ارشيف من :ترجمات ودراسات
الدبابة التي أعادتها موسكو لـ’إسرائيل’ ليست دبابة المفقودين في معركة السلطان يعقوب!
ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه بعد اسبوع من وصول الدبابة "التي حارب بها الجنود المفقودون خلال حرب لبنان الاولى عام 1982 في معركة السلطان يعقوب" الى البلاد، اتضح ان هذه الدبابة شاركت فعلاً في تلك المعركة، لكنها ليست دبابة المفقودين.
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، قد شارك في الاسبوع الماضي، في المراسم الاحتفالية التي سلم خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدبابة لكيان العدو، وخلق نتنياهو الانطباع بأنَّها دبابة المفقودين، حيث كتب على صفحته في الفايسبوك: "شاركت اليوم أنا وزوجتي سارة في مراسم مؤثرة لإعادة الدبابة التي سقطت في اسر السوريين خلال معركة السلطان يعقوب خلال حرب لبنان الأولى. هذه الدبابة هي الدليل الوحيد على المفقودين في تلك المعركة: زخاريا باومل، تسبي فلدمان ويهودا كاتس. بعد 34 سنة نحن لا زلنا نبحث عن جنودنا ولن نتوقف حتى نحضرهم للدفن في "إسرائيل". الان ستكون لدينا هذه الدبابة: ذكرى من معركة السلطان يعقوب التي يمكنهم زيارتها في "إسرائيل" وملامستها مع ذكرى أولادهم".
الدبابة التي أعادتها موسكو لـ"إسرائيل" ليست دبابة المفقودين في معركة السلطان يعقوب
وفي وقت لاحق تذمر نتنياهو على الفايسبوك من ان "وسائل الاعلام الاسرائيلية تجاهلت في غالبيتها الزيارة التاريخية التي قمت بها الى روسيا"، مشيرًا الى ان إحدى انجازات الزيارة كان "إعادة الدبابة الاسرائيلية التي تشكل الدليل الأخير على المفقودين في السلطان يعقوب".
ولكنَّ خبير الدبابات المقدم ميخائيل ماس، قال لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أنَّ هذه الدَّبابَة "ليست التي كان يستقلها الجنود المفقودون. وقال"من المحزن جدًا أنَّ رئيس الحكومة ووسائل الاعلام تمضي وراء البلاغات الكاذبة. هذه الدبابة ليست دبابة المفقودين. ما تم إعادته هي دبابَّة كاملة، ودبابات المفقودين تختلف. من المؤكد أنها إحدى الدبابات التي وقعت في أيدي السوريين في تلك المعركة التي خاضها اللواء 399، ولكن لا توجد في هذه الدَّبابَة أي دلائل على إصابة أُناس فيها. عندما قال نتنياهو بأن الدبابة ستوفر الراحة للعائلات التي لا تملك قبرًا لأولادها، أخطأ مرتين. أولاً، هذه ليست دبابة المفقودين، وثانيًا إنهم مفقودون وليسوا شهداء".
بدوره، أوضح المقدم داني كرياف أنَّ "الدبابة التي أُعيدت تحمل رقم 817581، بينما كانت دبابات المفقودين تختلف. إحداها احترقت بالتأكيد نتيجة إصابتها. من الواضح انه لا يهم الروس ما هي الدبابة التي سلموها، ونتنياهو استغل ذلك للتلاعب".
يشار الى ان الجنود المفقودين كانوا في دبابتين في معركة السلطان يعقوب، وأن الجيش ادعى منذ ذلك الوقت بأن الدبابة التي تم تسليمها للروس لا ترتبط بالمفقودين. وقبل 18 سنة حدد الجيش بشكل واضح، بعد فحص رقم الدبابة التي تواجدت في المتحف الروسي بأن الطاقم الذي تواجد فيها عاد سالمًا.
جنود جيش الاحتلال المخفيين منذ معركة السلطان يعقوب
على الأثر، انفجرت فرحيا هايمان، شقيقة المفقود يهودا كاتس غضبًا، وقالت "عائلات المفقودين تنفجر، ما الفائدة من كل هذه الأسافين؟ منذ سمعت عن نية اعادة الدبابة وانا انتظر بترقب ولا انام في الليل. وقبل عشرة ايام اقاموا المراسم في روسيا وهناك قال نتنياهو انه سيكون للعائلات هذه الدبابة كي يلمسوها ومعها ذكرى اولادهم، وكان يعرف آنذاك ان هذه ليست الدبابة الصحيحة، لكننا نحن لم نعرف. وفي اليوم التالي فقط حصلت على رقم الدبابة الصحيحة. وليس عن طريق الجيش، وفهمت أن هذه ليست دبابة يهودا".
وقالت مصادر في ديوان نتنياهو ان "إسرائيل" لم تدع في أي مرحلة بأن هذه هي دبابة المفقودين. "قلنا أنَّها دبابة من معركة السلطان يعقوب ودليل من المعركة، وهذا ما قاله رئيس الحكومة للعائلات. لم يقل أحدٌ أبدًا أنَّ هذه هي دبابة الثلاثة".
وانتهت المعركة بهزيمة نكراء مُني بها الجيش الإسرائيلي باعترافه في حزيران 1982 أثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان، واعتبرت هذه المعركة أكبر هزيمة يتلقاها جيش الاحتلال خلال الاجتياح، حيث سقط قتلى وجرحى له بالعشرات ودمرت الدبابات وناقلات الجند المدرعة، وتم الاستيلاء على دبابات إسرائيلية كاملة بعد هروب الجنود منها، وفقد ثلاثة جنود كانوا على متن الدبابة المذكورة هم زكريا بوملي، يهودا كاتس، وتسفي فيلدمان ولم يعرف مصيرهم حتى اليوم.