ارشيف من :أخبار لبنانية

ماذا لو حصلت مواجهة العدو الاسرائيلي مجدداً؟

ماذا لو حصلت مواجهة العدو الاسرائيلي مجدداً؟

في ذكرى حرب تموز 2006 التي  سطرت فيها المقاومه ورجالها الاشاوس الملاحم البطولية في الميدان على مدى 33 يوماً ولقنوا العدو الاسرائيلي درساً  لن ينساه في وادي الحجير وسهل مرجعيون وعيتا الشعب وبنت جبيل ومارون الراس وفي كل بقعة من بقاع لبنان من الجنوب الصامد الى الضاحية وبات هذا الدرس مادة العسكريتاريا الحديثه التي تدرس في اهم معاهد الاركان في مراكز جيوش العالم زبعد هذه الحرب بدأت الامتان العربية والاسلامية تستعيد اشلاء كرامة تناثرت على جبهات القتال مع العدو الاسرائيلي منذ العام  1947.

 وعلى الرغم من انتصار منقوص للجيش المصري في العام 1973 ادى الى ابرام اتفاق كامب داڤيد المشؤوم الذي سبب انشقاقاً عربياً واضطراباً لافتاً في العلاقات العربية سالخاً الدولة المصرية عن مفهوم التنسيق العربي المشترك مفسحاً في المجال امام تحقيق اكبر اختراق سياسي للعدو الاسرائيلي عبر تطبيع العلاقات مع اكبر دولة عربية مواجهة للعدو الاسرائيلي ما ادى الى زيادة التفسخ في الموقف العربي الداعي الى تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي وإعادة الحق الفلسطيني الى اصحابه.

بعد تحقيق هذا الانتصار للمقاومة اللبنانية   وبعد مضي العقد الاول لا يسعنا الا التوقف عند المفترق الخطير الذي يواجه الامة العربية   لنشهد على محاولات عديدة لتنفيذ المخطط الامريكي الغربي الاسرائيلي العربي بالسعي الى انشاء شرق اوسط جديد طيع للسياسات الامريكية وقابلا بالتطبيع مع عدو الامة الذي اغتصب ارضنا العربية.
وتوالت الاتفاقات مع العدو الاسرائيلي حتى مع الفلسطينيين انفسهم عبر اتفاق اوسلو المشؤوم والمذل للعرب والفلسطينيين مرورا باتفاق وادي عربة  في الاردن واتفاق واي ريڤير وصولا الى ما يسمى بالمبادرة العربية التي تم اقرارها في قمة بيروت العربية 2002 وكل تلك الاتفاقات والمبادرات لم تأت اكلها ولن تفعل فعلها باعادة ولو جزء من الحق العربي..

ماذا لو حصلت مواجهة العدو الاسرائيلي مجدداً؟

المقاومة هي السبيل الوحيد للتحرير

اليوم وبعد ان اصبحنا في العام 2016 بدل ان نستفيد من هذا الانتصار المدوي على العدو الصهيوني وقهر جيشه الذي يقهر وبدل ان يكون الانتصار دافعاً اساسياً للضغط على قوى الظلم من اجل رفع الظلم اللاحق  بشعبنا العربي عموماً  وشعب فلسطين على وجه الخصوص الا اننا نرى العكس تماماً.
ما قبل تموز عام 2006 اتخذ  بعض القادة العرب و من يعتبر ان بلاده حاملة وحامية راية المسلمين في العالم  قرار التخلص من المقاومة الاسلامية اللبنانية دافعة بالتكافل والتضامن  مع امريكا واسرائيل والغرب باتجاه شن عدوان الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية بهدف ضرب وتصفية المقاومة اللبنانية للقضاء عليها و تأمين امن اسرائيل والحفاظ على بقاء الاسرائيلي مغتصباً للحق العربي .

اليوم وفي العام 2016 تبقى المؤامرة العربية والامريكية والاوروبية جاثمة على صدورنا مع تبدل الوجوه واستنهاض الفتن المذهبية فقط لارباك واشغال المقاومة بحروب مذهبية في الداخل فخلقوا مخلوقاً عجيبا غير مفهوم يحتمي تحت راية لا اله الا الله اسمه داعش والقاعدة والنصرة  وجيش محمد وحيش الفتح وجيش الاسلام وكل تلك التسميات هي مجرد الة اجرام وقتل موجهة ومسيرة من قبل الذين تآمروا على المقاومة منذ 2006  حتى يومنا هذا و المؤامرة مستمرة .

