ارشيف من :ترجمات ودراسات

’يديعوت’: حرب لبنان الثانية ثبات الفشل

’يديعوت’: حرب لبنان الثانية ثبات الفشل

في الذكرى العاشرة لعدوان تموز 2006، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالًا لأحد كتابها بعنوان "عقد على حرب لبنان الثانية ثبات الفشل"، قالت فيه إن "حرب لبنان الثانية بدأت قبل عشر سنوات بالضبط عندما كنا في إجازة في روما، بعد بضعة ايام من ذلك، بالبزة العسكرية، من يقرأ مذكرات جنود الحرب العالمية الاولى يفهم بان الحروب، في كل مكان وزمان، تتحرك على المحور الذي بين الشخصي والوطني"، وأضاف "الشخصي لم يتغير، وعلى ما يبدو لن يتغير أبدًا. أناس شبان، مفعومون بالايمان، يأتون الى ميدان المعركة وعندها فقط يستوعبون بان لهذا ثمنا. البعد الوطني، بالمقابل، يتغير. المحيط والاعلام، وبالاساس القيادة، تصممه خيرا كان ام شرا".

وتابع الكاتب "ولدت بعد سنتين من حرب "يوم الغفران". الحرب الاولى التي تحولت فيها "اسرائيل" من مشروع ليس فيه سوى الامل الى مشروع فيه ايضا الكثير من التشاؤم. في هذه الحرب كانت إخفاقات ودروس كثيرة، ولكنها كانت انجازا هاما ايضا. فعلى الرغم من المفاجأة الدراماتيكية، التي كانت بدايتها في الفكر المغلوط الشهير، موازين القوى الاشكالية، خسارة الارض والنقص الخطير في العتاد والسلاح، انتهت بانتصار عظيم. ولمن يبحث عن السطر الاخير، فهذا هو السطر: العدو هزم. من يبحث عن التفاصيل، سيجد هناك صد المصريين والسوريين، تطويق الجيش الثالث، طلب مصري لوقف النار وتهديد حقيقي على القاهرة ودمشق".

وأدرف الكاتب "كان يمكن لهذا أن ينتهي هناك، غير ان الحرب اياها صممت ايضا الحروب التي جاءت بعدها، بما فيها حرب لبنان الثانية. منذئذ نشأت على المستوى الوطني ازمة ثقة بين الاسرائيليين والجنرالات، بين المواطنين والقيادة السياسية. من جولة تعجب بقادتها حتى عندما يخطئون أصبحت دولة تلاحقهم في كل زاوية. يواصل الاسرائيليون الاعجاب بالجيش الاسرائيلي كجيش، ولكن في كل مشكلة او خلل يضربون فصلا بينه وبين من يقوده. هكذا يمكن ان نجد عددا لا يحصى من التوصيفات عن جنودنا الشجعان في لبنان الثانية من المقاتلين ولكن القادة الكبار يجلسون خلف الشاشات (وصف اشكالي، مشوه بل وغير مهني)، الجنود الذين ينقصهم العتاد ولكن المصممين مقابل القادة غير الحازمين في قراراتهم وغيرها من التوصيفات (التي اخطأت انا ايضا فيها)، والتي فيها جميعها بعض الحقيقة والكثير من المبالغة غير النزيهة. في معطيات مكتب الاحصاء المركزي التي نشرت هذا الشهر تبين ان 82 في المئة من الاسرائيليين يولون الثقة للجيش الاسرائيلي (22 في المئة فقط بالمناسبة للاحزاب في اسرائيل)، ولكن عند الوصول الى الخطاب الجماهيري تبدو الامور مختلفة. وبالذات في الجيش الاسرائيلي الذي ينمو فيه ضبط في وحدات قتالية وليس في اكاديميات على نمط ويست بوينت نشأت دون يد موجهة فجوة في الصورة بين القيادة العليا والجندي البسيط".

’يديعوت’: حرب لبنان الثانية ثبات الفشل

"يديعوت": حرب لبنان الثانية ثبات الفشل

 


وعند الرغبة في الاستيضاح لماذا يتحول الجنرالات ليصبحوا هدفا، وكيف أنهى كل رؤساء الاركان الاخيرين خدمة كاملة مع كارهين وخصوم ما ان نزعا بزاتهم، يتبين لنا، بحسب الكاتب، ان السبب  الاساس هو الصراع على المسؤولية – القيادة السياسية التي تريد المزيد من الآباء للفشل. حرب "لبنان الثانية" مثل حرب "يوم الغفران" هي خط الانكسار لجيلنا. يمكن الجدال حول ما تسبب بهدوء العقد الاخير (الفرضية هي أن هذا خليط من الضغط الايراني ودور حزب الله في سوريا) وكم أثرت الاخطاء والاهداف غير المحددة في زمن الحرب على النتائج، ولكن لا يمكن تجاهل أن صورة الحرب اسوأ من نتائجها. وللدقة صورة القادة الذين قاتلوا فيها اسوأ من صورة الجنود".

"ولغرض المقارنة، يتابع المقال، يمكن أن نأخذ حملة الرصاص المصبوب، التي لم تحقق عمليا شيئا ولكنها تعتبر ناجحة من ناحية القيادة السياسية والقيادة العسكرية، رغم أنه فورها حصلنا على حملتين على نحو شبه متواصل. وكبديل فان الجرف الصامد، والتي ادت فيها المناورة المحدودة جدا الى كمية كبيرة نسبيا من المصابين، والاسرائيليون بقوا لا مبالين من الحملة وقادتها. من يريد يمكنه ايضا ان يصل حتى حالة اليئور أزاريا ايضا والموقف من قادته كبديل عن الاسئلة التي ينبغي أن تطرح على القيادة السياسة الصامتة وموجة الارهاب التي ليس أزاريا فيها سوى حجر شطرنج".

ويختم المقال "المشكلة المركزية في نهج "الجنرالات مذنبون" هو أنه لا جنود بلا قادة، صغارا أم كبارا. اذا كان هذا هو الميل الوطني الذي تتخذه السياسة الاسرائيلية، فلن ننجح في أن ننتصر حتى عندما نهزم العدو".

 

2016-07-12