ارشيف من :أخبار لبنانية
الصحف الاجنبية: جماعات مسلحة في سوريا مدعومة أميركياً ترتكب الفظائع
أعلن موقع أميركي بارز أن جماعة مسلحة في سوريا كانت تتلقى دعماً أميركياً قامت بقطع رأس طفل سوري في محافظة حلب السورية، مشيراً بالوقت نفسه الى أن واشنطن كانت تدعم هذه الجماعة رغم علاقاتها الوطيدة بجبهة "النصرة". من جهة أخرى، دعا باحثون أميركيون بارزون الى مواجهة الفكر الوهابي السلفي، بينما أشار آخرون الى مواقف شخصيات مقربة من المرشح الجمهوري دونالد ترامب ربما تعكس حالة حيرة داخل الحزب الجمهوري.
* جماعات مسلحة في سوريا دعمتها أميركا ترتكب الفظائع
كتب موقع "Daily Beast" تقريراً نشر بتاريخ عشرين تموز يوليو الجاري كشف فيه أن مجموعة مسلحة في سوريا كانت تتلقى السلاح من الولايات المتحدة قامت بقطع رأس فتى سوري.
وأوضح التقرير أنه ظهر يوم أمس الثلاثاء شريط فيديو يصور عناصر من "حركة نور الدين الزنكي" ومعهم طفل في منطقة حندرات في حلب، حيث يقوم هؤلاء باعدام الطفل على ظهر إحدى الشاحنات.
كما اشار التقرير الى ان هذا التطور أعاد طرح التساؤلات حول "المتمردين" الذين دعمتهم الولايات المتحدة في سوريا. ولفت الى ان حركة "الزنكي" كانت تتلقى الدعم الاميركي حتى أواخر عام 2014، مضيفاً إن "تقريراً نشره موقع "McClatchy" نبه الى ان القرار الاميركي بوقف توفير المال والسلاح للجماعات المتمردة لن يشمل حركة زنكي وكذلك حركة "احرار الشام"".
"حركة نور الدين الزنكي" الإرهابية
كذلك اشار التقرير الى ان موقع "McClatchy" كشف بان هناك ما يصل الى الف عنصر من حركة الزنكي كانوا يتلقون الرواتب من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (CIA).
التقرير نقل عن الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "Thomas Joscelyn" قوله إن حركة الزنكي لم تكن عدواً لتنظيم "القاعدة" ولها تاريخ من التعاون مع جبهة "النصرة"، ووصف الباحث الحركة بانها "اسلامية متشددة على اقل تقدير".
رغم ذلك افاد التقرير بان حركة الزنكي استخدمت الصواريخ الاميركية المضادة للدبابات التي زودت بها من قبل مركز "للحلفاء" فيه عدد من الموظفين في "ال-CIA". كما لفت التقرير الى ما سبق ونشرته مجلة "Foreign Policy" عن تلقي حركة الزنكي تمويلاً ليس بالقليل من السعودية.
وأشار التقرير الى أن منظمة العفو الدولية كشفت مؤخراً بأن حركة الزنكي مسؤولة عن التعذيب والاعترافات القسرية في حلب حيث مركزها. كما تحدث عن المزاعم عن قيام حركة الزنكي بخطف رهبان سوريين وتسليمهم الى جبهة "النصرة"، فضلاً عن ما قاله ناشطون عن تعرض الرهبان للتعذيب على ايدي حركة الزنكي بغية اجبارهم على اعترافات مزيفة.
* لضرورة مواجهة الفكر الوهابي السلفي في السعودية
كتب مدير "برنامج التحليل الاستراتيجي للاسلام السياسي" السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "Emile Nakhaleh" مقالة نشرت على موقع "Lobelog" بتاريخ التاسع عشر من تموز يوليو الجاري شدد فيها على ان الوقت قد حان لتنظر الدول العربية والاسلامية بما فيها السعودية، وكذلك الغرب، الى الكارثة التي قد تسود في حال استمر انتشار الفكر التكفيري المتطرف.
وقال الكاتب ان نظام آل سعود لم يسبق وأن واجه فعلاً مروجي الكراهية باسم الاسلام داخل السعودية، مضيفاً ان السعوديين لا يستطيعون مواصلة تعليم النموذج المتعصب من الاسلام في كتبهم وبالوقت نفسه ان يتوقعوا من الشباب السعودي ان يكون متسامحاً تجاه الطوائف الاخرى مثل الشيعة وغير المسلمين.
