ارشيف من :أخبار لبنانية

الصحف الاجنبية: محاولة الانقلاب في تركيا قد تكون مرتبطة باستدارة اردوغان حيال روسيا

 الصحف الاجنبية: محاولة الانقلاب في تركيا قد تكون مرتبطة باستدارة اردوغان حيال روسيا

رأى دبلوماسيون سابقون أن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ربما سببها ترميم العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. ولفت هؤلاء الى أن الغرب نظر بقلق الى تحسن العلاقات التركية الروسية بعد التوتر الذي ساد عقب حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية أواخر العام الماضي. في وقت أجمع المحللون على أن أحداث تركيا الأخيرة أثبتت أن الشعب التركي لم يعد يقبل بالانقلابات العسكرية و"متمسك بالديمقراطية".

* محاولة الانقلاب في تركيا

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة للكاتب "Mostafa Akayol" بتاريخ السابع عشر من تموز/ يوليو الجاري، قال فيها إن من "أبرز العبر جراء ما حصل في تركيا هو أن البلاد لم تعد كما السابق حيث كانت تستطيع الدبابات النزول الى الشارع واجبار الناس على الخضوع لها".

وأشار الكاتب الى ان "محاولة الانقلاب في تركيا اثبتت عدم صحة تهم الرئيس رجب طيب اردوغان الموجهة الى القوى العلمانية بالتخطيط لاضعافه او الاطاحة به، اذ ان احزاب المعارضة والمؤسسات التجارية وكذلك وسائل الاعلام الرئيسية اتخذت موقفاً واضحاً ضد محاولة الانقلاب".

وتابع الكاتب إن محطة "CNNTurk" التي تنتمي الى مجموعة اعلامية هاجمها مناصرو اردوغان قبل عامين بسبب "اهانة الرئيس"، لعبت دوراً رئيسياً بمساعدته، اذ ظهر اردوغان في حديث هاتفي على هذه المحطة ودعا مناصريه الى النزول للشارع.

واعتبر الكاتب أن كل ذلك يظهر بأن العلمانيين في تركيا يسعون الى الحلول في السياسات الديمقراطية. كما رجح تورط حركة فتح الله غولن في المحاولة الانقلابية وأكد ضرورة أن تأخذ الحكومة الاميركية هذا الموضوع بعين الاعتبار.

كذلك رأى أن من حق الحكومة ملاحقة المتورطين وتقديمهم الى العدالة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن لا تستغل هذه الحملة من أجل تعيين مناصري اردوغان في مؤسسات الدولة وخاصة القضاء.

 الصحف الاجنبية: محاولة الانقلاب في تركيا قد تكون مرتبطة باستدارة اردوغان حيال روسيا

رجب طيب اردوغان

الكاتب اعتبر ايضاً أن التجربة هذه ستجعل اردوغان اكثر قوة وشعبية، مشيراً الى انه خرج كمنتصر مدافع عن الوطن ضد المؤامرة وان علاقته بالناخب التركي قد تعززت.

كما قال الكاتب ان اردوغان واذا ما تصرف بحكمة فسيقدر الدعم الذي تلقاه من المعارضة العلمانية، بما فيها أهم الاحزاب الكردية. ولفت الى أن ذلك قد يشكل فرصة من أجل الوحدة الوطنية والمصالحة بعد أعوام من الحكم الانقسامي، معتبراً ان ذلك هو مسار براغماتي يمكن أن يأخذ البلاد نحو مستقبل افضل.

الا ان الكاتب حذّر بالوقت نفسه من أن استغلال اردوغان لقوته الجديدة من اجل بناء نظام سياسي استبدادي وتعزيز سلطة الرئاسة سيضع الديمقراطية في تركيا بخطر.

الصحفي "Roger Cohen" كتب مقالة نشرتها ايضاً صحيفة "نيويورك تايمز" بتاريخ السادس عشر من تموز/يوليو الجاري اعتبر فيها أن المحاولة الانقلابية في تركيا تقدم درساً من الفشل، مشيراً الى عدم بذل مسعى حقيقي للامساك بالقيادة السياسية وكذلك الى غياب أي زعيم لقيادة العملية الانقلابية وأي استراتيجية تواصل (استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال)، والى غياب القدرة على حشد التأييد الكبير سواء في القوات المسلحة او داخل المجتمع.

