ارشيف من :آراء وتحليلات
بكل امانة
ما حدث في باحة المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة هو عمل خارج عن نطاق اي مفهوم ديني واخلاقي وانساني بكل المعايير وبيانات الشجب والاستنكار لا تسمن ولا تغني من جوع وهي بيانات لا تلامس الحقيقة المرة التي ادركتنا و وصلنا اليها في كيفية معالجة هذه الافكار التكفيرية التي لا تعترف بالقيم واصول الديانات السماوية جمعاء ولا تعترف باي مكون من مكونات مجتمعاتنا العربية المسلمة والمسيحية وغيرها على حد سواء
ان من تسول له نفسه ولديه القناعة والجرأة للتطاول على اطهر بقاع الدنيا وحرمة المسجد النبوي الشريف التي تمتد حرمته الى كل بقاع الارض لن يردعه لا دين ولا عقيدة ولا حرمة لاي مقام او اي بقعة مقدسة على وجه الارض بعد اليوم وان المزيد من الاعمال الاجرامية التي لا تمت لاي دين بصلة تماماً كما حصل في العراق وسورية واليمن والصومال وبنغلادش هي في طريقها للتنفيذ .
المطلوب توحيد الجهود لقتال داعش .
ان هذا الارهاب لا يعالج لا بالبيانات ولا بالشجب ولا بالاستنكار ولا بالمواقف الرافضة لمثل هذا الاجرام بل يجب على الامتين العربية والاسلاميه ان تنأى بخلافاتها السياسية والعقائدية والمذهبية جانباً والالتفات نحو توحيد الجهود بقطع سبل التمويل المالي والتسليح والتدريب ومراقبة حسابات المصارف او مراكز التبرع والتحويل التي تتحرك منها الاموال اللازمة بهدف تغذية هذا الفكر عبر المدارس التكفيرية ودعم وتمويل هذا الفكر الذي لايعترف حتى بالدين الذي يدعو اليه في انحاء العالم
اذ ليس من العدل في مكان ان تعطى الاوامر الامريكية لمراقبة حسابات اقارب وانصار مقاومة هدفها محاربة العدو الاسرائيلي وان تترك حسابات ومراكز التبرع الداعمة لهذا الفكر التكفيري الذي بات يهدد الامن العالمي خارج نطاق المراقبة والمحاسبة
ان هذا الارهاب هو اداة طيعة في تنفيذ مآرب دول لا تريد للامتين العربية والاسلامية سوى الاقتتال والفتنة والتدمير فاذا كان هذا الفكر التكفيري لا يعترف بالاديان والكتب السماوية التي انزلها الخالق على البشرية لتنتظم الحياة بين مختلف مكونات البشر فاي دين او عقيدة يراد لهذه التنظيمات والمدارس التكفيرية فرضها علينا و اتباعها
فإما ان تتوحد الجهود خارج نطاق الخلاف السياسي لمحاربة هذه الآفة التكفيرية والاطباق عليها مالياً وسياسياًوفكرياً واما ان نستعد لمزيد من الاجرام الذي يقوده ويديره اعداء الامتين العربية والاسلامية والذي لن يرحم احداً وسيغرقنا في حروب مدمرة وطويلة نتقاتل فيها لعقود قادمة..