الكاتب شدد على ضرورة مواجهة الفكر الوهابي السلفي في السعودية، وقال ان العالم والسعوديين يجب ان يأخذوا بالاعتبار ما تعلمه الكتب السعودية عندما يستخدم الارهابيون تعاليم هذه الكتب لتبرير ما يقومون به.
وتطرق الكاتب الى الصفحات الثماني والعشرين التي رفعت عنها السرية مؤخراً والتي تتمحور حول دور مسؤولين ومواطنين سعوديين باحداث الحادي عشر من ايلول. واشار الى ان ما ورد بهذه الصفحات يثبت بان المسؤولين السعوديين كانوا يدركون وربما يتعاطفون مع ما يخطط له مع الفكر الراديكالي.
كما شدد الكاتب على ان القادة العرب والمسلمين وكذلك رجال الدين السنة يجب ان يدينوا بشكل واضح أي عمل ارهابي والفكر الراديكالي الذي يقف خلفه. وأضاف ان بيانات التنديد هذه يجب ان تكون في لغات مختلفة وتنتشر عبر العالم الاسلامي والغرب. كذلك أكد على أن النظام السعودي يجب أن يراجع المنهاج التعليمي الذي يعطى في المدارس الاسلامية التي يدعمها في بلدان اخرى بهدف التبشير.
* حيرة في توجهات الحزب الجمهوري
كتب الباحث في معهد بروكنغز "William McCants" مقالة بتاريخ التاسع عشر من تموز يوليو الجاري تمحورت حول الكلمة التي القاها الجنرال "مايكل فلين" في المؤتمر العام للحزب الجمهوري الذي ينعقد حالياً بولاية اوهايو الاميركية.
وأشار الكاتب الى أن "فلين" (الذي كان رئيساً لوكالة الاستخبارات الدفاعية الاميركية) القى كلمة بصفته المتحدث الرئيس حول موضوع الامن القومي في المؤتمر العام للحزب الجمهوري ومن كبار المستشارين للمرشح الجمهوري "دونالد ترامب".
الكاتب لفت الى ان الكثير مما قاله "فلين" في كلمته يتطابق في النقاط العامة مع كتاب جديد من تألفيه والباحث “Michael Ledeen” اسمه "مجال الكفاح, كيف يمكننا ان ننتصر بالحرب العالمية ضد الاسلام الراديكالي وحلفائه".
ولفت الكاتب الى أن كتاب فلين يقدم حجتين اثنتين اساسيتين: اولاً ان الحكومة الاميركية لا تعرف ما يكفي عن أعدائها لانها لا تجمع ما يكفي من المعلومات الاستخبارتية وترفض اخذ الدوافع الايديولوجية على محمل الجد. وثانيا ان اعداء اميركا ينسقون ضمن "تحالف من الدول والحركات الشريرة التي تعمل على تدمير" الولايات المتحدة رغم وجود اختلافات ايديولوجية بين هذه الدول الحركات المعادية لاميركا، حسب تعبيره.
كذلك اشار الكاتب الى ان فلين يحاول في كتابه تثبيت النظرية بان اعداء اميركا – من كوريا الشمالية الى الصين الى روسيا وايران و سوريا و كوبا و بوليفيا و فنزولا و نيكاراغوا و القاعدة و حزب الله و"داعش" – هم بالفعل ينسقون فيما بينهم، على حد زعمه.
يشرح الكاتب بان "فلين" انما يعتبر بان التحالف المزعوم الذي يشير اليه هو "تحالف ينبع من الضرورة" اكثر من اي شيء آخر. ويضيف انه وبحسب هذا الرأي فان اعداء اميركا يتشاركون الكراهية للديمقراطية ويتفقون بان الدكتاتورية هي السبيل الافضل لادارة البلدان او الامبراطوريات وأن اهدافهم المشتركة تحتل اولوية على الخلافات الايديولوجية فيما بينهم. بالتالي فان هذا الرأي يدعو الحكومة الاميركية الى العمل على القضاء على هذا التحالف (تحالف الاشرار المزعوم) من خلال "نزع قبضة الدكتاتورية وانظمة الاسلام الراديكالي".
ويتابع الكاتب ان كتاب "فلين" يقدم رأيين اثنين مختلفين جداً عن كيفية ممارسة القوة الاميركية في الخارج: اما نشر الديمقراطيات او الوقوف الى جانب الحكام الذين هم اصدقاء الولايات المتحدة، واعتبر ان ذلك ربما يعكس حالة الحيرة داخل المؤسسة الجمهورية حول مسار السياسة الخارجية المحافظة.