المتآمرون في 2016 غيروا اسلوبهم لانهم ادركوا ان المواجهة مع المقاومة الاسلامية اللبنانية  صارت تخيفهم من هزيمة حتمية.
سورية العربية الداعمة الاولى للمقاومة ضد عدو العرب اسرائيل صارت مسرحاً لمؤامرات العرب واسرائيل بهدف الالتفاف وضرب درع المقاومة في المنطقة و اعادة رسم سياسات المنطقة و العالم من جديد .
حزب الله بات قوة اقليمية يشارك في قرارات المنطقة ، روسيا تنسق مع حزب لله بعد ان ثبت بالدليل القاطع ان الحزب صار قوة اقليمية يمكن الاعتماد عليها خصوصاً ان الحزب يحارب في سورية دفاعا عنها للسنة الرابعة على التوالي
سورية ولخمس سنوات متتالية صمدت صمودا اسطورياً نستطيع بعدها ان نقول ان سورية بصمودها قلبت الطاولة على رأس المتآمرين العرب واسرائيل والغرب وامريكا
لقد بات بعض القادة العرب يشكلون جنود حرس للهيكل الاسرائيلي و لأمن اسرائيل .
 
منذ العام 2006 عشر سنوات مضت على الانتصار لكن مع استمرار التآمر والانهيار العربي ومن السخرية ان كل المتآمرين على المقاومة وانتصارها هم انفسهم العرب الذين استولوا على السلطة في بلادهم ولأنهم يريدون البقاء في السلطة لذلك وجب عليهم زيارة امريكا لطلب الرضى ولانهم يريدون دوراً عربياً فاعلاً وجب عليهم التعاون مع العدو وزيارة رموزه مستغنياً عن فلسطين معترفاً بالاحتلال الاسرائيلي متناسياً الهوية العربية متخلياً عن ارث بلاده العربية وكل هذا بهدف خدمة اسرائيل  وأمن اسرائيل والمحافظة على اسرائيل .

اليوم في العام 2016 وفي الذكرى العاشرة للانتصار الالهي و وبعد صمود المقاومة و سورية في وجه اعتى المؤامرات منذ الحرب الاخيرة على المقاومة وحتى يومنا هذا في تاريخنا الحديث  نستطيع القول ان محور المقاومة استطاع ان يرسم المعادلة السياسبة والعسكرية والاستراتيجية اقله للعقود الثلاث القادمة.

 نستطيع القول ان ما قبل العام 2006  كنا نظن ان لنا عدواً واحداً اسمه الكيان الصهيوني اما اليوم في  2016  بعد مضي السنوات العشر وبعد كل ما حل بنا من تهافت معظم العرب لاسترضاء وتطبيع العلاقات مع العدو الاسرائيلي ومنع اي انتفاضة او عمل مقاوم واستمرار التآمر على محور الممانعة والمقاومة ضد اسرائيل  وصار معظم العرب يعملون حرس حدود اسرائيل نسأل :
ماذا لو حصلت المواجهة مع اسرائيل مجدداً ؟ نستطيع  القول انه بدل مواجهة العدو صار لزاماً علينا مواجهة اعداء وهم كثر ومع ذلك فان اي حرب قادمة لن تكون مع العدو الصهيوني فقط بل انها ستكون حرباً مع محور التطبيع والاعتراف بالعدو ومحور الاعداء الذين باعوا فلسطين وباعوا الكرامة العربية وباعوا فلسطين والحق العربي والنصر . بالتأكيد سيكون نصر محور المقاومة اما الهزيمة فهي بالتأكيد من نصيب العدو الاسرائيلي مع المتآمرين كما حصل في 2006  مع فارق مهم هو كل المتآمرين العرب سوف تنهار عروشهم  أما محور المقاومة سيكون متواجداً داخل فلسطين المحتلة.

2016-07-14