ارشيف من :ترجمات ودراسات
’هآرتس’: اتفاق المصالحة بين كيان العدو وتركيا على أبواب التوقيع النهائي يوم الأحد
كتبت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها "أنّ اتفاق المصالحة الذي يتبلور بين كيان العدو وتركيا على أبواب التوقيع النهائي يوم الأحد"، فيما من المتوقع أن يراجع ممثلو الطرفين مسودة الاتفاق والاعلان عن اتفاق كامل على جميع البنود، والتوقيع على الاتفاق الرسمي بعد بضعة أسابيع.
ووفق الصحيفة، تنتهي بهذا الإتفاق ست سنوات من القطيعة السياسية والعسكرية بين الجانبين، الذين كانا حتى 2010 مقربين سواء على المستوى الرسمي أو المدني.
وأضافت الصحيفة "القطيعة لا لزوم لها وتسببت بضرر كبير لـ"الدولتين". في البداية قضية القافلة الى غزة التي أوقفتها "اسرائيل" بالقوة، بواسطة المواجهة مع المشاركين في القافلة الذين قتل منهم تسعة مواطنين اتراك" حسب تعبيرها.
وأضافت الصحيفة "إنّ "اسرائيل" مصممة على صدقها وقد اعتبرت القافلة محاولة لالحاق الضرر بسيادتها. تركيا التي منحت الدعم للقافلة لم تستطع الصمت على قتل تسعة من مواطنيها. كل طرف تمسك بموقفه وهكذا تقطعت العلاقة بين "الدولتين" الى أن اعتبرت كل واحدة منهما أن الدولة الاخرى عدوة لها. القول المأثور يقول إن الاهانة والكرامة هي أمور ليست هامة كثيرا في العلاقة بين الدول. ويبدو أن أزمة القافلة قد أثبتت صحة ذلك" وفق الصحيفة.
ولفتت صحيفة "هآرتس" الى "أنّ احدى نقاط الخلاف البارزة في مفاوضات المصالحة بين الطرفين كانت تتعلق بمصير قطاع غزة. هذه المنطقة التي تعيش تحت الحصار وتعتبر احدى أكبر السجون في العالم. البند الأخير الذي تم حله في النقاشات الاخيرة صحيح أنه لم يرفع الحصار عن القطاع مثلما يريد الاتراك، ليس في البحر ولا في اليابسة، لكنه يسمح لتركيا نقل المساعدات غير المحدودة الى غزة عن طريق ميناء أسدود، وكذلك اقامة محطة للطاقة ومستشفى في غزة" على حد تعبيرها.
"ورغم الانجازات في هذه النقطة"، تضيف الصحيفة، إلا "أن هناك تهديدا حقيقيا بالانفجار في غزة". تقرير الامم المتحدة الذي نشر قبل سنة يحذر من أنه اذا استمر الوضع الاقتصادي الحالي، فإن قطاع غزة سيصل الى وضع يتم الاعلان فيه خلال أقل من خمس سنوات عن أنه "لا يصلح للعيش"، لجنة التجارة والتطوير التابعة للأمم المتحدة تحدثت عن معطيات السنوات الثماني التي لم يتطور فيها القطاع اقتصاديا، وتحدثت ايضا عن التأثير التدميري للحروب الثلاثة مع "اسرائيل" خلال السنوات الست الاخيرة" حسب قولها.
وتابعت الصحيفة " ان الاتفاق بين "اسرائيل" وتركيا لا يزيل هذا التهديد ولا يحرر "اسرائيل" من المسؤولية عن حياة 1.8 مليون انسان يعيشون تحت الحصار منذ عقد. وعلى خلفية امكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات مع تركيا، يجب على "اسرائيل" فتح صفحة جديدة ايضا مع قطاع غزة، بدل جولة اخرى من الحرب الضارة التي لا حاجة اليها، عليها رفع الحصار بمبادرة منها" وفق تعبيرها.