ارشيف من :آراء وتحليلات

مبارزة بين المغرب و البوليساريو على حلبة الإتحاد الإفريقي

مبارزة بين المغرب و البوليساريو على حلبة الإتحاد الإفريقي

شهدت قمة الإتحاد الإفريقي المنعقدة في العاصمة الرواندية كيغالي منافسة شرسة بين المغرب و جبهة البوليساريو الحاضرة من خلال وفد يترأسه أمينها العام الجديد إبراهيم غالي بصفته رئيس لـ"الجمهورية العربية الصحراوية" التي تتمتع بعضوية كاملة في هذه المنظمة الإقليمية. وقد تمحور الصراع حول امكانية إنضمام المغرب إلى الإتحاد الإفريقي مقابل خروج "الجمهورية الصحراوية من هذا الإتحاد.

ويشار إلى أن المملكة المغربية ليست عضوا في هذا الإتحاد الذي يعتبر الوريث الشرعي لمنظمة الوحدة الإفريقية التي كان المغرب من مؤسسيها قبل أن ينسحب منها احتجاجا على قبولها عضوية "الجمهورية العربية الصحراوية". و يحاول المغرب من خلال دعم عدد من الدول الإفريقية العودة إلى هذا التجمع الإقليمي وإزاحة الصحراويين منه و تجسد ذلك في القمة الأخيرة التي حظيت الصراع فيها بين الطرفين بمتابعة غير مسبوقة.


دول عربية
ولعل اللافت أن دولا عربية إفريقية و هي تحديدا مصر و تونس و موريتانيا امتنعت عن التوقيع على طلب المغرب بخروج الصحراويين من الإتحاد مقابل انضمام المملكة المغربية إليه بعد 32 سنة على انسحاب الرباط من منظمة الوحدة الإفريقية. ويرجح محللون بأن هذه الدول تجنبت إغضاب الجزائر الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع هذه الدول الثلاث.

مبارزة بين المغرب و البوليساريو على حلبة الإتحاد الإفريقي

الملك المغربي يعدل في السياسة الخارجية لبلاده


ويفسر البعض الموقف التونسي بأنه معاملة بالمثل للمغاربة بعد أن صوتت الرباط في وقت سابق ضد مرشح تونس لرئاسة البنك الإفريقي للتنمية، الخبير الإقتصادي جلول عياد. وقد كانت تونس تعول كثيرا على هذا المنصب باعتبار أن البنك الإفريقي للتنمية هو أهم ممولي الإقتصاد التونسي و كان يتخذ منذ سنة خلت من الخضراء مقرا رسميا له قبل أن يرحل عنها إلى ساحل العاج بعد استقرار الأوضاع في هذا البلد.


حوار الصخيرات
بالمقابل فإن السودان و ليبيا دعمتا موقف المغرب و ساندتا خروج "الجمهورية الصحراوية" من الإتحاد رغم أن ليبيا عرفت تاريخيا بدعم جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو". فقد تدرب مقاتلو الجبهة لسنوات في المعسكرات الليبية و تلقوا السلاح و المال الليبي خلال سنوات الحرب.
ويفسر البعض هذا التحول في الموقف الرسمي الليبي بتمكن المغرب من ربط علاقات متينة مع فرقاء الأزمة الليبية من خلال احتضانها لجانب من الحوار الوطني الليبي الذي رعته الأمم المتحدة بمدينة الصخيرات المغربية. وبالتالي فإن الموقف الليبي من قضية الصحراء الغربية لم يكن قرارا شعبيا بل مرتبطا بشخص و مزاج و مصالح من يحكم ليبيا.
و بالنهاية ورغم نجاح المغرب في استمالة كل من السودان و ليبيا و بلدان إفريقية من جنوب الصحراء إلا أن الرباط لم تتحصل على عدد كاف من التوقيعات التي تمكنها من الإنضمام إلى الإتحاد الإفريقي، أو العودة إليه، إذا تم اعتبار منظمة الوحدة الإفريقية و الإتحاد الإفريقي كيانا واحدا، وبقيت بالتالي جبهة البوليساريو، تحت مسمى الجمهورية العربية الصحراوية، عضوا في هذا الإتحاد.
.

2016-07-22