ارشيف من :آراء وتحليلات

قراءة حول العملية الارهابية في القاع

 قراءة حول العملية الارهابية في القاع

لا شكَّ ان العملية الارهابية التي حدثت مؤخرا في بلدة القاع جاءت غريبة بعض الشيء، اذ لم يسبق ان حدثت عملية مشابهة لناحية طريقة التنفيذ من خلال تفجيرات الأمس الانتحارية والتي نُفِّذت بأحزمة ناسفة متقاربة في المكان والتوقيت، مع استهداف عدد قليل من المواطنين او من العناصر العسكرية او الامنية، في الوقت الذي كان يمكن لهؤلاء الارهابيين أن يسقطوا عددًا اكبر من الشهداء من خلال استغلال الاحزمة الناسفة التي فخخوا انفسهم بها.
من الواضح ان طريقة التفجير بهذا الشكل المتسرع جاءت نتيجة ارتباك بعد انكشاف امرهم من قبل احد المواطنين الذي يبدو انه كان بمهمة مراقبة ليلية محلية، حيث يشترك ابناء بلدة القاع مثل اغلب البلدات المحيطة مع عناصر الجيش اللبناني والمقاومة في مهمات الحراسة والمراقبة منذ بداية المعارك العسكرية والاجراءات الامنية في المنطقة. وبانتظار اتضاح المزيد من المعلومات حول العمليات التفجيرية لا بد من التوقف عند المعطيات التالية:

عسكريا:
ما زال هناك منطقة حدودية مشتركة بين الاراضي السورية والاراضي اللبنانية تشكل بقعة تتواجد فيها مجموعات كبيرة من الارهابيين والمجهزين باحدث واخطر الاسلحة الفردية والمتوسطة والثقيلة ، وهذه البقعة تؤمن لهؤلاء الامكانية الواسعة للقيام بعمليات هجومية على خط واسع  من الحدود يتجاوز عشرات الكيلومترات ، وتؤمن لهم ايضا قاعدة انطلاق للعمليات الارهابية من خلال توفير امكانية سهلة للتدريب ولتخزين المتفجرات والاحزمة الناسفة وتحضير الانتحاريين عقائديا وارهابيا وعسكريا، وتوجيههم الى اهداف محددة داخل الاراضي اللبنانية.


امنيا:
-  ما زالت لدى الارهابيين القدرة على التسلل والعبور عبر ممرات متعددة تنتشر على الحدود المذكورة تلامس او تتقارب او تتداخل مع مخيمات كثيرة للنازحين السوريين التي تشكل بؤرًا خطرة تصعب مراقبتها او السيطرة الامنية والاستعلامية عليها لاسباب متعددة. هذه القدرة لدى هؤلاء على التسلل مع الامكانية السهلة والعادية والواضحة لتجهيز انفسهم باحزمة ناسفة، والتي اصبحت اشبه بسلاح فردي لغالبية عناصر داعش او غيره من الفصائل الارهابية الاخرى، تجعل الساحة الداخلية معرضة لشتى انواع الخروقات والهجومات الارهابية والانتحارية.

هذه المعطيات المذكورة، العسكرية والامنية تستدعي ما يلي:

- التركيز على تشديد الاجراءات الامنية حيث المؤشرات من هذه العملية ومن غيرها تدل الى استهداف جدي وخطير للساحة الداخلية اللبنانية، وذلك من خلال متابعة الخلايا المشبوهة والتي هي قيد المراقبة من قبل الاجهزة الامنية، فمن الطبيعي ان هذه الخلايا النائمة ستكون او ستشكل حلقة توجيهية او حلقة مساعدة من ضمن سلسلة مترابطة في مخطط لتنفيذ عمليات ارهابية مرتقبة.

 قراءة حول العملية الارهابية في القاع

تفجيرات القاع

- تشديد المراقبة على كافة المعابر المشبوهة التي شكلت سابقا اماكن لعبور وتسلل الارهابيين الذين نفذوا عمليات انتحارية في وقت سابق، والعمل على حصرها وتضييق عددها قدر الامكان من خلال اجراءات ميدانية وهندسية وعسكرية .
- تشديد الاجراءات الامنية ورفع مستوى الجهوزية على مختلف الاراضي اللبنانية، استنادا للمعطيات المتوافرة مع الاجهزة الامنية والعسكرية، وذلك تلافيا لاستغلال الارهابيين وخلاياهم النائمة لتفجير القاع، واستعماله لالهاء الرأي العام والاجهزة الامنية والعسكرية  وتوجيه او حرف تركيزها واهتمامها الى منطقة واحدة.


- تعميم الوعي السياسي من قبل الجميع، حيث لا يجوز ان تبقى اية ثغرة سياسية تؤمن بشكل او بآخر ثغرة ميدانية او شعبية،  يمكن ان تشكل نقطة حاضنة او مساعدة بطريقة مباشرة او غير مباشرة للارهاب يستغلها للتسلل او للتمدد او للاختباء والتربص وتنفيذ عمليات ارهابية تطال في النهاية الوطن بكافة مكوناته، ما يستدعي موافقة ورعاية جميع القوى والمكونات السياسية لاستصدار قرار وطني سياسي شامل  يكلف الجيش اللبناني والقوى الامنية كافة بتنفيذ عملية عسكرية واسعة  لمهاجمة هذه البؤر الارهابية على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا وتدمير و طرد كافة الارهابيين واستعادة السيطرة والسيادة الوطنية على تلك البقاع .

2016-06-28