكاميرات المراقبة المتطورة التي تعمل على مدار اليوم دون انقطاع والانتشار الأمني المكثف لقوات الأمن بالاشتراك مع شرطة السياحة والآثار المصرية.

 

2016-06-15