الكاتب قال إن كون اردوغان المستفيد الاكبر مما حصل لا يعني انه قام بتدبير المحاولة الانقلابية، مضيفاً ان الجيش التركي منعزل عن المجتمع وبالتالي فمن غير المستبعد ابداً ان يكون عدد من الضباط العسكريين قد اعتقدوا ان المجتمع المنقسم قد ينتفض عند اعطائه الفرصة.

وتابع الكاتب انه تبين خلال العقود الاخيرة بأن الشعب التركي لا يريد العودة الى الانقلابات العسكرية التي حصلت بين الستينيات و الثمانينات ويتمسك بالنظام الدستوري. كما اضاف ان الجيش التركي في حالة ضعف وان جميع الاحزاب السياسية ادانت الانقلاب، ما يدل على ان الاتراك لا يريدون الرجوع الى الوراء.

كما رأى الكاتب ان نجاح الانقلاب كان سيشكل كارثة، اذ يحظى اردوغان بنسب كبيرة من التأييد في الداخل التركي. ورجح امكانية حصول تمرد اسلامي فيما لو نجح الانقلاب.

عليه قال الكاتب ان "لا عجب" ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزير الخارجية جون كيري قد اتفقا على ان جميع الاحزاب في تركيا يجب ان تدعم الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في تركيا وممارسة ضبط النفس.

غير ان الكاتب حذر من أن "ضبط النفس" مصطلح غير موجود في قاموس اردوغان، ونقل عن منسق شؤون الشرق الاوسط السابق لدى البيت الابيض "فيليب غوردن" ان اردوغان وبدلاً من اغتنام هذه الفرصة من اجل معالجة الانقسامات، فانه قد يسير بالاتجاه المعاكس ويتشدد ضد خصومه ويقلص الحريات أكثر فأكثر.

كما أشار الكاتب الى ان ادارة اوباما وعندما حصل الانقلاب العسكري في مصر قبل ثلاثة اعوام (ضد الرئيس السابق محمد مرسي) لم تعبّر عن دعمها للرئيس المنتخب ديمقراطياً كما حصل مع تركيا. وقال إن موقف اوباما تجاه الانقلاب العسكري في مصر كان الخيار الاقل سوءًا حيث كانت شعبية مرسي ضعيفة جداً وان الانقلاب العسكري حظي بدعم واسع.

وتابع بأن بقاء اردوغان كذلك هو السيناريو الاقل سوءًا (ما يفسر الدعم الاميركي للحكومة المنتخبة ديمقراطياً في تركيا). غير انه حذر من ان ذلك لا يعني بأن الامور قد تتجه نحو الاسواً ومن أن الانقلاب الفاشل لا يعني بأن الديمقراطية انتصرت، معبّراً عن خوفه من أن يمارس اردوغان القمع اكثر فأكثر دون ان تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها القيام بالكثير حيال ذلك.

* أردوغان يتحدى أوباما

الدبلوماسي الهندي "M.K Bhadrakumar" كتب من جهته مقالة نشرها موقع "Asia Times" بتاريخ السابع عشر من تموز/يوليو الجاري، لفت فيها الى أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اختار الحديث علناً عن تسليم الولايات المتحدة فتح الله غولن بدلاً من استخدام قنوات التواصل السرية.

واعتبر الكاتب أن اردوغان يقوم بتحدي اوباما بعد مرور اسبوع على قمة حلف "الناتو" في وارسو، مشيراً الى الكلام الذي وجهه اردوغان لاوباما أمام حشد كبير بعد فشل الانقلاب، قال فيه إنه يجب تسليم غولن وانه سبق وطالب اوباما بذلك وقال له إن غولن يدرس القيام بعملية انقلاب، الا ان الرئيس الاميركي لم "يستمع" الى ما قاله.

كما رأى الكاتب أن المسألة اصبحت شخصية ايضاً حيث ذكر اردوغان اوباما بالاسم، لافتاً الى أنه بات من المعروف بأن الكيمياء الشخصي بين الرجلين سيئة. واضاف ان اردوغان لن يغفر لادارة اوباما بعد ان اقنعته بأن واشنطن ستقوم بكل ما بوسعها من أجل الاطاحة بنظام الاسد. ولفت الى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق "David Petraeus" (عندما كان لا يزال في منصبه) زار تركيا اكثر من مرة لحث اردوغان على بدء التدخل في سوريا.

