ارشيف من :آراء وتحليلات
من 1982 وإلى اليوم .. منطق المقاومة ومحورها يتقدمان
حزيران 1982 كان الاجتياح غير المسبوق الذي أوصل المحتل الإسرائيلي إلى العاصمة اللبنانية بيروت. يومها كان الإعلان عن الدخول الرسمي في العصر الإسرائيلي مدعماً بالحلف الأطلسي، على اعتبار أن إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان، أسدل الستار على أي عمل مقاوم ضد الاحتلال وانتشرت في تلك الحقبة العبارة الأثيرة " العين لا تقاوم المخرز".
وفي حزيران في ظل الاجتياح كانت تتشكل النواة الأولى لشباب متدين متحمس يتلمس طريقه لمواجهة العدو الإسرائيلي " عدو الوطن والإنسانية" تلك الكوكبة التي بدأت تتمظهر لتشكل فيما بعد المقاومة الإسلامية في لبنان. شكل الإمام الخميني (قدس سره) كقائد وولي فقيه قوة الدفع الإيمانية والتغطية الشرعية والدعم اللوجستي ونقل الخبرات إلى الشباب المقاوم. بكلمة حاسمة الإمام الخميني ومن ورائه الجمهورية الإسلامية، شكلا الرافد الأساسي والديمومة الفعلية لانتظام عمل المقاومة والوصول إلى ما وصلت إليه من قوة وبأس وحضور.
لقد كانت تلك اللحظة التي التقى فيها الإمام المقدس مع المقاومين في لبنان وحثهم على مواجهة الاجتياح ومجابهة العدو الصهيوني، كانت مفصلية بكل معنى الكلمة، إذ كان هناك صراع لرسم وجه المنطقة، إما الدخول في العصر الإسرائيلي تحت الهيمنة الأميركية ، وإما إنتاج عصر المقاومة وإدخال المنطقة في عصر الانتصارات.
لقد كانت الأمور شديدة الوضوح بالنسبة إلى الإمام (قدس سره) وكان اليقين هو ديدن المقاومين في النصر وهزيمة العدو. وهذا الفعل المقاوم والمبدئية الصلبة في المواجهة هما اللذان ترجما نصراً في العام 2000 وما تلاه. ومع أن الإمام الخميني ارتحل إلى بارئه في مثل هذه الأيام قبل أن يتم التحرير، إلا أن اطمئنانه كان شديداً بحتمية الانتصار، وهذا الانتصار ما كان ممكناً لو لم يحقق الشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني في العام 1979 انتصاره المدوي على الشاه (ومن ورائه الغرب مجتمعاً بقيادة الإدارة الأميركية) ووضع الحجر الأول للانتصار.
إن الأفق السياسي الذي امتد عميقاً في المنطقة مع إيران الجديدة، شكل تغييراً في الجغرافيا السياسية لينمو بشكل مطرد ويحقق وجوده الفعلي ويخوض المعارك الأساسية التي حاولت أن تلغيه في المنطقة.