ارشيف من :آراء وتحليلات
ما وراء زيارة حفتر إلى موسكو
أدى اللواء خليفة حفتر قائد الجيش الليبي الممتد نفوذه فقط في شرق ليبيا، والداعم للبرلمان الليبي المقيم في مدينة طبرق بعد أن منع من عقد جلساته في طرابلس، زيارة إلى موسكو لم يعلن عنها قبل موعدها. وكان حفتر عرج على القاهرة والتقى هناك وفدا روسيا ولم يتم الإعلان عما دار في هذا اللقاء.
وللإشارة، فإن القاهرة دعمت منذ البداية الجيش الليبي والبرلمان الشرعي في طبرق ولا تتعامل مع جماعة فجر ليبيا المسيطرة على الغرب وعلى العاصمة طرابلس. فيما تتعامل تونس والجزائر مع فجر ليبيا وجماعة المؤتمر الوطني العام باعتبارهم أمرًا واقعًا ويسيطرون على أراض تقع على تخوم البلدين، ويصر البلدان على أنهما يقفان على مسافة واحدة من فريقي الصراع في ليبيا.
فك الحصار
وبحسب المعلن فإن سبب زيارة حفتر بالأساس هي فك العزلة على ليبيا خاصة وأن لا وجود لطيران مباشر بين ليبيا والبلدان الكبرى في القارة العجوز وكذا الولايات المتحدة الأمريكية. كما أن الغرب يدعم المسيطرين على الغرب فكان لا بد من التوجه إلى موسكو لفك هذه العزلة.
حفتر في روسيا
كما أن السلاح الذي بحوزة الجيش الليبي هو سلاح روسي والخبرات العسكرية الليبية تدربت على أيدي خبراء روس، و إعادة التأهيل من المفترض ان تتم على أيدي الروس. كما أن روسيا بحسب أطراف ليبية من الشرق كانت على الدوام داعمة لوحدة ليبيا واستقرارها وضد التدخل الخارجي الغربي في شؤونها ومن الطبيعي أن يحصل التواصل معها وتؤدي لها زيارات.
دعم سياسي وعسكري
ويرى محللون بأن الغاية الأساس من زيارة حفتر إلى موسكو هي الحصول على الدعمين العسكري والسياسي من الطرف الروسي. فهناك حظر لاستيراد السلاح على الجيش الليبي فيما يتدفق هذا السلاح على عناصر فجر ليبيا في الغرب من قبل تركيا وأطراف خليجية .
كما يبدو أن حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج لن تعمر طويلا خصوصا بعد المجازر الأخيرة التي حصلت في طرابلس من منتمين إلى فجر ليبيا التي تطوِّق حكومة السراج في طرابلس. فقد فشلت هذه الحكومة في ضبط الأمن ولم يزكِّها برلمان طبرق المنتخب بعد، وبالتالي فإن عودة القتال بين جماعة طبرق وجماعة طرابلس أمر وارد ومتوقع.
ففي مقابل الدعم الغربي لفجر ليبيا وجماعة الغرب يبدو أن حفتر يبحث عن دعم روسي يحدث التوازن في المعادلة. ويبدو أن مصر قد لعبت دورا بارزا في هذا التقارب بين خليفة حفتر وموسكو، فقد بان بالكاشف ومن خلال الأحداث الإقليمية أن الرهان على الروس ليس رهانا خاسرا كما سوَّق البعض.