ارشيف من :آراء وتحليلات

تونس: شهر رمضان بدون إرهاب.. و دعوات لإقالة مدير الأمن

تونس: شهر رمضان بدون إرهاب.. و دعوات لإقالة مدير الأمن

منذ حادثة استهداف حافلة الأمن الرئاسي السنة الماضية والأمن التونسي يحقق أروع الإنتصارات على الجماعات التكفيرية في أكثر من موقعة. و آخر النجاحات ما حصل في أحداث بن قردان الأخيرة التي سحق خلالها الأمن التونسي بمعية الجيش جحافل تكفيرية قادمة من ليبيا و تضم تونسيين بالأساس كانت تخطط للإستيلاء على المدينة الحدودية وإعلانها إمارة و قاعدة للسيطرة على باقي التراب التونسي.

لقد انتقل الأمن التونسي من مرحلة رد الفعل مع هذه الجماعات التي كانت تباغته بسبب حداثة عهده بمقاومتها، وباعتبارها ظاهرة جديدة على التونسيين، إلى مرحلة الضربات الإستباقية الوقائية والمباغتة . ولأول مرة منذ ما يسمى "الثورة" يمر شهر رمضان دون تسجيل عمليات إرهابية. ويعود ذلك إلى سببين: أولا تغير السلطة السياسية و بالتالي الإرادة لمحاربة الإرهاب التي لم تكن متوفرة مع حكم الترويكا السابقة بقيادة حركة النهضة إلا بعد أن تم استهداف السفارة الأمريكية، وثانيا تسليم مسؤولية الأمن إلى شخصية وطنية كفوءة تتمتع بخبرة في هذا المجال هي السيد عبد الرحمان الحاج علي.

دسائس القصر
 ومدير الأمن الجديد شغل منصبه نفسه زمن بن علي إلا أن دسائس القصر حالت دونه و إتمام مهمته بعد أن لعبت ليلى الطرابلسي زوجة زين العابدين بن علي دورا بارزا في إزاحته بعد أن ثبت لديها أنه يزعج أفراد عائلتها و يتجسس على بعض أنشطتهم المشبوهة. فتم إبعاد الرجل سفيرا خارج الديار و بمجرد أن ساءت الأوضاع الأمنية في تونس تم الإستنجاد به مجددا ليشهد التونسيون مع قدومه تحسنا كبيرا ذكرهم بالأيام الخوالي التي سبقت "الثورة" والتي استهدفت فيها دول جوارهم و خصوصا الجزائر فيما بقوا هم بمنأى عن هجمات الجماعات التكفيرية.

تونس: شهر رمضان بدون إرهاب.. و دعوات لإقالة مدير الأمن

الامن التونسي في مرمى السياسيين


لكن يبدو أن الدسائس ستلاحق على الدوام مدير الأمن الوطني حيث يتعرض في الآونة الأخيرة، ورغم ما حققه من نجاحات، إلى حملة شعواء يقودها نائب من حركة نداء تونس. ويتهم هذا النائب، الذي يرغب في التقرب من الرئيس و نجله، مدير الأمن بالتجسس على أفراد من عائلة رئيس الجمهورية الجديد و يطالب بإقالة المسؤول الأمني من منصبه.

مساندة واسعة
والحقيقة أن الحاج علي، وبخلاف المرة الماضية حيث كان التعتيم هو السائد على أخبار قصر قرطاج، يلقى مساندة واسعة من جماهير الشعب التونسي التي لمست التحسن الأمني الكبير في حياتها اليومية. ويبد أن الإقالة لو تمت ستزيد من شعبية هذا الرجل الذي بدأ البعض يعتبره فلاديمير بوتين تونس الذي يخرج من رحم الدولة العميقة ويعيد تطهير البلاد من العملاء و الخونة والذي طال انتظاره من قبل التونسيين .
كما أن رئيس الجمهورية لا يبدو وأنه سيستجيب لطلبات بعض المرتبطين بمافيات الفساد والإرهاب الذين يستهدفون الحاج علي ويأخذهم الحنين لأيام العمليات الإرهابية. ولهؤلاء علاقات متينة بالجماعات التكفيرية في ليبيا وليس من مصلحتهم أن تستقر الأوضاع السياسية في تونس وأن يعود الأكفاء من الساسة والأمنيين و العسكريين إلى تصدر المشهد.

2016-07-11