ارشيف من :آراء وتحليلات

البوليساريو.. الأمين العام الجديد.. والنزاع في الصحراء الغربية

البوليساريو.. الأمين العام الجديد..  والنزاع في الصحراء الغربية

بحضور وفود أجنبية من إفريقيا والعالم العربي وأوروبا وبلدان أمريكا اللاتينية  عقدت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب البوليساريو مؤتمرها الإستثنائي لانتخاب أمين عام  جديد لها. وكان الأمين العام السابق محمد عبد العزيز قد توفي من مؤخرا بعد معاناة مع المرض  أجبرته على مغادرة مخيمات تندوف الجزائرية للتداوي.
وأسفر المؤتمر عن انتخاب إبراهيم غالي أمينا عاما للجبهة مثلما توقع ذلك كثير من الخبراء و العارفين بملف النزاع في الصحراء الغربية. وأصبح غالي تبعا لذلك رئيسا لما يعرف بـ"الجمهورية العربية الصحراوية" التي هي عضو مؤسس و كامل العضوية في الإتحاد الإفريقي وتعترف بها إلى جانب الجزائر بلدان من إفريقيا و أمريكا اللاتينية على وجه الخصوص.

الإستفتاء أو الحرب
 ولعل السؤال الذي يطرح بعد هذا المؤتمر الإستثنائي أي مستقبل للنزاع في الصحراء الغربية التي تشهد قضيتها في الآونة الأخيرة اهتماما اعلاميا غير مسبوق. هل ستتواصل فترة اللاحرب و اللاسلم التي ميزت النصف الثاني من ولاية محمد عبد العزيز أم أن هناك شيئا ما سيحصل في المستقبل القريب مثلما يتوقع عديد من الخبراء و المحللين في الآونة الأخيرة.

البوليساريو.. الأمين العام الجديد..  والنزاع في الصحراء الغربية

مخيمات التندوف تنتظر تقرير المصير


يرى أغلب المحللين بأن هناك خياران أمام المجتمع الدولي إما تنظيم إستفتاء تقرير المصير في أسرع الآجال، أو عودة الحرب بين طرفي الصراع أي المغرب و البوليساريو. و لا يبدو أن هناك قبولا بالحل الذي دعا إليه المغرب والمتمثل في منح الصحراويين حكما ذاتيا في إطار الدولة المغربية إذ من بين الشعارات التي رفعت في المؤتمر الأخير للجبهة "لا بديل عن تقرير المصير" و هناك رغبة جامحة لدى الصحراويين من سكان مخيمات تندوف على وجه الخصوص بالمضي قدما في ترسيخ دعائم دولة مستقلة كاملة السيادة.

معاناة إنسانية
و لا يبدو أن سكان مخيمات تندوف الذين التقاهم نشطاء حضروا مؤتمر الجبهة الأخير، وكان للعهد الإخباري حديث معهم، سيقبلون البقاء في هذا الوضع الكارثي من الناحية الإنسانية أبد الدهر. ولدى أغلبهم توق لاستئناف القتال باعتبار وضعهم المزري سواء في حالة الحرب أو حالة السلم، فالأمر بات سيان بالنسبة لهم وهم الذين يعيشون في بيوت من الطين و الصفيح لا تقيهم حرارة الطقس الصحراوية القاتلة و لا أمطارها الغادرة التي تهدم البيوت الطينية و تجرف الخيام و تتلف الممتلكات.
لقد ملت الأجيال الشابة التي ولدت في هذه المخيمات، بحسب تأكيدات نشطاء زاروها في الآونة الأخيرة، هذا الوضع الكارثي وهذا الفقر المدقع و قلة ذات اليد والعيش على الإعانات الخارجية. وبالتالي فإن هذه الهدنة لن تستمر طويلا على ما يبدو و الخيارات ليست عديدة أمام اللاجئين في تندوف.
ولعل الخشية هي أن يستغل البعض هذا الملف لمزيد من زعزعة الإستقرار في المنطقة خاصة وأن المتربصين بهذا كثر.

2016-07-12