ارشيف من :نقاط على الحروف

الاعلام السعودي يهشم برجب طيب اردوغان...

الاعلام السعودي يهشم برجب طيب اردوغان...

الهجوم افضل طريقة للدفاع عندما يكون المعني في وضعٍ حرج وفي موقع المتهم، هذا ما يمكن ان يوصف به الاعلام السعودي في تعاطيه مع الانقلاب العسكري الفاشل الذي وقع في تركيا يوم 16 تموز الحالي. وقد بدأت الحملة في الاعلام السعودي ضد اردوغان غداة نشر المغرد المشهور على تويتر (مجتهد) تغريدات اتهم فيها السعودية والامارات بالعلم المسبق بالانقلاب في تركيا قبل حصوله، وقد وجه مجتهد الاتهام المباشر لولي ولي العهد محمد بن سلمان.

 لم يترك كتاب صحيفة الشرق الاوسط - التي يملكها فيصل بن سلمان بن عبد العزيز ال سعود نجل  الملك السعودي الأكبر - وصفا سيئا الا والصقوه باردوغان، في حملة اعلامية منسقة تولاها كتاب الرأي، وكانت حصة هذه الحملة ثلاث مقالات يومية على مدى عدة ايام، ما يشير الى رعب سعودي كبير مما يحصل في تركيا، والى ان السعوديين الذين وضعوا بدائرة الاتهام فضلوا الهجوم الاعلامي وسيلة للدفاع علّ هذه السياسة تردع اردوغان مستقبلا عن العمل على الثأر منهم او الاستدارة نحو خصومهم في المنطقة والعالم، ايران وروسيا ومعها سوريا ورئيسها بشار الاسد.

البداية كانت مع مقالة كتبها عبد الرحمن الراشد غداة الانقلاب الفاشل في تركيا حيث تساءل الراشد في نهاية مقالته يوم الاحد 17 تموز الحالي عن سياسة اردوغان المستقبلية  قائلا "لا نعرف كيف ستؤثر المحاولة الانقلابية على رؤية اردوغان للعالم من حوله وخاصة سوريا؟ هل يوقف اردوغان سياسة المصالحة مع روسيا ام يعجل بها؟ ويجيب الراشد على تساؤله بالقول "ان الرئيس التركي قد يختار الالتفات الى مواجهة التهديدات الداخلية ضده ويختار التصالح مع نظام الاسد وحليفيه الروسي والايراني".

يوم الاربعاء كتب الراشد مقالة ثانية اكد فيها المخاوف السعودية من استدارة اردوغان قائلا في نهاية المقالة "اردوغان الآن مستعد لاعادة النظر في خلافاته مع روسيا وايران حيال سوريا لا نعرف باي اتجاه بعد، لكن يبدو انه في طور اعادة حساباته".

طارق الحميد كان اكثر هجومية في عدد يوم الاثنين الذي نشر فيه اربع مقالات رأي تهاجم اردوغان. مما قاله الحميد في مقالته تلك" اليوم وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة، من الصعب التصديق بأن الرئيس التركي قد خرج منتصرا، ولا يمكن القول انه مكسور الجناح، بل هو رجل محاط بالأزمات من كل مكان، ويضيف في مكان اخر: الواضح ان الانفعال الان هناك هو سيد الموقف مما يعني ان ازمة تركيا تتعمق اكثر.

وفي العدد نفسه كتب مأمون فندي مقالة عن تركيا قال فيها "ازمة الحكم هي التي تؤدي الى تآكل سريع في الشرعية مما يؤدي الى استقواء المؤسسات على بعضها البعض، وازمة الحكم التي عانى منها نظام مبارك في مصر عام 2009 و2010 هي التي  اوصلت مصر الى ما نحن فيه الان، تركيا ليست استثناء إقليميا وربما كان الفارق ان جيش مصر ظل متماسكا ولكن لا شك ان الجيش المصري مر بالاختبار دونما انقسام، هذا ما لم يحدث في تركيا، ومن هنا قد تكون تبعات ازمة الحكم في تركيا أسوأ بكثير من نظيرتها المصرية وأزمة الحكم في تركيا ستسمر لاعوام مقبلة قد تصل لعشر سنوات في احسن تقدير إن لم تحل المشكلات التي أدت لهذا الانقلاب".

الاعلام السعودي يهشم برجب طيب اردوغان...

السعودية تهشم اردوغان

امير طاهري في الشرق الاوسط ايضا يوم السبت 23 الحالي كتب "ليس هناك من شك في ان اردوغان يتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية عن الوضع الراهن في بلاده، فهو شخصية سريعة الغضب ومتسرعة، وقد اغضب بتصرفاته كثيرين من الذين لم يكن في حاجة لأن يكونوا خصومه السياسيين".

ولكن ما الذي يرعب العائلة السعودية المالكة حتى تذهب بعيدا في هجومها على اردوغان؟

في نظرة اولى هناك ما نشره "مجتهد" حول معرفة محمد بن سلمان بالانقلاب قبل وقوعه، الاهم من تغريدات "مجتهد" هو الطريقة التي واجه بها اردوغان الانقلاب العسكري، عندما نادى بسلطة الشعب، هذا الشعار الذي يخيف الحكام السعوديين ويثير غضبهم، ويعيشون بسببه في قلق من أن يأتي يوم يرون عشرات الاف في شوراع المدن السعودية تحتج على حكمهم، ايضا هذه السياسة اي النزول في الشوارع تتبعها جماعة الاخوان المسلمين التي تعاديها السعودية بشكل كبير وكامل.

ايضا يبدو ان السعودية تأتي  في مقدمة الخاسرين من فشل الانقلاب ويمكن اعتبارها مع اسرائيل اكبر الخاسرين، خصوصا مع قناعتها ان التقارب التركي الايراني سوف يتعمق، وقد نقل الرئيس الايراني حسن روحاني جزءا من مضمون الاتصال الذي اجراه مع اردوغان الذي أعرب عن استعداده للعمل مع ايران وروسيا لاعادة الامن في المنطقة.

 هذا هو الامر الذي تخشاه السعودية واسرائيل لانه يعني بكل بساطة انتهاء حلمهم باسقاط النظام في دمشق، وفي حصار ايران وحزب الله، وربما بالنسبة للحكم السعودي تنقلب المعايير لتنتقل المعركة اليه خصوصا بعدما تنتهي الحرب اليمنية والتي اصبح من المؤكد ان نهايتها سوف تكون في غير صالح السعودية، وانها ايضا لن تطول كثيرا في حال بدأت التسوية في سوريا وبدأ اردوغان في تطبيق تدريجي لاستدارته المرتقبة.

 

2016-07-25