ارشيف من :أخبار لبنانية

المقاومة وتغيير طبيعة الصراع

المقاومة وتغيير طبيعة الصراع


مالم يدركوه بالسلاح يظنون أنهم سيدركونه بالسياسة  ، كانت حرب تموز تحمل فى جوهرها الأسمى قيمة معنوية ورمزية كبرى هى قدرة المقاومة على الانتصار وتبعث برسالة احتقار لأنظمة  أدمنت الانبطاح والركوع للرب الاميركى .  انتصرت المقاومة  رغم الظروف العاتية والحصار الذى فرض عليها ومصادرة شحنات أسلحة كانت فى أمس الحاجة اليها ، انتصرت المقاومة لأنها أدركت أن وراءها شعب عربى بوصلته ما تزال صحيحة ، شعب عربى يدرك أن صراعه مع العدو الصهيونى صراع وجود لا حدود ، مثّل انتصار المقاومة صدمة مروعة لدى أنظمة عربية راهنت منذ اللحظة الأولى على هزيمتها ،  تلك الأنظمة التى لا تعرف من الأفعال فعل يقاوم لكنها تحفظ جيدا وتتقن أفعال يركع وينبطح ويستسلم .

المقاومة وتغيير طبيعة الصراع

المقاومة انتصرت


كانت المخابرات المركزية الاميركية حاضرة فى المشهد ترصده عن كثب وتحلله وتتجه لصياغة سيناريوهات يعجز الشيطان عن تصورها .  كان عمادها الرئيسى فى المعركة التى ستخوضها هى ما جرى بتسميته بهتانا بدول الاعتدال العربى ، كانت الخطة جاهزة وهى ضرورة تغيير طبيعة الصراع فى الاقليم ليتحول من صراع عربى - صهيونى الى صراع اسلامي - اسلامي ( سني - شيعي ) ، وجرت حرب تزييف الوعي ومحاولة خلق عدو بديل للوصول لهدف تقسيم الوطن العربى الى دويلات وكانتونات على أساس مذهبي وطائفي وانهاء مشروع المقاومة  ، وجرت فى النهر مياه كثيرة نتئة بفعل البترودولار ، فانشئت محطات اخبارية تبث حقدها الأسود ، وتصدر المشهد لحى لا تعرف من الاسلام سوى اسمه ، وتقدمت جماعات اقتاتت دوما على فوائض البترودولار لتقوم بأكبر عملية تجارة باسم الدين والمذهب ، وأسهمت محطات استخبارات عربية فى بيع المعلومات .وتدخلت دول اقليمية ارتدت عباءة مذهب و جماعة لاستعادة أمجاد غابرة، كان الجميع منخرطا فى تنفيذ سيناريوهات الرب القابع فى البيت الأبيض ، ليصير المشهد ما نراه اليوم ، وبرغم تلك الهجمة الشرسة والدمار الذى سببته والعقول التى غيبتها  الاّ أن الأمل ما يزال باقيا بأن تلك الأمة ستجتاز أزمتها ، وأن الأمل معقود دوما على المقاومة التى مهما وصفوها بالارهاب تبقى هى شعاع النور الوحيد وسط بحر الظلمات ، فمازالت بوصلة  شعبنا العربى صحيحة. تلك البوصلة التى تدرك جيدا بحسها القومي والاسلامي أن ما يجري من محاولات لتغيير طبيعة الصراع ليست سوى فصل فى كتاب الرب الاميركى وأن ما يجرى لا يصب سوى فى صالح العدو الصهيونى وكهنه البيت الابيض .

 

2016-07-26