ارشيف من :ترجمات ودراسات
حرب لبنان الثانية كانت فاشلة.. وساهمت في تأجيل حرب لبنان الثالثة
كتب الخبير العسكري الصهيوني آري شبيط مقالا في صحيفة "هآرتس" قال في ان "حرب لبنان الثانية كانت حربا فاشلة. لأن المجلس الوزاري المصغر عمل بإهمال والجيش عمل بشكل معقد"، مؤكدا أن "منظمة حكيمة وذكية نجحت في ابتزاز التعادل من دولة متقدمة تكنولوجيا ومن المفروض أن تكون قوة عظمى اقليمية. ولكن كان لهذه الحرب انجاز هام هو أنها عملت على تأجيل حرب لبنان الثالثة عقدا من الزمن".
وتابع شبيط "حتى لو أن الحرب تأخرت، فان حرب لبنان الثالثة ستنشب. بعد انهيار الجيش السوري وتشرذم الجيش العراقي وتحول الجيش المصري الى صديق، فان حزب الله في الوقت الحالي هو المصدر الحقيقي لتهديد "اسرائيل". ونظرا لأن حرب لبنان الثانية جرت كما جرت، فان هذا التهديد ارتفع بشكل حاد في العقد الاخير. فكل سنة من الهدوء في الحدود الشمالية كانت سنة من زيادة قوة حزب الله. ما كان منظمة ارهابية أصبح جيشا بمستوى متوسط، عشرات آلاف المقاتلين (البعض منهم تطور واكتسب الخبرة في سوريا) وعشرات آلاف الصواريخ التي قد تصيب الجمهور في اسرائيل بالصدمة. هذا الجمهور الذي شبع وتراخى".
ورأى أن "حزب الله لا يمكنه التفوق على الجيش الاسرائيلي، حتى لو زادت قوته منذ 2006. ولكن في المواجهة القادمة ستشوش هذه المنظمة على روتين الحياة في كل أرجاء اسرائيل وستضر البنية التحتية القومية والاقتصاد وستُحدث صدمة وهزة. فهل اسرائيل مستعدة لذلك؟".
وأشار آري شبيط الى أن "الجيش الاسرائيلي يقوم بما هو مطلوب منه. رؤساء الاركان الذين جاءوا بعد دان حلوتس استوعبوا الفشل السابق واستخلصوا الدروس وصاغوا ردا على التهديد من الشمال. ليس فقط حزب الله هو الذي سيفاجئ اسرائيل في المستقبل. فهي ايضا ستفاجئه. المستوى السياسي ايضا يعمل بشكل صحيح لتعزيز الردع ومنع التصعيد الذي لا داعي له. في السنوات الاخيرة تم التعامل بحكمة مع بعض الاوضاع الصعبة مع الحرص على التشدد وعدم التسامح. ولكن بشكل مدروس ومقيد. وقد كان الانجاز الاكبر هو انجاز الصناعات الامنية التي عملت على تغيير المعادلة في مواجهة من يطلقون الصواريخ حيث قدمت لنا "القبة الحديدية" و"العصا السحرية". ولكن هل أجهزة الدفاع الاسرائيلية تحصل على الميزانيات الكافية؟ هل يتم اعطاء الميزانيات التي ستساعدها على الانتشار والتسلح والدفاع عن سمائنا؟ إن الهدوء المتواصل يتلاعب بمتخذي القرارات ويجعلهم في حالة نشوة خطيرة".
واعتبر أن "المشكلة الحقيقية هي المشكلة الداخلية، بحسب شبيط، فأحد الصراعات الاكثر غريزية في اسرائيل يحدث بين من يتبنون اللواء المدني والاجتماعي ومن يتبنون اللواء العسكري والامني. ولكن هناك صلة وثيقة بين الطرفين. فبدون مجتمع قوي ليس هناك أمن، وبدون مجتمع مدني قوي لا يوجد جيش قوي. وقد لاحظنا ذلك عند هرب مئات آلاف الاسرائيليين من منازلهم في حرب لبنان الثانية وقلة حيلة السلطات التي جعلت الجمهور يشعر بأنه متروك لمصيره".
"حرب لبنان الثالثة"، يكتب شبيط، "سواء نشبت بعد سنة أو عقد، ستضعنا في مواجهة امتحان أكثر خطورة. لذلك فان الاستعداد للتهديد الخارجي الوحيد يجب أن يكون داخليا. وسنوات الهدوء التي حظينا بها يجب علينا استغلالها لتوحيد المجتمع المنقسم واصلاح البنية الرسمية لاعادة كتابة قصة المغزى الاسرائيلي".