ارشيف من :أخبار لبنانية

قبل عقد من الزمن: المقاومة تكسر شوكة ’اسرائيل’

قبل عقد من الزمن: المقاومة تكسر شوكة ’اسرائيل’

في صبيحة 12 تموز 2006 كان للعدو الاسرائيلي موعد مع الخيبة والانكسار. ففي مثل هذا اليوم قبل عقد من الزمن، هاجمت المقاومة الاسلامية قوة عسكرية إسرائيلية في "خلّة وردة" في خراج بلدة عيتا الشعب. قتل المجاهدون ثلاثة جنود وأسروا جنديين، وخاضت المقاومة مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي حاولت سحب جنودها القتلى.

وجاء في بيان المقاومة الاسلامية بتاريخ 12 تموز 2006 ما يلي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
إن ينصركم الله فلا غالب لكم
صدق الله العلي العظيم
تنفيذاً للوعد الذي قطعته على نفسها بإطلاق الأسرى والمعتقلين ، قامت المقاومة الإسلامية عند التاسعة وخمس دقائق من صباح اليوم (الأربعاء) بأسر جنديين إسرائيليين عند الحدود مع فلسطين المحتلة، وتم نقل الأسيرين إلى مكان آمن".

وفي عدوان هستيري، قامت قوات العدو بقصف القرى اللبنانية لقطع الطريق على إمكانية سحب الجنديين الأسيرين إلى مناطق خلفية، ووسعت عدوانها بقصف عنيف على القرى والطرقات المؤدية إليها. واستهدفت المروحيات الحربية السيارات ودمرت الجسور الرئيسية بهدف تقطيع أوصال المناطق الجنوبية. أما المقاومة الاسلامية فردت بقصف مواقع الاحتلال في مزارع شبعا والمرابض المدفعية الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل والمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة.

قبل عقد من الزمن: المقاومة تكسر شوكة ’اسرائيل’

عملية المقاومة البطولية

*السيّد نصر الله: لا سبيل لعودة الأسيرين إلا في إطار عملية تبادل

وفي اليوم الأسطوري، عقد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مؤتمراً صحافياً حيا فيه "المجاهدين الأبطال الذين وفوا بالوعد في أسر جنود إسرائيليين بهدف مبادلتهم بالأسرى في السجون الإسرائيلية"، مطلقاً على العملية تسمية "الوعد الصادق". وأعلن الأمين العام أن "لا سبيل لعودة الأسيرين إلا بالتفاوض غير المباشر في إطار عملية تبادل". وقال "نحن جاهزون للتهدئة، وإذا اختاروا المواجهة فعليهم أن يتوقعوا مفاجآت".

وأكد أنه "إذا كان هدف العملية تدفيع لبنان ثمن العملية، فبهذه النقطة أقول كلاماً واضحاً ودقيقاً وأنا أعرف حساسية الوضع لبنانياً وفلسطينياً وإقليمياً ودولياً، واقول ببساطة،  نحن هدفنا مما جرى أسر جنود والمبادلة ولا نريد أخذ المنطقة إلى أي حرب. أما إذا كان العدو يريد تدفيع لبنان الثمن فنحن مستعدون للمواجهة والذهاب إلى أكثر مما يتوقع".

ونصح رئيس حكومة العدو ووزير حربه أن "يراجعا تجارب كيانهم السابقة قبل اتخاذ أي قرار"، مذكراً إياهما بأن المزايدات داخل حكومة العدو عطلت عمليات التبادل في السابق. وأضاف "نحن جاهزون ومستعدون اكثر مما يتوقع العدو، نحن كنا نتهيأ منذ الخامس والعشرين من أيار لمثل هذا اليوم،  وليوم قد يفرض العدو على لبنان المواجهة".

وتابع "لسنا بحاجة للتهديد، الأسرى يعودون من خلال التفاوض غير المباشر والتبادل. أما إذا اختار العدو المواجهة فعليه أن يتوقع المفاجآت. نحن لا نخشى هذه المواجهة، ونذهب إليها بيقين راسخ بأننا سننتصر".

ووجه رسالة إلى الداخل اللبناني قائلاً "الوقت ليس للمزايدات لا اطلب دعماً من احد، ولا مساندة، ولكن أريد أن ألفت نظر اللبنانيين لكي لا يتحدث أحد بلغة تشكل غطاء للعدو. الوقت هو وقت تعاون وتضامن وبعد ذلك نحن مستعدون للنقاش".