الكاتب تابع بأن اردوغان يدرك استحالة تسليم الولايات المتحدة فتح الله غولن، اذ ان تصور غولن للاسلام السياسي يفيد واشنطن في استراتيجياتها الاقليمية في الكثير من انحاء العالم، خاصة الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى التي قال إنها تشكل "نقطة الضعف" لروسيا.

كذلك اعتبر الكاتب ان اردوغان يستعد لفترة من الفتور في العلاقات الاميركية التركية،وقال إن قرار قطع التيار الكهربائي عن قاعدة "انجرليك" قد يحمل معه امراً مخفياً. كما أكد أرجحية قيام القوات الاميركية بتركيب انظمة الكترونية متطورة في "انجرليك" من أجل التجسس.
واشار الكاتب الى ان توقيت محاولة الانقلاب لافت جداً، اذ انها تأتي بعد نكسة للخطط الاميركية من أجل إنشاء تواجد دائم لحلف "الناتو" في البحر الاسود، ما كان سيشكل تحدياً للتفوق الروسي التاريخي في هذه المنطقة.
ولفت الكاتب الى أن الولايات المتحدة لا تستطيع محاصرة روسيا في البحر الاسود من دون تعاون تركيا، مضيفاً ان قرار اردوغان الاعتذار من روسيا على حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية في شهر تشرين الثاني نوفمبر فاجأ الجميع "بما في ذلك واشنطن". وأشار الى أن سرعة وتيرة التطبيع التركي الروسي حتماً أثار توتر واشنطن.

الكاتب تابع بأنه لا يمكن استبعاد سيناريو قيام الاستخبارات الروسية بإعطاء نظيرتها التركية المعلومات عن احتمال حصول محاولة انقلاب، منبهاً الى أن لدى الاستخبارات الروسية تواجدًا كبيرًا بشكل تقليدي في روسيا.

وقال الكاتب إن محاولة الانقلاب يبدو انه تم التخطيط لها بشكل متسارع، على أمل أن تحصل على دعم واسع من داخل الجيش. واضاف ان الانقلابيين ربما كانوا يأملون بالاستفادة من الضباط ذات "الميول الاسلامية" الذين سبق وادخلهم اردوغان نفسه الى الجيش.
كما اعتبر الكاتب انه يجب الاخذ في الاعتبار ايضاً وجود علاقات ودية بين غولن والسعودية، متحدثاً عن "المال الاخضر" والدور الكبير الذي لعبه هذا المال بصعود حزب "العدالة والتنمية". ولفت الى ان السعوديين يراقبون بقلق اشارات التحول في سياسات اردوغان حيال سوريا.

* تدخل سعودي في الشؤون الداخلية الايرانية

الباحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى "Simon Henderson" كتب مقالة نشرت بالخامس عشر من تموز/ يوليو الجاري اشار فيها الى مشاركة رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل بمؤتمر ما يسمى "منافقي خلق" في باريس والانتقادات التي وجهها الى الجمهورية الاسلامية خلال كلمته.

وقال الكاتب إن مشاركات الفيصل العلنية السابقة مع مسؤولين "اسرائيليين" دائماً ما شددت على ان السعودية و"إسرائيل" تتشاركان المواقف نفسها حيال ايران، مضيفاً ان هذا هو الانطباع الذي جاء ايضاً بعد زيارة محمد بن سلمان الرسمية الى واشنطن الشهر الفائت.
كما رأى الكاتب ان كلمة تركي الفيصل في مؤتمر "منافقي خلق" فتحت مرحلة جديدة حيث يبدو ان هناك تدخلاً في الشؤون الداخلية الايرانية. وقال ان تفسير خطوة الفيصل هذه هو أن السعودية مستاءة من الاتفاق النووي مع ايران وتعتبر ان طهران تقوم بتحدٍّ لما اسماه "دور الرياض القيادي في الاسلام" – و بالتالي فان السعودية مستعدة لتصعيد التوتر مع ايران.

2016-07-18