*حكومة العدو تعلن الحرب

الحكومة الإسرائيلية اعتبرت من جهتها أن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن عملية "الوعد الصادق" وعن إعادة الجنديين الأسيرين، معلنة بعد اجتماع أمني طارئ "الحرب على حزب الله في إطار المواجهة الكبرى"، بخطوة حربية عميقة ومؤلمة ومتواصلة لتحقيق هدفين: الأول ضربة مؤلمة لحزب الله والبنى التحتية اللبنانية. والثاني: إبعاد حزب الله عن الحدود بجهد عسكري ودبلوماسي. وأطلقت على هذه الحرب تسمية "الجزاء المناسب".

وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قالت من ناحيتها إن العملية "تهدد استقرار المنطقة وتتعارض مع مصالح لبنان وإسرائيل معاً". ولم يختلف الموقف البريطاني والفرنسي والياباني والروسي والألماني عن الموقف الأميركي الداعم لكيان العدو.  

* رئيس الجمهورية يدعم المقاومة.. والحكومة تتبرأ

رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك العماد إميل لحود أكّد بدوره أن "اللبنانيين ثابتون في مقاومة العدوان لاستكمال مسيرة التحرير، وأن تعميم إسرائيل لنموذج غزة في جنوب لبنان لن يكون ممكناً". كما أكد قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان موقفه بدعم عمليات المقاومة. في المقابل لأصدرت الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة بياناً قالت فيه إنها "لم تكن على علم وهي لا تتحمل مسؤولية، ولا تتبنى ما جرى ويجري من أحداث على الحدود الدولية".

وحيا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سماحة الشيخ عبد الامير قبلان المقاومة على "جهادها وعملياتها النوعية"، داعيا الى "دعمها والالتفاف حولها". كما أدان "الاعتداءات الاسرائيلية الجوية والبرية والبحرية التي استهدفت الجنوب وبنيته التحتية وأوقعت شهداء واضرارا".

* حماس تبارك وتهنئ نجاح حزب الله في أسر الجندييْن

وتقدمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من قيادة حزب الله وعلى رأسها أمينها العام السيد حسن نصرالله ومن مقاوميه كافّة، ومن أبناء شعبنا الفلسطيني، ومن أبناء أمّتنا العربية والإسلامية، ومن أحرار العالم، بأسمى آيات التبريك والتهاني، لنجاح مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان من أسر جندييْن صهيونييْن وقتل آخرين في عملية نوعية ناجحة أصابت قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية بالذهول.

وأكّدت أن "عملية الأسر التي قام بها مجاهدو حزب الله تؤكد من جديد على تكامل مشروع المقاومة ضد الكيان الصهيوني، سواء كانت هذه المقاومة في فلسطين أو في لبنان أو في محيط فلسطين".

وختمت "بوركت أيادي المقاومة في لبنان وفي فلسطين.. ونقول لأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال أن موعدهم مع الحرية بات قريباً إن شاء الله".

* العدو يوسّع نطاق اعتداءاته والمقاومة بالمرصاد

وليلاً، نفذ العدو الصهيوني سلسلة غارات جوية انطلقت من منطقة صور باتجاه بلدة البازورية مروراً بقرى دبعال العباسية دير قانون النهر جناتا وصولا الى العاقبية والزهراني. وأطلقت طائرات العدو صواريخ على خراج البلدات التي تعرضت للغارات وعلى أهداف غير محددة.
وخرقت الطائرات الحربية المعادية جدار الصوت فوق العاصمة بيروت.

ورداً على الاعتداءات الصهيوينة، أعلنت المقاومة الإسلامية أنها هاجمت موقعي جل العلام والمشيرفة، وجاء في بيان لها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا
صدق الله العظيم
رداً على الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت بعض الجسور والقرى الآمنة هاجمت المقاومة الإسلامية عند الساعة الرابعة والربع (4:15) من عصر هذا اليوم الأربعاء 12/7/2007 موقعي العدو في جل العلام والمشيرفة البحرية باستخدام المدفعية والأسلحة الصاروخية وأصابتها إصابات مباشرة. كما شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد منها.
كما هاجمت المقاومة الإسلامية عند الساعة الرابعة والنصف (4:30) موقعي ميرون وبرانيت القياديين بالأسلحة الصاروخية والمدفعية وحققت إصابات مباشرة.
وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار
وكانت المقاومة الإسلامية أصدرت بياناً جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا
صدق الله العلي العظيم
حاولت قوة إسرائيلية عند الساعة الثانية وحمس وعشرين دقيقة (2:25) من بعد ظهر اليوم الأربعاء 12 /7/2006م، التقدم باتجاه غرب عيتا الشعب فتصدت لها المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة.
وعند الساعة الرابعة وخمسة عشرة دقيقة (4:15) عاودت القوة الإسرائيلية التقدم باتجاه المنطقة المذكورة، فتصدى لها المجاهدون وحققوا فيها إصابات مباشرة.
وما النصر إلا من عند الله العزيز الجبار".

 

2016-07-12